تقريران مهمان صدرا فى وقت واحد فى بريطانيا حول تحولات الاقتصاد المصرى، الأول نشرته صحيفة الإكونومست بعنوان «عودة الحياة للاقتصاد المصرى»، والثانى صادر عن مؤسسة كابيتال إيكونميكس مبشرا بإمكانية جنى ثمار تحرير سعر صرف الدولار أمام العملة المحلية بعد استيعاب الآثار المؤلمة والمتمثلة فى ارتفاع أسعار الكهرباء والمحروقات وخفض الدعم على السلع الأساسية.
تقرير صحيفة الإكونومست تحديدا شديد الدلالة فى توقيته وتحوله عن تقرير سابق نشرته نفس الصحيفة الاقتصادية المتخصصة منذ أسابيع وحذرت فيه من خراب مصر وانهيار الاقتصاد وانعدام فرص التنمية، وعندما تبادر نفس الصحيفة بعد فترة قصيرة، بنشر تقرير يحمل رؤية إيجابية للغاية للاقتصاد المصرى، فلابد وأن نكتسب مزيدا من الثقة فى مشروعنا الإصلاحى وفى المنهج المتبع لإنقاذ البلاد ووضعها على الطريق السليم للنهضة والتنمية.
صحيفة الإكونومست أكدت على عدة ميزات نسبية يمكن أن تحقق الطفرة المنشودة للاقتصاد المصرى، أولها تراجع سعر الجنيه أمام الدولار وما يعنيه ذلك من فرصة للشركات المحلية للتوسع فى الإنتاج وامتلاك الأسواق فى مواجهة المنتجات المستورة غالية الثمن.
كما أن تحرير سعر الصرف، بحسب الإكونومست، يغرى المستثمرين الأجانب بالعودة إلى السوق المصرية من خلال تضاعف الإقبال على شراء السندات الحكومية، وما يعنيه ذلك من دلالة على تنامى الثقة فى الاقتصاد المصرى، بالإضافة ارتفاع معدل النمو تدريجيا وتراجع الواردات مقابل زيادة الصادرات بنسبة 25 بالمائة وانخفاض العجز فى الميزان التجارى بنسبة 44بالمائة.
أما تقرير مؤسسة كابيتال إكونوميكس، فيقدم صورة مشرقة للاقصاد المصرى فى المستقبل القريب كما يصوره على أنه فى مرحلة جنى الأرباح بعد فترة قياسية من عملية تحرير سعر صرف العملة، مستشهدا ببيانات البنك المركزى حول النصف الأول من العام المالى الحالى وكيف حقق ميزان المدفوعات خلال النصف الأول من العام المالى الحالى فائضًا كليًا بلغ 7 مليارات دولار، مقابل عجز كلى بلغ نحو 3.4 مليار دولار خلال نفس الفترة المماثلة من العام المالى السابق.
إجمالا، نحن أمام رؤية متخصصة ومعتمدة لدى الجهات الاقتصادية فى العالم، تقول إن اقتصادنا الوطنى على مشارف انتعاشة ملحوظة بسبب ارتفاع تحويلات المصريين فى الخارج وزيادة الإنتاج والصادرات غير البترولية وانتعاش السياحة وزيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة.وهو ما يدعو للتفاؤل، لكن الأهم سواء كثرت التقارير الإيجابية فى العالم عن وضعنا الاقتصادى أم قلت، أن نواصل النضال من أجل زيادة الإنتاج والتحكم فى الاستيراد واستغلال تراجع الجنيه أمام الدولار حتى نلتف جميعا حول المنتج المصرى، ونحقق نهضتنا المرجوة.