فى اشتباك جديد بين الكنيسة والسلطات التنفيذية، آثارت واقعة انتحار الموسيقى الإيطالى الشاب "فابيانو أنتونيانى" الملقب بـ"دى جي فابو" بمساعدة فريق طبى حالة من الجدل، خاصة بعدما اضطر الضحية إلى الاقدام على هذه الخطوة خارج الحدود الإيطالية هرباً من سلطة القانون الذى يجرم "القتل الرحيم"، فى وقت وصف فيه الفاتيكان الواقعة بانعكاس واضح على "فشل المجتمع".
وقالت الصحيفة إن دى جى فابو توفى عن عمر يناهز 40 عاما، بعد أن أن زار عيادة قرب زيوريخ لينتحر بعد سنوات من المعاناة الناجمة عن حادث سيارة فى عام 2014 أدى الى إصابته بالعمى والشلل.
وبينت الصحيفة أنه كتب سيرته الذاتية تحدث فيها عن حياته قبل وقوع الحادث والمعاناة الجسدية والمعنوية لهذه المأساة، ودعوته إلى "الحق فى الموت" الذى رفضته له بلاده.
وأشارت الصحيفة إلى أن الناشط السياسى ماركو كاباتو الذى رافق دى جى إلى سويسرا لمساعدته على الانتحار مهدد بالسجن لمدة 12 عاما، كما أن رئيس الحكومة الإيطالية باولو جينتيلونى أعلن أن هناك نصا قانونيا قيد الدرس فى الموضوع لكن ليس بشأن "القتل الرحيم". فيما اعتبرت الفاتيكان القضية تعبيرا عن "فشل المجتمع".
وعن قصة الشاب الإيطالى فى شهر يونيو 2014، تعرض الشاب لحادثة سير خطيرة، تسببت فى إعاقته وظل منذ ذاك الحين فوق سرير، مربوط بأنبوب تنفس اصطناعى، وفقد بصره جراء الحادث، ويتحدث بصعوبة بالغة.
وكان الموسيقى قد وجه قبل أسابيع، بمساعدة صديقته نداء إلى المجتمع الإيطالى وإلى الطبقة السياسية ورئيس الجمهورية، بعنوان "أتركونى أغادر"، يطالب فيه بحقه "فى الموت لإنهاء معاناته وآلامه التى لا تتركه صباح مساء"، وبعدما فشل فى إيجاد من يسمع لندائه، انتقل الشاب قبل أيام إلى مدينة زيوريخ وتوجد مصحة يمكن داخلها إجراء "القتل الرحيم".
وفى رسالة أخيرة للشاب لحضات قبل توديعه للحياة، قال "شكرا لمن انتزعنى من العذاب.. شكرا لكل من أقتلعنى من بحر الآلام.. لقد بلغت مرادى دون مساعدة من دولتى".
وتعتبر سويسرا من أكثر الدول التى تعترف بالقتل الرحيم وتنص عليه قانونيا، وذلك بغض النظر عن أى جنسية، وتبلغ تكلفة القتل الرحيم حوالى 15 ألف يورو وتشمل مصاريف الرعاية الطبية ومصاريف الدفن. ويتم بواسطة الأدوية بعد ملأ استمارات مخصصة لذلك وبعد استيفاء إجراءات قانونية مضبوطة ومحددة، وفى النصف الساعة الأولى من العملية يتم مد الشخص بدواء يحول دون أن يتقيأ كأس دواء، وآخر يتناوله فى مرحلة لاحقة وفى غضون دقيقتين إلى خمسة دقائق ينتهى بتوقف القلب عن الخفقان ويكف باقى أعضاء الجسد عن العمل وتنتهة الحياة.
دول تسمح بالقتل الرحيم
بالرغم من حظر الاتقافية الدولية الخاصة بحقوق الإنسان والطب العضوى القتل الرحيم، إلا أن هناك 14 دولة فى العالم تسمح به منها سويسرا، وذلك عبر طريقتين، الأولى بإعطاء المريض الذى لا أمل من شفائه حقنة تقضى عليه أو التوقف عن تقديم العلاج الذى يتناوله، ما يعجل بوفاته.
وتعمل بلجيكا واللوكسمبورج وهولندا وسويسرا بالطريقة الأولى، أما الولايات المتحدة فتحظر ذلك على المستوى الفيدرالى فى حين يسمح به في بعض الولايات كواشنطن وأوريجون وفيرمونت، وتعمل الدنمارك وفنلندا وفرنسا والهند وإيرلندا وإيطاليا وكولومبيا والمكسيك بالطريقة الثانية.
وتحظر ألمانيا القتل الرحيم، غير أن القانون الألمانى لا يعاقب من يساعد المريض على الانتحار فى حالات المساعدة غير المباشرة فى عملية الموت.
ويجرى الالتزام أثناء ممارسة القتل الرحيم بقواعد صارمة فى الدول التى تسمح به حتى يستغل ذلك، وفى مقدمتها أن تكون معاناة المريض لا تطاق، وليس هناك أى أفق فى تحسن وضعه الصحى، كما يتوجب أن يقر هذا الأمر ليس فقط من قبل الطبيب المعالج وإنما أيضا من قبل طبيب آخر مستقل، كما يتوجب إعلام المريض بوضعه الصحى بشكل دقيق ويتوجب على المريض وهو بوعى كامل منه طلب إنهاء حياته وأحيانا عدة مرات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة