لا أدرى لماذا يتزايد الجدل مع ظهور مبارك وولديه جمال وعلاء فى أى مناسبة اجتماعية؟، اتصال تليفونى مع إعلامى، أو حضور مبارة للكرة أو مشاركة فى عزاء أو فرح أو حتى نزهة بريئة عند سفح الأهرامات!
فور أى ظهور لمبارك وولديه، تشتعل صفحات التواصل الاجتماعى بتعليقات فريقين متجادلين، الأول يحيى و«ينقط» على طريقة الأفراح الشعبية، مستخدمًا كليشيه «الزمن الجميل» الذى نطلقه على كل ما هو فائت أو قديم، متناسين كيف كنا نلعن هذا القديم فى وقته ونتمنى زواله، مثلما نتمنى انتهاء العام فى ديسمبر من كل سنة، ومقدم العام الجديد.
عشاق الزمن القديم عمال على بطال يعقدون المقارنات الهزلية بين تحديات اللحظة الراهنة السياسية والاقتصادية والأمنية، وبين سنوات حكم مبارك والحزب الوطنى، ويتمنون أن تعود تلك الأيام بكل ما فيها دون أن يقولوا لنا عن تلك العصا السحرية، أو آلة الزمن التى يمكن أن يعيدوا بها الأمور إلى ما كانت عليه، بدلًا من الاكتفاء بالعويل ولطم الخدود، ودون أن يقسموا لنا على المصحف أيضًا أنهم سيقبلون الجمود والفساد وانسداد الأفق أمام ثلاثة أجيال من المصريين، وإهدار أصول ومقدرات الدولة، وغياب عملية التنمية.
الفريق الثانى يتجاوز ظهور مبارك وولديه باعتباره أمرًا طبيعيًا، ويحمله فوق ما يحتمل، ويصور الأمر وكأن مبارك وولديه يخططون وفق برامج ودراسات منهجية للعودة من باب السياسة الواسع للقفز على حكم مصر من جديد، وكأننا نتحدث عن قبائل فى الصحراء، وجلسات عرفية تنتهى بقرار فردى وفق كبير القبيلة!
الفرضية الساذجة التى يروج لها الفريق الثانى، تصل بهم إلى اتهام النظام الحالى بالتواطؤ مع مبارك وولديه، أو افتراض أن الأرض ممهدة لإشارات علاء وجمال وتصريحات مبارك القليلة، أو حتى الصور التى يروجها حفيد مبارك على «إنستجرام»، وتصور الرئيس الأسبق وكأنه يتشفى فى المصريين ويلومهم على الثورة عليه وخلعه.
وبين الفريقين يبادر كثير من المتفرجين بـ«لايك» هنا، و«شير» هناك، وتعليق على هذا الرأى أو ذاك، وتصبح لدينا قضية مزيفة ننشغل بها عما يفعله كل منا فى حياته، وما إذا كان فعلًا قادرًا على العمل والإنجاز فى مجاله، أو يعيش عالة على الآخرين، ويعوض تكاسله وهروبه بالظهور فى مجموعات الرافضين والمعارضين على مواقع التواصل، وتلك هى مشكلتنا الأزلية.. الكلام الفارغ والانشغال بالتوافه عن العمل والإنجاز!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة