كانت المرة الأولى التى التقيته وجها لوجه وكانت فى احتفالية لمؤسسة القلعة بتخريج دفعه جديدة من الطلبة والطالبات المتفوقين الحاصلين على منح دراسية فى أكبر الجامعات الأمريكية والأوروبية، ولم أكن أعرفه ولم انتبه لوجوده إلا عندما أشادت به إحدى الطالبات التى حصلت على المنحة التعليمية المرموقة ونجحت بتفوق شديد وقدمت الشكر والتقدير للمؤسسة ولهذا الرجل، الذى كان يشغل وقتها رئيس المجلس الرئاسى التخصصى للتعليم والبحث العلمى، وأشادت بكل الدعم الذى قدمه لها ومساعيه لضمها ضمن منظومة العمل فى المجلس الرئاسى إيمانا منه بنبوغها وتفوقها..
وكم كانت صادقة وممتنة له لانحيازه لعلمها وتفوقها، وأيقنت وقتها قيمه هذا الرجل وهممت لتحيته تقديرا لكل ما قيل فى حقه وبحثت بعدها عن اسم وسيرة هذا الرجل بالتفصيل، وعرفت أنه حاصل على بكالوريوس الهندسة الميكانيكية من جامعة القاهرة ثم حصل على الماجستير فى الرياضيات التطبيقية من جامعة " براون " ثم الدكتوراه ثم عمل فى معهد " ماساشوستش للتكنولوجيا ثم أستاذ فى جامعة " الينوى " الامريكية ثم مستشارا فى اليونسكو للاتصالات والمعلومات حتى عام 2012 ثم تولى رئاسه المجلس الرئاسى التخصصى للتعليم والبحث العلمى 2015.
ولقد دعوته للمشاركة فى ندوة عن التعليم فى مصر فى صحيفة "الأهرام" منذ أكثر من شهرين وكان حريصا على المشاركة والتواجد ووضع رؤيته العلمية عن كيفية تطوير وإصلاح التعليم بالرغم من مشاغله الكثيرة، وعندما وجدت اسمه فى التشكيل الوزارى الأخير "وزيرا للتعليم " كانت سعادتى غامره باختيار سليم لرجل لديه رؤية ودراية حقيقية بمشاكل التعليم فى مصر واعتبرت ان سلامة وصحة هذا الاختيار كفيل بأن تكون مصدر تفاؤل لمصر خلال الفترة القادمة من منطلق ايمانى بأن اصلاح التعليم فى مصر هو البداية الحقيقية والأساسية للإصلاح وليس شيئا آخر.
وإذا أولت الدولة والقيادة السياسية الاهتمام والدعم الكافى له سوف يكون الركيزة الأساسية للتنمية الحقيقية والتغيير المنشود لمصر كلها ... ولا يجب أن نتخيل ـن هذا بالمهمة السهلة لرجل متخصص ولديه من المؤهلات ما يؤهله لعمل الإصلاح والتغيير لأن المتربصين من أصحاب المصالح الخاصة منتشرون كالفيروس فى كل مكان وأيضا أعداء التطوير والتغيير منتشرون فى كل مكان للانقضاض على اى محاولات للتغيير المنشود وافتعال الأزمات والمشاكل، وقوة وأدوات هؤلاء ليست بالشىء الصعب، بالرغم من تصريحاته عن حتمية وضع تصورات لبناء منظومة التربية والتعليم من الأساس عبر الاستفادة من أخطاء الماضى ومن خلال أساليب علمية متطوره والتركيز على منظومة التعليم والبدء مع الطفل بداية من فترة الحضانة والابتدائى واكتسابه التعلم بشكل علمى، وعدم الاعتماد على أساليب الحفظ والتلقين واتباع منظومات التعليم المتطوره العالمية، والتعاون مع مجموعه من الشركاء حيث إن منظومة التعليم لا تتوقف على شخص الوزير ولكن تأتى كمسئولية مجتمعية تتضمن الاهالى والطلبة والمدرسين ومؤسسات المجتمع المدنى والدول الصديقة والمانحة.
أعتقد أننا يجب ان ندرك أن بان علينا جميعا المساهمه فى إصلاح التعليم لانه أمن قومى مصرى بكل ما تحمله الجملة من معنى، وان نمهد الطريق له ولكل الخبراء والمتخصصين المعنيين والقادرين على الإصلاح وتقديم الدعم والتعاون الكامل، وكما أرجو منك سياده الوزير الإنسان المصرى ألا تتاخر أو تتباطأ فى اتخاذ أى قرارات تضمن البدء فى الإصلاح والتغيير المنشود، وألا تكون يدك مرتعشه تجاه أى شيء او اى فرد والا تحيط نفسك باصحاب المصالح أو الافاقين والمنافقين.
لقد وافقت أن تقبل هذه المهمة المؤلمة والشاقة، ولكنك كفؤ لها ولا تنسى أن التاريخ يتحدث عن الرجال الحقيقيين الذين يغيرون للأفضل، وعليك أن تعلم أن ملايين المصريين ينتظرون منك الكثير والكثير.