نواصل اليوم، استكمال بحث العالم الإسلامى، محمد على عتر، حول تسامح الإسلام، حيث يقول يجب على المنصفين النظر إلى عهود الإسلام كيف بقيت يعمل بها على مر العصور ومر الدهور، ثم ليتأملوا فى عهود بريطانيا للإسلام عندما استولت على فلسطين، فقد عاهدت العرب أن تحفظهم وأموالهم وأن تحترم مقدساتهم، ولا تتعرض لأحد فى دينه أبدًا، فما لبثت أن انقلب اليوم عهدها نكثًا، وأمنها خوفًا، وحبها ووفاؤها بغضًا وغدرًا، تذبح النفوس الموحدة، وتريق الدماء البريئة، لا لذنب ارتكبه العرب، ولا لجريمة اقترفوها سوى أنهم يريدون أن يقفوا فى وجه الاستعمار الصهيونى، يريدون حفظ الأموال والأعراض والمقدسات من أن تمتد إليها يد الغاشمية، وبراثن الطامعين، يأبون أن يخضعوا للظلم والاستعباد، هذا ذنب العرب لدى بريطانيا، قارنوا بين عهدها الكاذب، وظلمها الجائر، وبين عهود المسلمين للمسيحيين يتضح لكم عدل العرب ورحمة الإسلام.
فالعُرْب قوم إذا ما استُغضبوا غضبوا/ لكنهم يكرهون الظلم إن ظلموا/ فالعدل شيمتهم والبأس عادتهم/ والدين مرشدهم والحلم والشمم.
ولم تكتفِ بريطانيا بأنها ناقضة للعهود، بل برهنت على نفسها أنها شديدة الظلم، فمن ذلك أنها عندما أرادت أن تضرب نابلس فى العام المنصرم أنذر القائد الإنجليزى أهل البلدة أنه إذا سمع صوت رصاص يحق لنا أن نضرب أى بيت أرادنا، فأجابته اللجنة العربية العليا، أن البيت الذى تسمعون منه صوت رصاص فاهدموه، فأجابها القائد أنه هكذا أمر، ثم تلبث الشمس أن ترسل أشعتها بعد أن سمعوا صوت رصاص حتى نظروا إلى أجمل دور العرب، وأبدعها وما مكنوا أهلها إلا بضع دقائق لم تستطِع العجزة والحوامل أن تقوم ولا النساء أن تتأزر وتحمل أولادهن حتى أشعلوا النساف «الدوناميت» فى أركانها، فانقلبت رأسًا على عقب، وارتجت لذاك المنازل وهوت المساجد والكنائس.
وقد صنعت بريطانيا بالإسلام ما هو أشد فظاعة وظلمًا من ذلك فعندما دخلت فلسطين إبان الحروب الصليبية، التجأ قسم من المسلمين يزيدون عن ستين ألفًا إلى بعض المساجد، فحاصرتهم وقتلتهم عن بكرة أبيهم حتى أمست خيولهم تغوص بالدماء إلى ما فوق الحوافر انظروا إلى ذاك الظلم البين، والوحشية المتناهية، ثم تأملوا بقانون المسلمين الراحم، وشرعهم الشريف العادل وإلى الغد إنشاء الله.
عدد الردود 0
بواسطة:
ناصر
حبيبي ياحنين
فوق