أعرف أن «اللى إيده فى المية مش زى اللى إيده فى النار»، عندما أطالب بضرورة أن تعود الأسر المسيحية إلى منازلها فى العريش فى أقرب وقت، فنحن لم نعش لحظات الرعب التى عاشوها، ولم نستيقظ ليلا على تحطيم أبواب البيوت، وتفتيت الرؤوس بالرصاص وحرق الأحياء، والخوف سلوك إنسانى طبيعى عندما يأتى الخطر.
كان الله فى عونهم، وجيشنا قادر على حمايتهم، واقتلاع قوى البغى والشر من جذورها، ولكن استمرار التهجير هو الهدف الذى تسعى إليه الجماعات الإرهابية، والترويج لصورة ذهنية كاذبة، بأن ما يحدث فى العريش قريب الشبه بالأوضاع فى بعض المناطق السورية والعراقية.
الإرهابيون فى سيناء يستثمرون بشاعة جرائمهم فى صناعة الخوف، فهم لا يكتفون بقتل الضحايا، ولكن يتعمدون التنكيل بهم وتشويه جثثهم، فيخاف الناس من مواجهتم أو الإبلاغ عنهم، ويكسبون بالتهويل ما لم يحققوه على أرض الواقع، ويتخيل البعض أنهم قوات ظاهرة تعمل فوق الأرض، وليسوا مجرد عصابات جبانة تضرب وتختفى فى المغارات والكهوف، ولا تستطيع المواجهة المباشرة، وكان آخر ظهور علنى للإرهابيين فى معركة كمين الرفاعى فى رمضان 2015، عندما جاءوا بسياراتهم وإعلامهم السوداء لاحتلال المنطقة، وانفتحت عليهم بوابة جهنم من الطائرات المصرية ومختلف الأسلحة الثقيلة.
من حق المسيحيين فى العريش أن يخافوا على أرواحهم وممتلكاتهم، ولكن ليس من حق وسائل الإعلام أن تهول وتضخّم، فسيناء ليست محتلة ولم تُختطف ولم يحقق فيها الإرهاب أية انتصارات على أرض الواقع، والإرهابيون ليست لهم جبهات قتال تحت سيطرتهم، ونقلوا نشاطهم إلى المدنيين العزل أو الجنود العائدين من إجازات، ويفرون كالفئران فور ارتكاب جرائمهم، وما هى البطولة فى اقتحام بعض منازل المسيحيين بعد منتصف الليل، وقتلهم والجرى والفرار فى الصحراء؟
عودة الأقباط إلى منازلهم فى العريش فى أقرب وقت يخرس الألسنة المسمومة، التى تبث حقدها وغلها ونواياها السيئة، ويقطع دابر المتربصين الذين ينتظرون جنازة ليشبعوا فيها لطما، ويؤكد لمروجى الشائعات أن سيناء كانت ومازالت وستظل مصرية إلى الأبد، وأن مصر تطهرها من الإرهاب لتزرع فيها الخير، وليس لتوطين أحد، وأن سماءها ستحرق من يطمع فيها، وبحرها سيغرقهم وأرضها صاعقة ستسحقهم، وأن جبالها لن تهزها رياح الإرهاب والغدر والخيانة.
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
تعمير سينا
تعمير سينا هو الحل الأمثل لمقاومة الارهاب وحماية الوطن وتشغيل الشباب وتحقيق التنميه والاستقرار