نجلاء صلاح مدرسة بالمرحلة الابتدائية، توفى زوجها بعد 8 سنوات من الزواج، ورغم صغر سنها رفضت الزواج، ووهبت حياتها لرعاية أبناءها الثلاثة، واستطاعت التنسيق بين العمل وتربيتهم، وحصدت نتاج صبرها لسنوات وكافئها الله بتعيين ابنها الأكبر وشقيقته معيدين بجامعة بنى سويف والأصغر طالبًا متفوقا بكلية الزراعة، وردًا لجميلها فاجأها الأبناء بترشيح اسمها فى مسابقة الأمهات المثاليات، لتفوز باللقب.
"اليوم السابع" شاركت الفائزة بلقب الأم المثالية وأسرتها على مستوى بندر بنى سويف فرحتهم، حيث تقول الأم المثالية نجلاء صلاح عبد الحليم مرسى 45 سنة معلمة بمدرسة الشعب الابتدائية بمدينة بنى سويف : "توفى زوجى الذى كان يعمل محاميًا حرًا، وعمرى 25 عامًا، تاركًا لى حملًا ثقيلًا ومسئولية رعاية وتربية ثلاثة أبناء " ولدين وبنت " هم عبد الرحمن الصف الثانى الابتدائى، الشيماء فى الحضانة، أحمد رضيع عمره ستة شهور، ورضيت بقضاء الله ووهبت حياتى لهم رافضة الزواج رغم صغر سنى ودعوت الله أن يعيننى على تربيتهم وذلك بعد صلاة ركعتين استخارة بين يدى الله عز وجل".
وأضافت : "عشت مع أولادى فى منزل من طابق واحد، وكنت لهم الأم والأب، وحاولت التنسيق بين عملى ورعايتهم وتلبية احتياجاتهم المدرسية والمنزلية، ومن خوفى وحرصى على ابنتى اتفقت مع مدرس ليعطيها درسًا خصوصيًا بالمنزل، وكنت أشارك زميلاتى فى العمل "جمعيات " وأحصل على أموالها إلى جانب مكافأة الامتحانات ومعاش رمزى من نقابة المحامين لمجابهة نفقات ومتطلبات أبنائى التى زادت مع مرور السنوات واجتيازهم المراحل التعليمية المختلفة ولكى يحافظوا على تفوقهم العلمى وساعدنى على ذلك إقامتى بمنزل والدتى، والتى اعتبرها قدوتى فقد رحل والدى ورفضت الزواج أيضًَا وعاشت من أجلنا، وساندتنى ما جعلنى احتفظ براتبى خلال فترة إقامتى معها، حيث أكملت بناء طوابق المنزل الأربعة بنظام التقسيط الشهرى على مر السنين، كما حظيت وأبنائى برعاية شقيقى الطبيب البشرى".
وتابعت : "مرت السنوات وتخرج ابنى الأكبر من كلية التربية الرياضية وعينته جامعة بنى سويف معيدًا وحصل على الماجستير وأصبح استاذًا مساعدًا، واقترب من إنهاء الدكتوراه، كما عينت شقيقته الصغرى "معيدة " بكلية الأداب جامعة بنى سويف، أما نجلى الأصغر مازال طالبًا بكلية الزراعة، وأرجو أن يسلك نفس طريقهما وأدعو الله أن يوفقنى لقضاء فريضة الحج".
وأشارت الأم المثالية إلى زواج ابنها الأكبر وإقامته معها بأحد طوابق المنزل، كما تزوجت شقيقته، وأنجب الاثنان حفيدين "ولد وبنت"، تعشق مداعبتهما وقضاء وقت مرح وسعادة معهما، فضلًا عن حرصها على تجميع الأسرة يوم الجمعة أسبوعيًا لقضاء اليوم معًا.
وحول أصعب ما تعرضت له خلال مشوار تربية ابناءها أكدت نجلاء صلاح أنه بعد وفاة زوجها كان ابنها الأكبر وشقيقته دائمى البكاء أما شقيقهما الأصغر فعندما بدأ التحدث ومعرفة أن والده رحل ودفن فى القبر فكان خلال زيارتنا لقبر والده يطرق بيديه على القبر قائلًا : " افتح يا بابا أنا أحمد ".
وكذلك فترات استكمال بناء المنزل، وأيضًا كلما انتقل الأبناء إلى مرحلة جديدة من التعليم، خاصة ابنتى والتى رفضت التحاقها بكلية هندسة أسيوط حتى لا تقيم فى محافظة أخرى خلال دراستها ونصحتها بقبول الالتحاق بكلية الآداب ببنى سويف ووافقت نزولًا على رغبتى.
ويلتقط أطراف الحديث عبد الرحمن صفوت صابر الابن الأكبر للأم المثالية قائلًا : تحملت أمى الكثير من أجلنا ورفضت الزواج بعد وفاة أبى، وعاشت لنا وتحملت نفقات زواجى وكذلك شقيقتى، وما زالت حريصة على الاهتمام بشئوننا، وتقديرًا لتضحيتها وتربيتنا وحتى نقدم لها شيئا معنويًا وهو تكريمها، ولنعبر عن تقديرنا لما فعلته وتتويجا لمشوارها فى الوصول بنا إلى ما نحن عليه الآن ، تقدمت بالاتفاق مع أشقائى بأوراق ترشيحها أمًا مثالية فى مديرية الشئون الاجتماعية دون علمها، وأخبرتها بعد إنهاء إجراءات ترشيحها، وتلقيت مكالمة من إدارة بندر بنى سويف بمديرية الشئون الاجتماعية بالمحافظة بفوزها بلقب الأم المثالية، ما أدخل السرور عليها وغمرت الفرحة منزلنا وتلقينا التهانى من الأقارب والأصدقاء.
الابن الأكبر وشقيقه يقبلان رأس الأم المثالية
نجلاء صلاح بجوار ابنها الأكبر
الأم المثالية تحمل حفيدتها وتتلقى القبلات من نجليها
الابن الأكبر بجوار الأم المثالية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة