بجلبابه الواسع وخصلات شعره القصيرة التى ظهرت عليها ملامح الشيب يجلس الحاج "حسن نمر" الكهل الستينى أمام محله الخاص ببيع الخضروات والفاكهة الكائن بشارع 9 بحى المعادى، يتابع بعينه أطباق الفاكهة المغلفة بعناية ويبحث بين أرفف الثلاجات عن أنواع الفاكهة التى تحتاج إلى إعادة ترتيب، يحيى المارة الذين يعرفوه جيدًا نظرًا لوجوده بمحله هذا منذ 55 عاما.
بمجموعة لغات مختلفة وبلكنة معتادة على اللغة غير العربية يتعامل الحاج حسن مع زبائنه من الأجانب الذين يأتون له خصيصًا لأنه يعرفهم جيدًا ويعرف طلباتهم قبل أن يطلبوها، وكانت شهرة الحاج حسن الذى يتعامل مع فيلات وقصور المعادى وسفارتها منذ عشرات السنين بسبب خبرته الطويلة فى الفاكهة المهنة التى توارثها أبًا عن جد رغم دراسته بكلية الفقه والشريعة بجامعة الأزهر.
أحد العاميلن بالمحل
الحاج حسن
"بتعامل مع البشوات والفيلات والقصور من زمان أوى" هكذا بدأ الحاج حسن صاحب الـ63 عاما حديثه لـ"اليوم السابع" عن علاقته بالفاكهة التى ربطت بينه وبين الطبقات الأرستقراطية بالمعادى، وقال "اشتغلت بالزراعة وأنا عندى 7 سنين مع والدى، خاصة أن منطقة دار السلام كانت أراضى زراعية وبعض أراضى المعادى، ومن زمان وكل الفيلات والقصور بيتعاملوا معانا بيطلبوا الحاجة بالتليفون وبنوصلها لحد البيت"، وأضاف "الناس بتحب الثقة والمصداقية وده اللى خلاهم ميتعاملوش مع حد، ده غير إنى بجيب الفاكهة وأنقضها الأول وبعدين أغلفها وأحط الفاكهة اللى مش بتستحمل الهواء فى الثلاجة واللى بتستحمل فى أطباق، ده غير الحاجات اللى محدش بيجيبها غيرى".
الحاج حسن مع محررة اليوم السابع
وعن الطلبات الخاصة التى يسمعها الحاج حسن من زبائنه قال "أكتر الحاجات اللى بتتكرر هى الفاكهة اللى مش فى الموسم بتاعها، لأن دى بتكون أنواع، جزء بيكون متخزن زى البلح وجزء تانى بنجيبه من أماكن معينة وساعات استيراد، لأننا بنتعامل فى اكبر سوقين للجملة فى مصر فى وهما العبور و6 أكتوبر، والأزمة حاليًا إن الفاكهة بقت غالية والناس بقت بترفض تشترى، لكن من أغرب الحاجات اللى بيطلبها الناس هى "السفرجل" دى فاكهة بتتعمل مربى وفى الغالب بيطلبها الشوام".
وعن اللغات التى يتقنها الحاج حسن قال "أنا بتكلم إنجليزى وفرنساوى وألمانى وإيطالى وإسبانى، وده جاء بحكم معاملتى مع الناس، خاصة إنى بتعامل مع السفارات بيبعتوا مندوب المشتروات الخاص بيهم مثل سفارة "كوريا، السودان"، وسفارة "كندا" زوجة السفير نفسها كانت بتيجى تشترى اللى هى عاوزاه، مشيرًا أن الأجانب بيشتروا الفاكهة بالثمرة، مؤكدًا أن الفرنساويين هم اقرب ناس للمصريين فى الشراء الكثير على عكس سنغافورة والأفارقة الأقل فى الشراء".
الزبائن فى محل الحاج حسن
وكانت لخبرة الحاج حسن دور فى معرفته فوائد الفاكهة فى علاج بعض الأمراض التى حكى عنها وقال "الرمان بيشتروا عشان علاج قصور كرات الدام الحمراء، وفاكهة القشطة مفيدة جدًا لعلاج السرطان، أما الباباز فهو لعلاج القولون العصبى وخشونة العظام، وفى فاكهة مستوردة اسمها "باتر جولد" والفلبينيين بيسموها "أمبلايا" ودى علاج فعال للسكر وضغط الدم".
رص الفاكهة فى الثلاجات
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة