أختتم الرسالة التى تشمل عرضًا لكتاب «عبقرية التأليف العربى» للدكتور كمال عرفات نبهان، وتلقيته من الأستاذ المثقف أسامة أبوحليمة، والكتاب اختاره معهد المخطوطات العربية، التابع للمنظمة العربية للثقافة والعلوم بجامعة الدول العربية، وبالرغم من أن الكتاب متخصص فى مجال ببليوجرافيا الإنتاج الفكرى العربى، فإنه يعد بابًا فى مجال التوسع المعرفى للمؤلفين فى شتى المجالات.
يقول «أبوحليمة» إن الكتاب ينفرد بتقديم أفكار جديدة تمامًا فى موضوع التأليف عمومًا، والعربى خصوصًا، وتتميز أنواعه، منها التأليف الإبداعى، والتأليف الوثائقى، والتأليف النصى المحورى، والمرتكز على نص واحد، ويؤكد مؤلفه الدكتور «نبهان» أن الكتاب استغرق منه زهرة العمر وزهوة الفكر، وأنه لا يقدم الكتاب ترفًا، وإنما كمشروع حضارى وإنسانى، وتبليغ يدوى فى أفق الوعى والإنجاز العلمى والحضارى، ويؤكد أنه سيأتى يوم وقوم ينجزون ما يطرحه الكتاب من أجل تطوير علوم النصوص العربية، والحصر الشامل لكل النصوص، لربط النص بعائلته وأجداده وآبائه وأبنائه وتوابعه من النصوص، مستفيدًا من تكنولوجيا المعلومات، وحينئذ سوف توضع الذاكرة العربية والإسلامية فى قلب الحضارة الإنسانية، وتتجسد خريطة العقل والذكاء والتأليف الذى أسهم فى بنائها.
ويؤكد «أبوحليمة» أن كتاب «عبقرية التأليف العربى» وجد اهتمامًا بالغًا من باحثين وكتاب ومبدعين عرب، فالكاتب والشاعر العراقى أمجد محمد سعيد قال عنه: «انفرد الكتاب بتعريفات خاصة ومبتكرة للكثير من المفاهيم والمصطلحات التى لم يعطها أى باحث قبله أى اهتمام حقيقى، رغم وجودها بالآلاف فى كتب التراث والتاريخ، ويعيد تعريف العديد من المصطلحات على ضوء تجربته الفريدة، ومن أمثلة ذلك التأليف، النص بأنواعه، العرض، الإبراز، الهيئة، تعريف المؤلف وخصائصه فى الثقافة العربية»، ويضيف الشاعر العراقى: «تمر أوقات طويلة حقًا قبل أن يصادف أحدنا كتابًا يملأ الجوارح والعقل والقلب بالعلم والمتعة والابتكار والثقة والوطنية، مثلما يمنحه هذا الكتاب».
وينهى «أبوحليمة» رسالته بتعجبه من أن هذا الكتاب، المرجع المهم، لم يلق اهتمامًا من باحثينا ومثقفينا فى مصر ، فى الوقت الذى وجد اهتمامًا من الباحثين العرب، خاصة فى العراق ولبنان والمغرب، بالإضافة إلى أن الجامعة الأمريكية تهتم به فى نظم الفهرسة الحديثة للتراث العربى.