عذراً لكل المدن الشهيرة والمقدسة.. فسيناء المدينة الأكثر قدسية وذات الروائح الزكية
اخلعوا أحذيتكم على أبواب سيناء، فأرضها طاهرة ومتوضئة بدماء الشهداء، وطاردة لكل إرهابى وخائن، ومقبرة لكل الأعداء.
ووسط حملات التشكيك والتسفيه والتسخيف التى يقودها خونة الداخل، فيما يسطره أبناء القوات المسلحة والشرطة من بطولات وتضحيات على أراضى الفيروز، فإن التاريخ يؤكد فى كل عصوره المختلفة أن مصر، وفى القلب منها سيناء، عصية على الاستسلام والسقوط، وأن هناك رجالًا يدافعون عن مقدرات وطنهم، وحمايته من الأعداء وقوى الشر، وتسيل دماؤهم لتروى ثرى سيناء، فتنبت الريحان والياسمين.
عذرًا لكل المدن الشهيرة، والمدهشة، والمقدسة على هذا الكوكب، عذرًا لبلد الجن والملائكة، ومصانع العطور الشهيرة «باريس»، فقد أصبحت سيناء مدينة العطور غالية الثمن، ورائعة الريحة.
نعم دماء شهداء مصر أزكى من كل عطور الأرض، ويجب على كل زائر لسيناء أن يخلع حذاءه على أعتاب مداخلها، ويتطهر قبل أن تطأ أقدامه الأرض المقدسة، فهناك سالت دماء المئات من أشرف وأطهر من أنجبت مصر، جنود الجيش والشرطة، فروت أرضها لتطرح ثمار الأمن والأمان والكرامة والكبرياء.
هناك على أرض الفيروز رجال الجيش سطروا بطولات «خارقة» فى كل الحروب، ولكم فى مثال قريب تَذْكِرة، عندما انقض جندى مجند محمد أيمن، واحتضن الموت، مضحيًا بحياته من أجل إنقاذ زملائه، فى مشهد أخجلنا جميعًا، وأشعرنا بأننا أقزام، لا نملك من أمرنا إلا تجارة الكلام، واعتلاء منابر التوجيه والتسخيف والتسفيه.
محمد أيمن ورفاقه كشفوا عورات الشواذ فكريًا، وتجار الدين، والمتعاطفين معهم، وقادة شبكات الدعارة السياسية، وأصحاب البنطلونات الساقطة، وأعضاء ثورة «البوكسر»، ونحانيح 25 يناير، ومرضى التثور اللاإرادى، وخبراء القلووظ، ووضعوهم فى حجمهم الحقيقى والطبيعى.
رجال الجيش والشرطة من الذين قدموا أرواحهم فداء لهذا الوطن، وروا بدمائهم الزكية أرض سيناء، أطهر وأروع رائحة من النشطاء «المعفنين» أعداء الماء والاستحمام، وأصحاب الضمائر الخربة، وفاقدى كل القيم الوطنية والأخلاقية.
ورغم اختلال معايير تقييم الأمور، وتشويه المفاهيم، واعتلال القيم الأخلاقية على يد تجار الدين والشعارات، فإنه سيبقى كل من يدافع عن وطنه بتقديم روحه ودمائه فداء وتضحية، بين شفرات عيوننا، وفى سويداء قلوبنا، وذاكرة تاريخ بلادنا، مزينًا بحروف من ذهب.
لن تؤثر حملات التشويه الممنهجة التى تقودها التنظيمات الإرهابية، ودراويشها، والدول التى تساندهم، ضد جنود الجيش والشرطة، قيد أنملة فى خلق حالة من البلبلة والشك والريبة بين الشعب ومؤسساته العسكرية والأمنية، أو الوقيعة بين عنصرى الأمة، المسلمين والأقباط، فقد استوعب الشعب الدرس، وأدرك حقيقة فاقدى الانتماء والولاء، والباحثين عن إثارة الفوضى.
أدرك الشعب حقيقة تجار الدين، وتجار الشعارات، واستطاع بقريحته أن يجرى عملية فرز شاملة ورائعة، واستوعب تمامًا أنه لا يمكن أن يتساوى من يقف على الحدود وسط عواصف الثلج شتاء، وتحت أشعة الشمس الحارقة صيفًا، مدافعًا عن وطنه، وبين أدعياء النضال المزيف خلف الكيبورد، ليدعو لإثارة الفوضى، ونشر الشائعات، وتدشين الكراهية، والانقضاض على القيم الأخلاقية والوطنية، وإعلاء شأن الخيانة والمؤامرة بمقابل مخزٍ.
نخبة العار تُعلى من شأن الفوضويين، وتضعهم فى مرتبة القديسين، وتبخس حق المضحين والمقدمين أرواحهم فداء لوطنهم، فى اختلال لميزان العدل والحق والقيم الأخلاقية ومروءة الرجال!
ملحوظة: هذا المقال كنت قد كتبته منذ عام، وتحديدًا يوم الأحد 31 يناير 2016، ونظرًا لتشابه الأحداث، قررت إعادة كتابته مع التحديث، ليلائم الظرف الحالى التى تمر به البلاد، خاصة فى سيناء.