ياه.. أخيرًا.. نلمح عودا حميدا للدولة المصرية، ولو.. من بوابة الرياضة، وعلى ناصية كرة القدم تحديدًا، بعد تخوفنا من «غرق» طموحنا المشروع فى التواجد قاريًا ودوليًا، وتملك الخوف أكثر حين ربط البعض بين «المؤامرة»- الموجودة- فعليًا على مصر، سواء بتوريطنا مع عيسى حياتو الذى انتابته حالة «حب الذات».. والبحث عن المغانم، وتمهيدًا لطلب نقل مقر «كاف» الكرة الأفريقية من مصر إلى «إثيوبيا».. وما أدراكم ما إثيوبيا.. بل التمويل «الملعون».. واللعنة هنا لأنه «عربى» بكل أسف!
لكن دبت الحياة مجددًا، وفطن «رجال الدولة» حقيقيون لما يدور، ولم يغادر العربى المصرى الأفريقى المهندس هانى أبوريدة ساحة النزال، رغم أنه بدا «مثخنًا بالجراح»!
تحركات واسعة عبر القيادة المصرية، التى طلبت من الأجهزة استحضار كل قوتها، لهذه المواجهة!
يكفى أن تعرف أن اتصالات على أعلى مستوى كانت فاصلة مع دول فى القارة الأوروبية، أظن يؤديها الـ72 ساعة، التى أمضاها أبوريدة فى لندن خلال تجمع لرئيس الاتحاد الدولى «فيفا» أينفيناتنيو مع دول عديدة، ليعود الرجل من هناك ومع تباشير الفوز.
• يا سادة.. حين تحدثنا عن وجوب تحرك «دولة الرياضة»، حتى لا نخسر كل استثماراتنا فى المنصب والرجل- أبوريدة- الذى بات من أهم رجالات الكرة فى الاتحادين القارى والأفريقى، لم نكن نعلن أن هناك تراخيا، بل طالبنا بعدم الركون للمشاهدة، وأن نصبح مجرد «رد فعل»!
ببساطة.. لكنها ليست بسيطة، تحركت أيضًا الخارجية المصرية وتم استعادة أرض فقدناها، حين غرقنا فيما هو داخلى!
• يا سادة.. البشرى، أو خط بدء الفرحة سببه، أن الذين كانوا يظنون مطالبة مصر بالوجود القارى والدولى.. والإبقاء على مقر مصر هى من قدمته للعالم الاتحاد الأفريقى «كاف».. هو لصالح المهندس هانى أبوريدة «الشخصى»!
لكن وبعد.. أن علمنا.. أن مكتب الرئيس وأجهزة سيادية، والخارجية المصرية اطلعوا على الملف.. تسربت للنفوس كما قلت تباشير النصر.
• يا سادة.. صدقونى.. حين نضرب ضربة قوية بفك تكتل عقدة «حياتو» ليساوم مصر، إما التراجع عن حوار «الاحتكار».. أو خطف مقعد أبوريدة، الذى يمثل منطقة أفريقية، ولا يمثل مصر، إنما كل الفخر أن ثقتنا بأهالينا بالقارة لصالح الأفريقى المصرى أبوريدة بالطبع!
لعل ما أعرضه عليكم يغيب عن البعض.. فالأيام العشرة الأخيرة شهدت الفوز.. تلو.. الفوز فى تصفيات العملية الانتخابية!
• يا سادة.. نعم ما أقوله لكم حدث!
بداية من ترهيب الخونة وتجار المصالح الكروية بفضحهم وكل الملفات «برينت سكرين» سيادتك.. وبالحق!
أيضًا العودة للجمع الأفريقى بالتضامن مع جنوب أفريقيا.. نعم جنوب أفريقيا المخترقة من الجماعة والراشين، وجنوب السودان أيضًا، حتى يخلى مرشحيهما المكان المفتوح لأبوريدة!
صدقونى.. تخلوا عن مرشحيهما، لأن الأكثر جدوى كان التحالف مع مصر، لصالح دولهما، وأيضًا القارة السمراء!
• يا سادة.. أيضًا شهدت اجتماعات لندن، التى كانت خاصة بالنظر فى تجديد وتنقية اللوائح والاستعداد لإصدار حزمة قرارات «فيفاوية» لتصحيح مسار خطط تطوير كرة القدم، تقدم أبوريدة بملف أثنى عليه كل المتخصصين، وهذا الوجود غير العادى للرجل، لدرجة أن النينى أمانى كامارا.. والبورندية ليديا ميسكيرا، ضمنا النجاح بالتزكية مع أبوريدة على المقاعد الثلاثة المفتوحة!
تلك هى مصر، حين تكون الملفات بأيد أمينة.. يا أفندم.
• يا سادة.. كما يقولون: «الحركة بركة».. نعم، فقد طاف أبوريدة بلدان كثيرة، إنما كانت «قوة مصر».. أن هذا الطواف لم يكن انقلابًا على حياتو، بل لعرض تلك الحالة من رفض الديمقراطية.. والإصرار على تفويض من لا يملك، لمن لا يعمل بحيادية لصالح الكرة فى القارة السمراء.
ما يجعلكم ويجعلنا أكثر فخرًا بمصرنا ومصريتنا.. أن كل الحوارات بدأت وانتهت عند أهمية كرة القدم اقتصاديًا، وكيف يمكن لها أن ترفع مستوى دخل الدول والأفراد، بدلًا من التسليم بالاحتكار!
• يا سادة.. ربما ما أعرضه عليكم لم يعد سرًا مكتومًا، إنما فى أفضل الأحوال، لا يعرفه الأغلب الأعم.. ولأننا ندرك حاجة المواطن المصرى لاستعادة ثقته فى رجال المحروسة، كان الدفع بما لدينا من معلومات، الآن- حين عرضها- لن تضر بالصالح العام.
هل تصدقون أن علاقة مصر- الدولة- بـ«دانى جوردان» الجنوب أفريقى، صحيح عن طريق أبوريدة، لكن الرجل لم ينس «وقفة» مصر معه ومع الكرة فى بلاده كثيرًا!
• يا سادة.. نفس الحال كان مع جوشابور، مرشح جنوب السودان.. الذى أكد أن الرؤية المصرية أكيد أعمق- بحسب ما نقل عنه- فى الإعلام وهو فى لندن.. هذه هى مصر حين تتحرك.
أما معركة حياتو «أطول» فى رئاسة الكاف فباتت مهددة، ولم تعد الكرة تحت قدمه بثبات اعتاد عليه!
الرجل أصبح أسدًا عجوزًا، يلقون له اللحم، ليزأر!
نعم.. لكن هذا الزئير.. لا يلقى صدى عند المصريين.. أزمته مع بقايا الانتفاع، وضد المجددين.. وتلك معركة أخرى سننقلها لكم.