نورا عبد الفتاح تكتب: أحيانا "عبيطة "وأحيانا "حضرتى"

الجمعة، 03 فبراير 2017 12:00 ص
نورا عبد الفتاح تكتب: أحيانا "عبيطة "وأحيانا "حضرتى" صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أنت شخص غريب جدا ومنعدم المبادئ؛ أنت تشعرنى أحيانا أنك طيب جدا وأحيانا شرير، تشعرنى أحيانا أنك قوى وأحيانا ضعيف، تقول أحيانا كلاما يناصر الرجل، وأحيانا تناصر المرأة، وأحيانا تؤيد إشارة المرور وأحيانا عالم البحار، وأحيانا أشعر أنك عاقل جدا وأحيانا مجنون وأحيانا جرجير .

 

بادئ ذى بدء؛ الشخص التقليدى الأكلاشيه، منبوذ غالبا على جميع الأصعدة، أصدقاؤه قليلون؛ علاقاته محدودة؛ خدماته التى يسديها لغيره أكثر من محدودة؛ قد تكون مثلا "مسدودة"، جلسته باردة، عباراته قديمة، ملابسه كلاسيكية إلى حد الاستفزاز، قدرته على بذل أو تحمل أى ضغط أو مشقة أكثر من ضعيفة، متحفظ غالبا فى كل ما يصدر عنه من مشاعر أو أموال أو أقلام أو طماطم، هل كرهته بما يكفى؟ أم أكمل لك قائمة صفاته؟ أفترض أنك تتفق معى فى أنه شخص غير محبوب على الإطلاق، وأفترض أيضا أنك لست مثله؛ لأنك أكملت القراءة حتى هذه النقطة .

 

أما الشخص الجذاب؛ صاحب العقل النشط، صاحب الشخصية الثرية، يكون أحيانا طيبا مع الطيبين وشريرا مع الأشرار؛ يناصر الرجال فى إيجابياتهم ويلومهم على سلبياتهم، يكون قويا عندما تتوفر طاقة لذلك وضعيفا عندما تغادره.

 

ليس جرما ولا تقصيرا أو ذنبا؛ أن يكون الواحد منا مرنا، متجددا متغيرا، ليس لهذا علاقة بالمبادئ: المبادئ أن تكون يوما أمينا ويوما خائنا؛ يوما متقنا لعملك ويوما مقصر فيه؛ يوما صادقا ويوما كذابا؛ يوما طويلا ويوما قصيرا.

 

لكن الشخصية الثرية المفعمة بالطاقة التى تقدم جديدا لنفسها ولمن حولها، لا تغرنها هذه النماذج المتكررة التى تسعى أن تجعل منها "أى الثرية" صفحة فى كتابها أى المتكررة، حتى وإن اتهموها بانعدام المبادئ وحتى الجنون .

 

أنا مثلا ثلث من أعرفهم يقولون لى دائما "أنت عبيطة أوى "والثلث الثانى يقولون لى "حضرتك" وأشعر أن الثلث الثالث "يقول سرا" حضرتك عبيطة أوى"، حضرتك وعبيطة فى ذات الوقت، ومع ذلك لا يهمنى شيئا؛ أستمر أحيانا "عبيطة" وأحيانا "حضرتى".










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة