قصة مستشار الرئاسة المزيف، مزيج من الفكاهة والمأساة، النصاب نفسه طريف، حرص على مظهره كمندوب رئاسى حتى بعد أن تأكد له أنه انكشف، وبالرغم من معرفته أنه مزيف. أصر على أن يتم التعامل معه باحترام وبشكل يتناسب مع منصبه المهم حتى ولو كان مزيفًا.
طلب المنتحل الطريف من البوليس، أن يتعامل معه باحترام، وألا يهينوه، وألا يوضع فى البوكس، ولهذا تم اصطحابه فى سيارة أحد الضباطـ. الأكثر طرافة أن المندوب المزيف، ذهب إلى عزاء عمر عبدالرحمن، وأعلن عن نفسه، ليس همسًا، أو إيحاءً، لكن تصريحًا، وعندما استضافه مندوبو الفضائيات والصحف، أعلن اسمه الثلاثى بصوت واضح، مع ابتسامة ثقة. وكرر أنه المستشار فلان الفلانى، مندوب رئاسة الجمهورية وأنه جاء ليقدم العزاء نيابة عن الرئاسة.
واضح أن الدويك سبق له ومثل هذا الدور، ليس عشر مرات فقط، لكن عشرات المرات. ولهذا لم ينتبه أى شك فى أنه سينجح، وأنه مدرب على تمثيل الدور بجدية.. فهو نصاب محترف سبق له وانتحل صفة وزراء ونواب وزراء، ووقع طلبات وطبع كروت وكارنيهات وأوراقًا. كما حضر مؤتمرات فى أماكن مختلفة، وجلس فى الصفوف الأولى بجوار مسؤولين كبار. واضح أن المرات التى نجح فيها النصاب، منحته ثقة وقدرة على حبك الدور. ولهذا لم يكتفِ بالعزاء، لكنه قدم وعودًا بالتعيين وتولى المناصب لمسؤولين فى بلدة عمر عبدالرحمن. لكنه بالرغم من ذكائه واحترافيته، لم ينتبه إلى أن العزاء مرصود من أجهزة كثيرة، وأنه أيضًا لم يحبك مظهره جيدًا، وإن كان يمكن أن تمر ملابسه، فقد جاء بسيارة مؤجرة أو مسروقة وعليها آثار وكتابات وأرقام المكتب، على الأقل فإن أجهزة الأمن سوف تسعى لتأمينه وبالتالى سيستفسرون عن المعلومات.
الدويك المستشار المزيف، وثق فى ذكائه إلى درجة الغباء. وأعلن عن نفسه وسط حشود تضم ممثلين لكل الأجهزة الأمنية، وأعلن عن نفسه وتخلى عن حذره. لكن قضية النصاب، بعد الضحك، تثير التساؤلات، عن الغرض من أن ينتحل الدويك صفة مندوب أو مستشار رئاسى، بالطبع فهو كان يرمى شباكًا للإيقاع بضحايا تزغلل الأضواء أعينهم، ويطمع الواحد منهم فى توصية أو منصب، ويكون مستعدًا لدفع الثمن. ثم أن النصاب انتحل صفات كثيرة، ودخل مؤتمرات ومؤسسات، ومن ثقته، واضح أنه لم يتعرض لسجن أو عقوبات رادعة ولهذا احترف النصب ووصل لانتحال صفة مندوب الرئاسة. ويبقى قادرًا على الإيقاع بطماعين يريدون أى مصلحة. الانتهازيون فرائس مناسبة للنصابين.