منذ أن كنت نائب نساء وتوليد بالقصر العينى وأنا أعمل بالقوافل الطبية ولفت انتباهى عدد من النساء فى شهور الحمل وكن مدمنات ترامادول وعندما سألتهن عن السبب فكانت تحكى السيدة منهن أن زوجها هو السبب فى تعاطيها الترامادول.
بحثت فى الموضوع بشكل عميق فاكتشفت أن الختان يؤدى إلى ضعف الاستجابة عند المرآة للعملية الجنسية ومن هنا يتوهم الرجل أن لديه مشكلة القذف المبكر فيلجأ إلى الترامدول لإطالة العملية الجنسية لكن المشكلة هى أن الترمادول يعمل على ارتخاء العضو الذكرى، فيضطر الزوج إلى تعاطى المنشطات الجنسية مع الترمادول، والتى تزيد صلابة العضو الذكرى.
وذات مرة سألت الصيدلى عن الفئة العمرية التى تقوم بشراء المنشطات الجنسية فقال لى أنها فئة العشرينات والثلاثينات ما أثار اندهاشى لأن هذه الفئة لا يوجد ما يفسر احتياجها لمنشطات جنسية سوى أنها تتعاطى الترمادول، والمحزن فى الأمر هو أن البلد إمكانيتها المادية ضعيفة وجزء من مصاريفها يضيع على المخدرات والمنشطات الجنسية.
نعود للختان الذى يؤدى إلى ضعف التجاوب الجنسي وإن تكرار عدم اكتمال التجاوب الجنسي يؤدى إلى احتقان مزمن فى الحوض وآلام فى البطن والظهر فتصبح العملية الجنسية مؤلمة، فيكون أمام السيدة احتمال من اثنين إما أن تنفر من العلاقة الزوجية وهنا يتجه الزوج إلى التحرش أو الدخول فى علاقات جنسية محرمة أو مشاهدة الأفلام الإباحية لإشباع رغباته أو أن تبدأ السيدة في تعاطي الترامادول كمسكن قوى لألم الظهر والبطن أو احتمال بتتعاطي الترامادول حتى تكون فى نفس حالة الزوج.
وبخلاف هذه الحالة المؤسفة فإن الختان له آثار سيئة جدًا على العملية الجنسية بين الزوجين تتمثل فيما يلي:
توهم القذف المبكر: أغلب الحالات التى يعتقد الأزواج أنهم يعانون من القذف المبكر ما هى إلا حالات بطء أو ضعف استجابة بسبب ختان الإناث وليست حالات مرضية تحتاج إلى علاج.
برودة جنسية: تعانى بعض الزوجات من برودة جنسية حيث إنه بتكرار الألم أثناء الجماع تكره المرأة العملية الجنسية، وبالتالي تكون سلبية مع زوجها أثناء هذه العملية وتعتبرها واجبًا كريهًا لابد منه، ومع تزايد صعوبة وآلام العملية الجنسية يظهر الرفض النفسي لها والذي يؤدي بدوره إلى صعوبة أكثر وآلام أشد أثناء الاتصال الجنسي.
تشنج العضلات: عند ضعف أو سلبية التجاوب أثناء الاتصال الجنسي بين الزوجين تصبح العملية الجنسية بالنسبة للزوج عملية قذف للسائل المنوي فقط، وهذا يؤدي إلى نقص الاهتمام بهذه العملية والذي قد يؤدى إلى ضعف الانتصاب وسرعة القذف، ونظرًا لأن بعض السيدات اللاتي أجرى لهن تشويه في الأعضاء التناسلية، يحتجن وقتًا أطول للوصول إلى الارتواء، فإن بعض الأزواج يلجأون إلى استعمال المخدرات وبالذات الحشيش والترامادول والمنشطات الجنسية اعتقادًا منهم أن هذا يطيل العملية الجنسية.
بعض الرجال قالوا إن غير المختنة يمكن أن تخون زوجها لو سافر، وهذا قول فيه إهانة للمرأة لأن الفضيلة تنبع من العقل وتعتمد على التربية وهذا الاعتقاد يرجع أيضًا لاحتقار أعضاء التأنيث وربطها بالشر والرذيلة.
والحقيقة أن هذا الربط الزائف بين الختان والعفة هو الذى جعل هذه العادة تستمر حتى الآن، فهناك اعتقاد بأن الختان يمنع الهياج الجنسى قبل الزواج حيث يقولون: "تبقى أعقل وتبرد" وكما قلنا فإن العفة مرتبطة بالعقل، والتفكير في فرض العفة بحد السكين يعتبر عنفًا ضد المرأة لا يفكر أحد في ممارسة مثله ضد الرجل لكى لا يهتاج قبل الزواج، مع أن العفة مطلوبة للجنسى.