قال الدكتور أشرف الغندور، أستاذ أمراض الدم ووكيل كلية الطب بجامعة الإسكندرية إن مرض السرطان يصيب حوالى 14 مليون حالة جديدة سنويًا على مستوى العالم.
جاء ذلك خلال كلمته فى مؤتمر نظمته المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدى، بالتعاون مع إحدى شركات الأدوية بمؤتمر صحفى اليوم، لدعم مرضى السرطان من خلال بث روح الأمل والتفاؤل بينهم وتشجيعهم على استكمال رحلة العلاج والتماثل للشفاء والعودة لحياتهم الطبيعية.
وقال الغندور خلال كلمته: "أنا اقدر.. إحنا نقدر" هو شعار اليوم العالمى لمكافحة السرطان والذى تحتفل به منظمة الصحة العالمية، مضيفا "نسعى من خلال هذا اليوم كمجتمع طبى فى كافة أنحاء العالم إلى توضيح أن الجميع سواء مجموعات أو أفراد يستطيعون القيام بدور للحد من العبء العالمى لمرض السرطان.
وأوضح الغندور أن اليوم خصص للاحتفال الإنجازات العلمية التى تحققت حتى يومنا هذا فى التصدى للسرطان، فهناك بالفعل إنجازات ملموسة على أرض الواقع فى علاج بعض أنواع السرطان مثل تحول سرطان الدم الميلودى المزمن من مرض قاتل لمرض قابل للشفاء وانخفاض تعداد مرضى سرطان الدم الميلودى المزمن الذين يخضعون لعمليات زرع النخاع من 34% إلى أقل من 3% خلال الـ5 أعوام الماضية".
وأضاف "لقد شهد علاج هذا المرض نجاحًا عظيمًا يمثل تقدمًا طبيًا هائًلا فى علاج السرطان بوجه عام، وسرطان الدم بوجه خاص، فمنذ ما يقرب من 15 سنة، حققت العلاجات الموجهة نجاحًا ملحوظًا فى علاج هذا المرض والسيطرة عليه وكبح تقدمه، ويعتبر سرطان الدم الميلودى المزمن من أنواع السرطان الذى يصيب خلايا تكوين الدم الموجودة فى النخاع العظمى، ومن ثم تنتقل الإصابة إلى الدم، وقد تصل إلى أجزاء أخرى فى الجسم. وسجلت معدلات الإصابة بذلك المرض حوالى 1.5 إلى 2 بين كل 100 ألف شخص سنويًا، بمتوسط عمر 40 عاما للمريض.
وأوضح أشرف الغندور أن وزارة الصحة تسعى لتوفير العلاج لخدمة المرضى محدودى الدخل من خلال التأمين الصحى والعلاج على نفقة الدولة، حيث كان الوصول إلى تلك العلاجات فى الماضى بمثابة تحدى أمام المرضى فى ظل تكاليفها المرتفعة، والآن، أصبح العلاج فى متناول المرضى، الأمر الذى يمكنهم من التعايش مع المرض كما هو الحال مع الأمراض المزمنة الأخرى فى حالة الالتزام بالعلاج.
وقالت الدكتورة هبة الظواهرى، أستاذ علاج الأورام ورئيس قسم العلاج الكيميائى بالمعهد القومى للأورام إن الطعام له علاقة بالإصابة بأورام الثدى والوجبات السريعة، والزيوت المهدرجة، والفراخ البيضاء المهرمنة حتى النباتات المهرمنة، إذا تم تناولها باستمرار، والتى تم علاجها بالهرمونات تؤدى للإصابة بالسرطان والأورام.
وأضافت أن مرض سرطان الثدى، يظل أكثر أنواع السرطان انتشاراً فى العالم بين السيدات على الرغم من التقدم الهائل فى علاجه، وأن الوراثة ونسبتها 25%، والتلوث له عامل كبير، والتدخين له علاقة، والسمنة، موضحة أن الدهون تحت الجلد تحفز الخلايا السرطانية للتكاثر مؤكدة على أهمية ممارسة الرياضة، وثبت أن السيدات اللاتى يعانين من السمنة يصبن بالسرطان.
وقالت إن الحلمة إذا ظهر فيها تغيرات وإفرازات وكأن هناك مرضا جلديا حدث بها موضحة أنه يجب على السيدات أن تفحص نفسها بشكل شهرى وأن هناك مستشفى خاصا لأورام الثدى تابع للمعهد القومى للأورام، ومتوافر جميع الخدمات، ويوجد مسح ذرى ويتم إجراء من 8 إلى 10 عمليات إعادة بناء الثدى ويتم عمل إجراء عمليات تجميل للثدى للمصابات بالسرطان.
وأضافت يعد سرطان الثدى المتقدم هو أشد مراحل المرض (يعرف بالمرحلة الرابعة من سرطان الثدي) ما يعنى أن المصابات بسرطان الثدى المتقدم تهمل حالتهن فى الأغلب، الأمر الذى يدعونا اليوم لبحثه بوجه خاص والتشديد على أهمية رفع الوعى وزيادة المعلومات وزيادة التمويل البحثى الخاص به.
وقالت إن المراحل المبكرة يمكن الشفاء التام وإذا وصل إلى أى مكان وانتشر فى أى مكان فى الجسم مازال الأمل كبيرا، ويمكن القضاء عليه والعالم كله يحارب الأورام المنتشرة وليست المبكرة، لأنه يؤثر على أجهزة الجسم، ويمكن أن لا يؤثر على أعضاء الجسم، ولابد أن تعيش المرأة بجودة حياة مرتفعة بالأدوية الجديدة.
من جانبه قال الدكتور محمد شعلان، أستاذ جراحة الأورام بطب القاهرة، ورئيس المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي، أن تكلفة علاج سرطان الثدى فقط فى أمريكا 11 مليار دولار فى أمريكا فى عام واحد ،وهى تعادل 5 أضعاف وزارة الصحة المصرية.
وأضاف أن هناك 14 مليون حالة سرطان جديدة سنويا فى العالم، المفروض أن تزيد فى السنوات المقبلة موضحا أنه يمكن الوقاية من السرطان، موضحا أن البلهارسيا كانت السبب الرئيسى المسبب لسرطان المثانة البولية فى مصر، ولما عالجنا البلهارسيا قضينا على مرض سرطان المثانة البولية فى مصر.
وقال إن سرطان الكبد فى مصر أهم أسبابه هى الفيروسات الكبدية وخاصة فيروس سى، موضحا أن هناك تطعيما للفيروس الحليمى أو سرطان عنق الرحم مؤكدا أنه يمكن خفض نسب الإصابة بالسرطان من خلال منع الأسباب المؤدية، مشيرا إلى أنه فى عام 2010 توفى 9 ملايين حالة بسبب السرطان فى العالم وأن مرض السرطان يصرف 1.1 تريليون دولار فى السنة.
وأضاف أن سرطان الثدى الانتشارى أو المتقدم ينتشر فى مصر حيث أن معظم الحالات فى مصر تأتى فى المراحل المتأخرة أو المنتشرة، مضيفا "أنا أول واحد تحدثت عن التوعية وكيف نكتشف الورم مبكرا، ولكن الجزء الصعب هو المتقدم وعلاجه صعب ومكلف، ويحتاج إلى تقنيات كثيرة ويحتاج إلى مصاريف مرتفعة ويحتاج إلى فريق طبى متكامل.
وأكد على أهمية إطلاق نظام مؤسسى للبحث العلمى فى مجال السرطان المتقدم، وتوفير الرعاية المالية والفنية للبحث العلمى فى هذا المجال، وتشجيع المرضى على مناقشة خيارات العلاج مع أطبائهم حتى يتسنى لهم اتخاذ قرارات علاجهم بأنفسهم بالإضافة إلى تشجيع الأطباء على مناقشة تأثيرات المرض والعلاج النفسية والجسدية مع المرضى، كما ألقى الضوء على ضرورة إشراك جميع فئات المجتمع لرفع الوعى بمرض سرطان الثدى المتقدم وكيفية التعامل معه، وإنشاء وحدات خاصة لعلاج المرضى ودعمهم نفسيًا وتقديم طرق علاج جديدة مثل رياضة اليوجا لتحسين الحالة النفسية والجسدية للمرضى.
يذكر أن الاحتفالية تضمنت مؤتمرا صحفيا بمشاركة نخبة كبيرة من أساتذة علاج وجراحة الأورام وعددا كبيرا من مرضى السرطان، بالإضافة إلى مجموعة أنشطة منها الفنية والرياضية، وشارك فيها الفنان التشكيلى خالد سماحى ليرسم مع المرضى "رسالة أمل"، وعلى المستوى الرياضى، تم تنظيم سباق جرى فى اليوم السابق لليوم العالمى للسرطان، كما ستنطلق حملة موسعة على مواقع التواصل الاجتماعى.