بالطبع يسأل الإنسان نفسه عن الحدث الأبرز فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، فى دورته الـ48 المقام حاليا فى أرض المعارض بمدينة نصر والممتد حتى 10 فبراير الجارى، فلا يجد أكثر من موضوع تزوير الكتب الذى يقوم به تجار سور الأزبكية للكتب الناجحة، هذا التزوير وما ينجم عنه من مشكلات أصبح الحكاية اليومية الأثيرة للجميع وعلى رأسهم الجمهور المشارك، ففى كل صباح تأتى الإحصائيات راصدة المئات من الكتب التى تم ضبطها.
ومسألة التزوير هذه كانت هاجسا لدى الناشرين من قبل أن يبدأ المعرض، فليست هذه هى السنة الأولى لها، بل كانت تحدث منذ سنوات سابقة، وحاول كل من اتحاد الناشرين العرب واتحاد الناشرين المصريين منع سور الأزبكية من الوجود فى هذه الدورة من معرض الكتاب وإلغاء مشاركتهم، لأنهم يرون أن أصحاب مكتبات السور يسرقون مجهودهم ويبخسون الكتاب والكاتب حقوقهم ويرسخون للتزوير ويجعلونه شرعيا بسبب اعتراف الدولة بهم ممثلة فى الهيئة المصرية العامة للكتاب المنظمة للمعرض، ومن جانبها فإن الوزارة لا تزال ترى أن سور الأزبكية ضرورى لأنه جزء من تاريخ المعرض.
لكن الجديد فى الأمر هو ما حدث منذ يومين، إذ ضاق الأمر بأصحاب دور النشر فاجتمعوا وتوجهوا إلى مكتبات السور وعندما وجدوا كتبهم قد تم تزويرها نشبت مشاجرة كبيرة ومحضر نيابة، وغير ذلك من الأمور، وهو أمر لم نكن نتمنى وجوده فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، الذى يعد ثانى أكبر معرض فى العالم بعد فرانكفورت، لذا أصبح على الدولة أن تتدخل بشكل قوى وحاسم فى هذه الأمر.
أصحاب دور النشر لديهم العذر الذى يجعلهم غاضبين، وأصحاب مكتبات سور الأزبكية غير منصفين حقيقة لأنهم تناسوا دورهم الرئيسى المعروف والأساسى وهو بيع الكتب القديمة والنادرة، لكن ذلك تراجع وزحفت الكتب المزورة لتصبح السلعة الأساسية التى يعرضونها، كما أن إدارة المعرض، حتى الآن، تعتمد أسلوب الضبط والمحاضر المقدمة للمنع والتهديد بعدم المشاركة فى الدورات المقبلة، لكن ذلك لن يكون حلا نهائيا للمشكلة، كما أن منعهم نهائيا من المعرض سوف يفقد المعرض جزءا من خصوصيته.
لذا أصبح ضروريا أن يهتم وزير الثقافة، بشكل رسمى وبشخصه، فى التوصل لحل فى هذا الأمر، فيجتمع بعد انتهاء المعرض مع الناشرين ومع تجار السور الذين لديهم ترخيص بالعمل ويتفقون على صيغة ما للعمل، تحفظ لكل منهم وجوده شريطة ألا يجور أحدهم على الآخر، أما أصحاب دور النشر فقد أكدنا لهم ألف مرة من قبل أن الحل هو الطبعة الشعبية لكتبهم، وأن تكون هى الأساس فى العرض، حينها لن يجد بائع السور شيئا جديدا يقدمه، فيعود إلى كتبه القديمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة