جمال أسعد

الأقباط وجامعة الأزهر

الثلاثاء، 14 مارس 2017 11:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

على المستوى العلمى وحسب قانون الجامعة يستحيل دخول مسيحى كلية عامة أزهرية

 
 
صدرت تصريحات من وكيل  ورئيس جامعة الأزهر، حول أحقية الطلبة المسيحيين فى دخول الجامعة، قيل فيها إنه من حق الطالب المسيحى دخول جامعة الأزهر شرط أن يكون حافظاً للقرآن الكريم، حسب قانون الجامعة.
وهنا وعند مناقشة هذا الموضوع ، بل هذه الإشكالية، نجد أنها ليست فكرة بنت لحظتها، ولكنها قد طُرحت فى ظل المناخ الطائفى، وتحديداً فى تسعينيات القرن الماضى، وفى إطار طرح المشاكل القبطية،  وكانت تُطرح على أرضية طائفية،باعتبار أن جامعة الأزهر، وتحديداً الكليات غير الدينية مثل الطب والصيدلة والهندسة وغيرها، كليات يتم القبول فيها للطالب المسلم بمجموع أقل من الكليات المناظرة فى الجامعات المصرية، خاصة أن هذه الجامعة الأزهرية، وتلك الكليات يتم الصرف عليها من الموازنة العامة للدولة، التى مصدرها الأساسى فى الإيرادات، هى الضرائب التى يدفعها كل الشعب المصرى بمسلميه ومسيحيه، ومع وجاهة وجهة النظر هذه على الأرضية السياسية والتعليمية،  بل على أرضية المواطنة التى عززها دستور 2014 بمواده، لا بد هنا من طرح هذه القضية على أرضية الواقع المعيشى، الذى يجب العمل على تغيير ما يجب تغييره فيه لصالح الوطن وكل المصريين، فالتعليم الأزهرى هو المنوط به التعليم الدينى الإسلامى، سواء فى كلياته الدينية المتخصصة، التى تركز على العلوم الإسلامية تحديدا، أو تلك الكليات العلمية والأدبية المناظرة لغيرها فى الجامعات الأخرى، فكلاهما يُدرس فيها علوما دينية إسلامية، وإن كان بنسب متفاوتة بين الكليات الدينية والعامة.  
 
فيما يخص الكليات الدينية الإسلامية، فهى مناظرة لتلك الكليات المسيحية، التى تُدرس علوم الدين المسيحى المتخصص، فالكليات الدينية الإسلامية، يتم الصرف عليها من الأوقاف الإسلامية، وهى تكفى للصرف عليها بالقطع، والكليات الدينية المسيحية أيضا، يتم الصرف عليها من الأوقاف المسيحية التى تعتبر أموالا عامة أيضا، ويشرف عليها الجهاز المركزى للمحاسبات، حيث إن لجنة الأوقاف القبطية، يتم تشكيلها بقرار جمهورى وليس كنسيا.
 
نأتى هنا للكليات غير الدينية فى الأزهر ،هل يمكن عملياً أن نجد مسيحياً يريد دخول كلية طب الأزهر حافظاً لكل القرآن الكريم؟ بالطبع عمليا لا، ويمكن أن نجد كثيرا من المسيحيين  يحفظ  بعض آيات القرآن، ولكن ليس كل القرآن، إذن على المستوى العلمى والواقعى، وحسب قانون جامعة الأزهر يستحيل دخول مسيحى كلية عامة أزهرية، وبالتالى فتصريحات وكيل الأزهر ورئيس الجامعة تصريحات ذراً للرماد فى العيون واتساقاً مع المناخ الحالى المقبول والمطلوب حول التوحد والمعايشة والمواطنة، خاصة فى ظل نشاط الأزهر الملموس، سواء فى إطار الحوار الدينى مع الآخر أو تلك الدعوة لترسيخ مفهوم المواطنة، بديلاً للذمية وقبول الآخر الدينى.
 
ولذلك دعونا نناقش قضايا عملية بديلاً لتلك القضايا الطائفية ، خاصة لا يجب أن يكون الطرح على الأرضية الطائفية، الشىء الذى سيولد بلا شك رد فعل طائفيا من الطرف الآخر، فيمكن أن يطرح البعض تساؤلا: لماذا لا يدخل المسلم الكليات الإكليريكية التى تختص بالعلوم الدينية المسيحية؟
نعم هناك بلا شك من المسيحيين من له ثقافة إسلامية وله دراسات وقراءات إسلامية، وهناك أيضاً من المسلمين من يهتم بالثقافة والدراسات المسيحية، وهذا مطلوب لإزالة الفوارق الطائفية والحواجز النفسية، على أن تكون تلك الثقافة فى إطار العلم بلا تحيز ومواقف مسبقة بهدف البحث عن السلبيات، من وجهة نظر كل طرف تجاه الآخر.
 
أما الطرح الصحيح فى هذه القضية يكون عن طريق طرح قضية التعليم بشكل عام، فلا وألف لا للتعدد التعليمى الدينى والبريطانى والأمريكى والألمانى وغيرها من التعليم الأجنبى، فهذا تعدد فى الهوية وإسقاط للانتماء ، فالتعليم الوطنى هو البوتقة الصحيحة والحقيقية لصهر الشخصية المصرية وتشكيلها على أرضية الهوية المصرية التى هى الباب الذهبى للانتماء لهذا الوطن، أما من يقولون إن أموال الضرائب لا يجب أن تصرف على الأزهر الذى لا يدخله المسيحيون، فأقول وقلت من قبل ذلك، فليكن هناك وزارة للأديان تصب فيها كل الإيرادات الإسلامية والمسيحية، بعيداً عن أموال الزكاة والعشور، ويتم الصرف منها لكل المؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية، بإشراف وكيل وزارة للشؤون الإسلامية وآخر للشؤون المسيحية،  فهذا هو التأسيس الحقيقى والعملى للمواطنة دون طنطنة وشعارات وطائفية، حفظ الله مصر لكل المصريين.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة