تزامنا مع اليوم العالمى لختان الإناث الذى يعد من العادات الاجتماعية السيئة التى تؤثر على الصحة العضوية والنفسية للفتاة، وعلى الرغم من تأثيراته ومضاعفاته على الصحة إلا أن هناك عددا من المناطق فى مصر مازالت تجرى عمليات الختان التى أودت بحياة عدد من الفتيات لغياب الوعى الثقافى والدينى.
الإحصائيات
وحول عدد ضحايا الختان أظهر المجلس القومى للسكان مجموعة من الأرقام حول الختان، حيث وصل معدل ختان البنات وسط السيدات اللاتى سبق لهن الزواج فى عمر الإنجاب بين 15 و49 سنة هى 92%، وختان للبنات أقل من 15 سنة هى 61 %، ووجد أن أغلب حالات الختان تتم فى عمر الـ10 سنوات، وهناك حالات نادرة يتم لها العملية فى سن مبكر قبل 6 سنوات.
لذا نقدم لكم الكثير من التفاصيل المرتبطة بختان الإناث منها الجانب الدينى والنفسى والعضوى، وذلك بغرض مكافحة العادة السيئة التى تؤثر على الفتيات فى مصر.
الجانب الدينى
ومن جانبه ذكر الدكتور حامد أبو طالب نائب رئيس جامعة الأزهر، أن ظاهرة ختان الإناث ظلم يقع على الفتيات بدون ذنب؛ كما أن بعض الجهلة ينسبون هذه العادة الظالمة للفتيات إلى الإسلام ويدعمونها بأحاديث مغلوطة، لذا بدأت جامعة الأزهر فى مقاومة العنف الذى يقع على المرأة.
وقال د.حامد أبو طالب إن الأزهر الشريف يقاوم جميع أنواع العنف الذى يقع ضد النساء سواء عنف الأزواج والختان، مطالبا الأزواج بضرورة كرم الزوجات وحسن معاملاتهن، لأن الإسلام يحث على حسن معاملة الزوجة حتى إذا كان زوجها يكرهها، ونهى تماما عن ممارسة الختان الذى يعنف به بعض الجهلة الفتيات ويدمر صحتهن النفسية والجسدية.
الجانب النفسى
وأكد الدكتور سعيد عبد العظيم أستاذ الطب النفسى كلية طب قصر العينى، أن تفعيل تعديلات هذا القانون تعد خطوة جيدة للحد من هذه الظاهرة السلبية التى تشكل خطرًا كبيرًا على الحالة النفسية للفتيات اللاتى يجرين لهن ختان الإناث، لأن له الكثير من المشاكل منها التأثير النفسى والجنسى.
وأشار سعيد عبد العظيم إلى أن الختان يؤثر بشكل كبير على الحالة النفسية للفتاة، فينتج عنها تعرضها للصدمة النفسية والخوف الشديد والقلق الدائم، كما أنه يؤثر تأثيرًا كبيرًا على العلاقة الزوجية ويتسبب فى تعرض الفتاة لبعض المشاكل الجنسية منها البرود الجنسى وعدم الإثارة الجنسية، ما يترتب على ذلك عدم الشعور بالسعادة أثناء العلاقة الجنسية التى تلعب دورًا كبيرًا فى الجانب النفسى عند المرأة والتى تساعد على التوافق النفسى بين الرجل والمرأة والشعور بالسعادة والتوافق بشكل دائم.
وأضاف أن بالنسبة للختان فهو عامل أساسى فى فشل عدد من العلاقات الزوجية، نتيجة لعدم التوافق الجنسى بسبب عدم شعور المرأة بالإثارة وعدم الاستمتاع بالعلاقة الجنسية. والسريع للمشكلة فى وقت مبكر جدًا.
الجانب العضوى
ووفقا لتصريحات منسق الاتصال والتدريب للبرنامج القومى لتمكين الأسرة ومناهضة ختان الإناث بوزارة الصحة والسكان "فيفيان فؤاد" والتى أوضحت فائدة قانون حظر الختان الجديد والذى يعمل على تغليظ عقوبة إجراء جريمة ختان الإناث حيث يستهدف وضع تعريف محدد لختان الإناث داخل النص القانونى على أنه جرح أو قطع أو استئصال لأى عضو من الأعضاء التناسلية الخارجية للأنثى.
وأضافت فيفيان: "القانون الجديد سيجرم كل من يجرى أو يشارك أو يساعد أو يحرض على جريمة ختان الإناث بالسجن وليس الحبس مع تجريم الشروع فى ختان الإناث وإلغاء عقوبة الغرامة، وفى حالة وفاة الفتاة بسبب عملية الختان تكون العقوبة السجن المؤبد".
وأوضح الدكتور "عبد الحميد عطية" رئيس الزمالة المصرية بوزارة الصحة والسكان وأستاذ النساء والولادة بكلية طب قصر العينى، الأضرار الجسدية والنفسية التى يتركها الختان على جسم الفتيات، قائلا: "الختان هو تشويه وليس إصلاحا لجسد المرأة لما تتضمنه من قطع للأعضاء التناسلية السليمة وما ينتج عنه من أنسجة ليفية وأورام وهذا يسبب إعاقات مختلفة فى الوظائف الحيوية للأعضاء التناسلية مدى الحياة".
وأضاف: من الأضرار الجسدية التى تحدث للفتاة بسبب جريمة الختان،
وهى..
1. خلل بأحد أهم وظائف العضو التناسلى للفتاة، وهى الحماية من الميكروبات والجراثيم.
2. حجب إفرازات الغدد الدهنية والتى تعمل على حماية الجلد من ملامسته للبول والإفرازات الحمضية للمهبل.
3. الخلل بوظيفة النهايات العصبية المنتشرة فى الشفرين الصغيرين حيث يقومان بدور أساسى فى شعور المرأة بالنشوة أثناء الجماع مما يساعد المرأة على الوصول للإشباع بسهولة أكثر.
4. حدوث نزيف للفتاة بعد عملية الختان قد يؤدى إلى وفاتهن إن لم يستطع أحد وقفه.
5. ألم شديد فى أدق منطقة حساسة بجسم الفتاة
6. حدوث تلوث وعدوى والتهابات حادة نتيجة الآلات غير المعقمة والمستخدمة فى العملية.
7. قد يحدث أورام سرطانية مكان قط البظر
كذلك أوضح الدكتور عمرو حسن، مدرس واستشارى النساء والتوليد والعقم جامعة القاهرة وعضو لجنة الصحة بالمجلس القومى للمرأة والمدير الطبى لمؤسسة مصر للصحة والتنمية المستدامة على اهم عشر أسئلة حول الختان.
-
ما هو ختان الإناث؟ختان الإناث هو قطع جزئى أو كلى للأعضاء التناسلية الخارجية للأنثى بدون سبب مرضي، الأعضاء التى تتعرض للقطع الجزئى أو الكلى عند الختان هى: البظر، الشفرين الصغيرين، الشفرين الكبيرين.
- هل هناك فوائد صحية لعملية ختان الإناث وهل هناك دواع طبية لإجرائها؟
لا يوجد لختان الإناث أية فوائد صحية على الإطلاق، بل على العكس فإنه يحمل بكل أنواعه أضرارًا كثيرة.
لا يوجد على الإطلاق أى احتياج لعملية ختان الإناث، وإن الدعوة للقيام بفحص الفتاة بواسطة طبيب لمعرفة ما إذا كانت تحتاج إلى ختان الإناث أم لا هى دعوة خاطئة، تفتقد إلى المصداقية، وإذا كان بعض الناس يحتجون بوجود بعض الأمراض التى تؤدى إلى كبر هذه الأعضاء والاحتياج إلى جراحة فهو خطأ جسيم، فمثل هذه الأشياء هى أمراض نادرة الحدوث لها أعراض أخرى تظهر فى سن الطفولة وتشخص مبكرًا، ويتم العلاج عن طريق الأدوية والتدخل الطبى.
-
ما هى المضاعفات الصحية لعملية ختان الإناث؟من الخطأ أن يعتقد البعض أن هناك أنواعًا من ختان الإناث لا تؤدى إلى المضاعفات، فكل نوع له مضاعفات. إن ختان الإناث بأنواعه المختلفة له مضاعفات، حتى لو قام الطبيب بإجرائه، وقد سجلت الدراسات الموثقة حدوث مضاعفات ونزف شديد وصدمة عصبية قد تؤدى إلى الوفاة فى بعض الحالات وحدوث التهابات حادة وناسور بولى أو شرجى وآثار نفسية، وعلى المدى البعيد قد تعانى الفتاة من مشاكل جنسية وعدم القدرة على الإنجاب نتيجة حدوث مضاعفات والتهابات بالمهبل وقناتى فالوب وتعسر عملية الولادة نتيجة لضيق فتحة المهبل والعجان مما يؤدى إلى حدوث نزف وتهتك بأنسجة العجان، ويسبب أضرارًا للجنين أثناء عملية الولادة مثل زيادة نسبة حدوث مضاعفات فى الجهاز التنفسي، والحاجة إلى الرعاية المركزة للأطفال حديثى الولادة، وأيضًا زيادة نسبة الوفيات بين الأطفال حديثى الولادة. ولكن بسبب أن النساء فى البلاد التى يتم فيها ختان الإناث يأخذنه على أنه ضرورى ولازم لهن بالإضافة إلى المعتقدات الخاطئة أنه مطلوب شرعًا، فإنهن يتحملن المضاعفات فى صمت.
-
ماهى وظائف الأعضاء التى يتم إزالتها فى عملية الختان؟الأعضاء التى تزال عادة أو تزال أجزاء منها لها وظائف تؤديها، واستئصالها أو قطع أجزاء منها يسبب أضرارًا بالغة، وبيان ذلكم فيما يلى: ومن المهم أن نذكر العوامل التى تؤدى إلى علاقة جنسية سوية تحقق الرضا للزوجين ألا وهى التوازن النفسى الاجتماعى، كما أن العملية الجنسية تمر بمراحل متتالية، وهى عملية معقدة تتدخل فيها عوامل كثيرة وحواس مختلفة مثل: البصر، والشم، والسمع، ولكن كل ذلك يصب فى المخ حيث إن المخ يحتوى على المراكز المسئولة عن إثارة الرغبة الجنسية وتصعيدها إلى مستوى الاستثارة والاستعداد لممارسة الجماع أوتثبيطها وإنهائها، إن الرغبة الجنسية مصدرها المخ، فإذا أردنا التحكم فيها فعلينا بالتعامل مع المخ بحيث نغرس فيه القيم الفاضلة، وليس باستئصال البظر يتم التحكم فى الرغبة الجنسية
-
يثار الحديث فى المجتمع أن الفتاة التى لم تختن تشبه الرجل، هل هذا صحيح؟الأعضاء التناسلية الخارجية للأنثى لا تكبر لتصير مثل أعضاء الذكورة، ولها حد معين فى النمو. الاعتقاد بأن الأعضاء التناسلية للأنثى تكبر لتصير مثل أعضاء الذكورة لدى الرجل أعتقاد غير صحيح علمياً، بل إننا نستطيع أن نقول عنه أنه خرافة وفكرة متوارثة، فالحقيقة العلمية تقول أن البظر عضو صغير حساس يتكون من نسيج أسفنجى يبلغ متوسط طوله عند اكتمال بلوغ الفتاة 1 - 1,5 سم، وتتركز فى البظر كريات الإحساس الجنسى وخاصة فى رأسه، لذلك فإن له دوراً أساسياً فى إحداث لذة الارتواء لدى المرأة، وقطعه يؤثر على حدوثها بدرجة كبيرة، البظر عضو حساس جداً وغنى بأوعية دموية وأليافٍ عصبية، لذلك فقطعه يسبب نزيفاً وألماً شديداً، ويتم التئامه بنسيج ليفى له كثير من الأضرار.
-
ما هو رأى المؤسسات الطبية العالمية المتخصصة حول إجراء ختان الإناث ؟أوصى الاتحاد العالمى لجمعيات أمراض النساء والتوليد (FIGO) باعتبار ختان الإناث انتهاكًا لاتفاقية حقوق الطفل واتفاقية إلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة، وطالب ببذل كافة الجهود والإجراءات بهدف التخلص من الممارسات التقليدية التى تحتوى على عنف ضد الأطفال والنساء، وكذلك أوصت الجمعية المصرية لأطباء أمراض النساء والولادة بهذه التوصية فى عام 2012.
-
من أين جاءت عادة ختان الإناث إلى مصر؟ختان الإناث يمارس فى مصر قبل ظهور الأديان السماوية، وهى ممارسة لها جذور إفريقية وليست دينية، هناك 28 دولة إفريقية، وتقع أغلبها فى وسط أفريقيا وتمارس ختان الإناث، شعوب هذه الدول لا تجمعها ديانة واحدة، فقد يكونوا مسلمين أو مسيحيين أو يتبعون ديانات أو عبادات أخرى، كثير من البلاد العربية والإسلامية فى كافة أنحاء العالم لا تمارس ختان الإناث.
أشهر جرائم قتلت براءة الأطفال بسبب "ختان الإناث"
"بدور"
بعد إقرار القانون بشكل نهائى على أنه جنائى، هل سينتصر للحصول على حقوق كل الفتيات التى ماتت بسبب الختان، "اليوم السابع" يتذكر بعض أشهر حالات الختان التى هزت قلوب وعقول المجتمع، وكانت أولها الطفلة "بدور"، 12 عاما، من المنيا، والتى تعتبر أول فتاة من 9 سنوات تقوم بتحريك السكون والمياه الراكدة حول قضية الختان، حيث توفيت هذه الفتاة بسبب جرعة مخدرة زائدة، وجاء ذلك فى نفس اليوم التى احتفلت به بحصولها على أعلى الدرجات فى الشهادة الابتدائية، حيث دبرت الأم والخالة وإحدى الجارات خطة محكمة لإجراء عملية الختان للفتاة، ومن طاقة رفض دفين بداخلها تمنت الفتاة الموت قبل أن يقوم الطبيب المجرم بإجراء العملية لها، حيث توفيت بعد دقائق قليلة من إعطائها المخدر، وبدأ جسمها ينتفض ويفارق الحياة، ووفقا لتقرير الطبيب الشرعى الذى أوضح أن جرعة المخدر كانت أكبر من أن يتحمله جسد طفلة ضعيف مما أدى لوفاتها.
"دينا"
ورغم تحذير وخوف الطفلة "دينا" من الموت وحديثها مع والدتها، إلا أن والدها أصر على ختانها، وبمجرد إجراء العملية نزفت الفتاة بصورة كبيرة، وبالرغم من أصوات الصراخ والاستغاثات التى أطلقتها الطفلة إلا أنها من تجد من ينقذها، وصرحت الأم أمام محكمة الأسرة بزنانيرى، قائلة: "ماتت وهى تستغيث خوفا منا قتلناها".
"هدير"
أما الطفلة "سهير" فتوفيت فى شهر يوليو الماضى بمركز أجا بمحافظة الدقهلية بسبب عملية الختان، وكانت درجة التوعية المجتمعية قد زادت، وهو ما أدى إلى القبض على الطبيب الذى أجرى العملية ووالدها الذى وافق على العملية، وظنت هنا جمعيات ومؤسسات مناهضة الختان أنهم اقتربوا من تحقيق هدفهم وهو الحكم على طبيب قام بهذا الفعل حتى يكون عبرة لغيره، إلا أن المحكمة حكمت عليهم بالبراءة نظرا للقتل الخطأ والتصالح بين الطبيب المتهم وولى أمر الطفلة المتهم أيضا فى نفس ذات القضية.
وفسر رجال القانون وقتها هذا الحكم على أن عدم شدة القانون ونكران الطبيب ووالد الطفلة لعملية الختان والتزامهما بجملة أن الطفلة كانت مريضة بزوائد جلدية فى عضوها التناسلى سبب لها حكة شديدة مما أدى إلى موافقة الأهل على إجراء عملية لإزالتهم، وحدوث الوفاة جاءت بسبب حساسيتها من أحد الأدوية المسكنة التى أعطاها الطبيب لها.
"ميار"
لم يفرق الإيمان بالختان بين متعلم أو جاهل، حيث قادت ممرضة من السويس بابنتها التى تدعى "ميار" إلى الموت بسبب جملة "الختان عفة وراحة للبنت"، ووافقتها الرأى طبيبة بالسويس وقاما بإجراء الجريمة بأحد المستشفيات الخاصة بمحافظة السويس، ولكن الطبيبة قتلت الفتاة لعدم سيطرتها على النزيف الذى حدث للفتاة، ورغم سجن الأم والطبيبة والطبيب المخدر ومدير المستشفى إلا أن المحكمة مؤخرا أفرجت عنهما بشكل مؤقت وانتظار الحكم فى الجلسة المقبلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة