تنطلق، اليوم، شعلة الثقافة العربية فى مدينة الأقصر المصرية، معلنة عن عام كامل من الفن والإبداع المتوقع فى واحدة من أقدم مدن العالم وأكثرها حضورا.
نتوقع أن نعيش لمدة عام كامل عرسا كبيرا من الثقافة، بشرط أن يقوم كل واحد بدوره وأن يحدث التنسيق بين الجميع، وأن يكون الإعلام حاضرا بقوة فى هذه الفعاليات وأن تتم بمستوى عالٍ يليق بمصر.
علينا أن نعرف أن هذا العام الثقافى ليس مجرد «حفلات» نشاهدها ونصفق لها، لكنه رسالة محملة بقوة المكان وخصوصيته يقدم معنى عميق بأن مصر قلب العروبة، ليس على المستوى السياسى فقط، لكن على المستوى الثقافى أيضا.
عرفنا أن الفعاليات، حسب الجدول المنشور من قبل وزارة الثقافة، حافل ومتنوع، لكن بالطبع فإن التنفيذ الذى نتخوف منه هو الأهم، فمنذ أكثر من 21 عاما لم يتم اختيار مدينة مصرية لتصبح عاصمة الثقافة العربية، وجاء هذا الاختيار فى وقت حرج.
قلنا إن هذا الوقت حرج لأنه يضعنا فى اختبارات كبرى، فكثير من المدن العربية خاصة الخليجية أصبحت تملك وسائل مادية تجعلها تقدم نفسها بشكل إعلامى كبير ومهم ومبهر، وطبعا مصر لا تملك ذلك، لكنها تملك المادة الخام للإبداع التى لو عرفت جيدا كيف تستغلها فإنها سوف تحقق نجاحا أكثر مما تفعله هذه المدن فى فعالياتها التى تبهر العالم، إذن العين علينا وعلى ما الذى سنقدمه فى هذه الفعالية.
الوقت حرج أيضا، لأن السياحة بدأت تعود بشكل أفضل، فمنذ يومين نشرنا على موقع «اليوم السابع» عددا من الصور المميزة التى التقطها الزميل كريم عبد العزيز من مدينة الأقصر من معبد الأقصر ومن جزيرة الموز وغيرها، هذه الصور تكشف عن عودة السياحة بشكل ما إلى هذه المنطقة المهمة من مصر، بالطبع ليس بالصورة الكاملة التى نتمناها لمنطقة بهذه العراقة، لكنها بداية مهمة سوف يزيد منها مثل هذه الفعاليات، والمتوقع لهذه الفعاليات أن تزيد من السياحة، وذلك لن يحدث إلا بالعمل الجاد الذى يتم بالتنسيق بين جميع المؤسسات.
والسؤال هل يعلم أهل الأقصر بأنه تم اختيار مدينتهم عاصمة للثقافة العربية، وهل يعلمون شيئا عما ما سيقع فى هذه المدينة من أحداث وفعاليات لمدة عام كامل؟، خاصة أن بيانات الوزارة أكدت أن النشاطات لن تكون قاصرة على الأماكن الأثرية والمعابد فقط لكنه ستشمل معظم المناطق فى المحافظة، نتمنى أن يكون جدول الفعاليات متاحا للعامة هناك، يعرفه طلبة المدارس والجامعات فى كل منطقة الصعيد.