أكرم القصاص

«سى أى إيه».. ونهاية زمن الجواسيس الجميل!

السبت، 04 فبراير 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أزمة جواسيس حادة تعانى منها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية سى أى إيه، بسبب قرارات الرئيس الأمريكى ترامب لمنع اللاجئين وفرض حصار عليهم، حيث تركز غضب الاستخبارات الأمريكية من أن قرارات ترامب تعيق عمل «CIA»، لأنها تعطل برامج الوكالة، لتجنيد العملاء من بين اللاجئين، سواء فى الولايات المتحدة، أو أوروبا، وقد اعتادت المخابرات الأمريكية أن تجند العملاء مباشرة، أو عن طريق إعلانات تنشرها على مواقع التواصل الاجتماعى وشبكة الإنترنت. وكشفت هذه الأزمة مؤخرا عن أن الاستخبارات الأمريكية كانت تجند عملاء لها فى إدارة أوباما، ويبدو أن تعاونا كان قائما بين السى أى إيه، والجهات المختصة بالهجرة.
 
وجرت العادة أثناء ما عرف بالحرب على الإرهاب تحت إدارة جورج بوش الابن، أن عمليات تجنيد العملاء تتم عن طريق مباشر، أو بإعلانات فى الصحف ومواقع الإنترنت، ويومها أعلنت الوكالة الأمريكية فى صحف عبر العالم عن طلب جواسيس، يجيدون العربية، والعادات والتقاليد العراقية والأفغانية للعمل فى العراق وأفغانستان، والتحق يومها عدد كبير، تم تدريبهم فى محطات المخابرات الأمريكية فى ألمانيا أوروبا.
 
وهو ما ذكرته فى كتابى «عولم خانة»، وتوقعت أن تتطور عمليات تجنيد عملاء المخابرات علنا، وأن نجد إعلانا يطلب جواسيس يقدمون معلومات عن بلادهم مقابل الكثير من المال، بل وأيضا الحماية والجنسية، يومها تعامل البعض على أن هذا نوع من الفنتازيا أو السخرية، لكنها كانت سخرية واقعية تتجاوز الخيال، من سنوات وأجهزة المخابرات تظهر بشكل معلن، وتتخطى الشكل التقليدى لأجهزة تعمل بسرية مطلقة، لتعمل بشكل عادى وتنشر إعلاناتها فى الفضائيات والصحف ومواقع الإنترنت، والتوصل الاجتماعى، وهو ما عاد للنقاش مرة أخرى، اليوم بعد قرارات ترامب، ضد اللاجئين والمهاجرين من المكسيك، أو من الدول العربية المختلفة التى تشهد حروبا وتنظيمات إرهابية، وهى تنظيمات بعضها نشأ تحت سمع وبصر أجهزة الاستخبارات الأمريكية أو يرتبط بعلاقات مع أجهزة أوروبية شاركت فى الحروب بسوريا والعراق، واليوم يحاولون إخفاء علاقاتهم بالتنظيمات مثل داعش وغيرها.
 
الأزمة التى تواجهها أجهزة جمع المعلومات اليوم مزدوجة فقرارات ترامب ضد اللاجئين تحرم «سى أى إيه»، مع عملاء مضمونين وجواسيس فاعلين، ولهذا أبدوا غضبهم واعتراضهم على قرارات منع اللاجئين، ليس خوفا على مصالح هؤلاء اللاجئين لكمن خوفا على ثروة من الجواسيس. ولسان حالهم يقول «راح فين زمن الجواسيس الجميل؟». 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة