أغلقت منظمة اليونسكو باب الترشح لأمانتها العامة على 9 مرشحين، والمقرر لهم أن يخوضوا الانتخابات فى شهر أكتوبر المقبل خلفا لـ«إيرينا» بوكوفا التى تولت المنصب عام 2009، وقراءة سريعة لحالة العرب داخل هذه الترشيحات تكشف أننا مغرمون بتكرار أخطائنا وأننا لم نتعلم من الحياة أشياء كثيرة أقلها التنسيق معا.
ضمت القائمة النهائية للمرشحين كلا من السفيرة مشيرة خطاب، واللبنانية فيرا خورى، والقطرى حمد بن عبد العزيز الكوارى، والفرنسية أودرى أزولاى، والصينى تيشان تانج، وبولاد بولبلوجى من أذربيجان، وفام سان تشو من فيتنام، وجان ألفونسو فونتيس من جواتيمالا، وصالح الحسناوى من العراق.
إذا 9 مرشحين منهم 4 عرب، كل منهم يقلل من حظ الآخر ومن نصيبه، كأننا نحن العرب لم نقرأ أبجديات الفوز التى تؤكد أن التنسيق بين الجميع والاتفاق على اسم واحد للترشح بمثابة أبرز الخطوات وأولها التى يجب أن تتخذها البلدان العربية التى قررت خوض هذا الغمار الصعب المحفوف بالسياسة والمرتبط بالوجود العالمى والمكانة الدولية.
فى كل يوم يثبت العرب أن العيب فينا وليس فى الآخرين، هم فقط يستغلون ما نقدمه لهم، فقد كان الأمر بمثابة فرصة ذهبية للعرب بأن يحققوا شيئا قويا فى الأمم المتحدة ويصبح أحدهم الأمين العام لجامعة الدول العربية، لكنهم، للأسف، يصرون على تقليل الفرصة وقتلها.
نعترف أن المنافسة أصبحت قوية وشرسة خاصة بعد ترشح فرنسا بكل قوتها متمثلة فى أودرى أزولاى وزيرة الثقافة والاتصال، ولو تأملنا حتى الطريقة التى قدمت بها باريس مرشحتها تدل على تخطيط غريب وقصد واضح لإرباك الآخرين، فقد تقدمت باسم وزيرتها فى اللحظات الأخيرة قبل إغلاق باب الترشح وهو بالطبع ما سيغير خطط الجمع ويجعلهم مرة أخرى يرتبون أوراقهم من جديد.
فكيف سيرتب العرب أوراقهم؟! نقولها واضحة وصريحة، ليس أمامنا سوى فرصة واحدة هى التوافق على اسم واحد ثم ينسحب الثلاثة الآخرون ويصبحون سندا له فى هذه الحالة فقط يمكن لنا أن نتحرك خطوة للأمام وأن نحقق شيئا واضحا وملموسا فى هذه المعركة الكبرى.
علينا أن ندرك جيدا أن لنا مصالح قوية فى اليونسكو، فبدلا من استجداء القرارات الذى نعيشه طوال الوقت، نحن بحاجة كى نصبح قوة، فلنودع إذا المصالح الشخصية من أجل الجميع ونسعى للنجاح الحقيقى حتى لا يأتى يوم 15 نوفمبر المقبل ونجد مديرا لليونسكو بعيدا عنا كل البعد، وحينها فقط سنعرف أننا أصبحنا خارج اللعبة تماما.