فى الوقت الذى انتظرت فيه الأمهات هدايا الأبناء مغلفة ومذيلة بأجمل الروائح، هناك أمهات أخريات يفترشن الطرقات بحثا عن لقمة يسدون بها جوع صغارهن... شادية سعد حلوى حسين سيدة من قرية الغريب التابعة لمركز ساحل سليم، وهى إحدى الأمهات التى لم تذق طعم الراحة منذ أن خرجت إلى الحياة.
توفى زوج شادية وترك لها 6 من الأبناء الصغار، 4 أولاد وبنتين أصغرهم كان عمره عام حين توفى والده، وقبل وفاة زوجها أصيب بمرض أقعده فى المنزل دون عمل، وأصبحت هى رب الأسرة والمسئولة عن مصاريف المنزل بأكمله، وبدأت تكافح من أجل صغارها، وعلاج مرض زوجها الذى يحتاج إلى مصاريف كثيرة، فبدأت ببيع الأقمشة، والملابس الحريمى، ولم تكتف بذلك بل كانت تقوم بالتوجه إلى عيادات الأطباء وتعرض عليهم مسح العيادات بعد انتهاء العمل مقابل أجر رمزى، وبعدها اشترت عربة كارو، وكانت تبيع عليها الخضروات والفاكهة وبعد ذلك اتجهت إلى بيع وتنظيف السمك، واختارت لها مكانا يعرفه كل زبائنها فى منطقة الوليدية خلف سجن أسيوط العمومى، حيث المارة، ومكان التجمعات السكنية، والمدارس، وكانت تخرج من منزلها فجرا كل يوم حتى تصل إلى المكان الذى تجلس فيها ولا تتركه حتى تبيع الأسماك التى معها، حيث تقوم بتنظيفها للزبائن وبيعها بأسعار مناسبة.
وقالت شادية، إنها زوجت بناتها وأولادها إلا أصغرهم الذى تركه زوجها وكان عمره عام، حيث بلغ الآن 19 عاما، إلا أن إحدى بناتها طلقت والثانية سجن زوجها وحكم عليه بالحبس 25 عاما والاثنتين معها بمنزلها، وأصبحت مسئولة أيضا عنهما وعن أبنائهما الذين يعيشون معهما.
وأضافت "حلم عمرى زيارة النبى صلى الله عليه وسلم"، وان أتمكن من إنهاء زواج ابنى الصغير وبعدها آلاقى ربى وأنا مطمئنة وراضية".
شادية أثناء تنظيف السمك
شادية تُمارس عملها
شادية تبيع لأحد زبائنها
شادية تدعو أن يرزقها الله العمرة
شادية بائعة السمك
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة