نعترف بداية بأن لدينا أزمة فى السياحة، وأنها طالت عن زمنها الطبيعى، وأن علينا العمل بشكل مضاعف لاسترجاع ما تفلت من أيدينا، وأن الاهتمام بالمناطق السياحية وتهيئتها لاستقبال الزائرين كأنهم سيفدون علينا بعد ساعة هو أصل هذا البداية الصحيحة.
لذا أضم صوتى، بقوة، إلى طلب المهندس إبراهيم محلب، مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية، باتخاذ إجراءات عاجلة بالتنسيق بين وزارة الآثار ومحافظة القاهرة ومديرية أمن العاصمة لإعادة الانضباط إلى منطقة شارع المعز، ومنح هذه الجهات 3 أيام لفعل ذلك.
وجزء آخر مهم قال به محلب هو إجراء حوار مجتمعى مع تجار الشارع للتعرف على مطالبهم واحتياجاتهم الضرورية للعمل على توفيرها.
وتأييدى لرأى المهندس إبراهيم محلب بسبب أننى منذ يومين كنت فى شارع المعز وكان الزحام شديدا جدا، وهو أمر مبهج، فوجود المصريين فى أماكنهم التراثية وإدراكهم لقيمته شىء جميل، لكن كان هناك بعض الارتباك، كما أن السيارات كانت تقطع الشارع الأثرى ذهابا وإيابا.
«الآثار» من جانبها أكدت أنه يتم حاليا التنسيق مع مديرية أمن القاهرة، لإعادة الانضباط إلى منطقة شارع المعز، وأنه سيتم منع الحركة بالسيارات نهائيا داخل الشارع، وتزويد «الطفاطف» والسيارات الكهربائية لنقل المواطنين، كما سيتم وضع بوابات حديدية وإلكترونية على منافذ ومخارج شارع المعز، إضافة لتزويد عدد أفراد الأمن من قبل الشركة الخاصة بالحراسة، وسيتم تكثيف الوجود الشرطى على المداخل والمخارج، ووجود شرطة الخيالة، لتسهيل حركة المرور داخل الشارع، ومنع أى تجاوزات، لافتا إلى أن الباعة داخل الشارع سيكون التنسيق معهما عبر محافظة القاهرة، وليست وزارة الآثار.
وأعترف بأنه أعجبنى فى هذا الأمر أكثر من شىء، أولها، أن محلب «حدد وقتا» للانتهاء من عملية الترميم، فقد منح الجميع 3 أيام فقط لا غير، لأنه يعرف جيدا أنه لو لم يفعل ذلك ما تنبه أحد وتركوا الأمر يمر، ثانى الأشياء المهمة أن «الآثار» تفهمت الأمر وكشفت عن الخطوات اللازمة لتصليحه وهى أمور سهلة ومتاحة، وأهم الأشياء هو التنبه لقيمة الشارع الذى يعد على المستوى التراثى من أهم شوارع العالم السياحية، وأى سائح يأتى إلى مصر بقصد السياحة الأثرية فإنه يعد زيارته لشارع المعز جزءا أساسيا فى هذه الزيارة.
بالطبع لم أكن سعيدا لأننى قطعت الشارع من أوله إلى نهايته ولم أصادف سائحا أجنبيا واحدا، لكن أعتقد أن ذلك مسألة وقت فقط لا غير، وذات يوم لو عملنا بالشكل الجاد، وتنبهنا للتغيرات الكبرى التى تحدث فى العالم سوف نتبنى خطوات من شأنها أن تعود علينا بالخير الكثير.