* قطر تمول مشروع «أهرامات السودان» منذ عام 2013 لإثبات أنها أقدم من أهرامات الجيزة
لم يكتفِ الرئيس التركى «أردوغان بن جولفدان هانم» بتكميم أفواه شعبه، بإغلاق منابر الإعلام المختلفة، وحجب مواقع التواصل الاجتماعى، وتشليح جيشه، وتسريح موظفيه وتغيير دستور البلاد ليكون الحاكم الوحيد والفعلى فى البلاد، وإنما يحاول أيضا تكميم أفواه الشعوب الأخرى، وعدم توجيه انتقادات له ولنظامه، فى الوقت الذى يسمح فيه بالتدخل السافر فى شؤون الشعوب. ومن أمثلة التدخل السافر، ما فعله القنصل التركى بالإسكندرية عندما تدخل وطالب بمنع أستاذة جامعية مصرية من انتقاد الرئيس التركى «المهبول» على صفحتها الخاصة على «فيسبوك»، فى تجاوز لا يمكن السكوت عليه، ويستوجب طرده من البلاد فورا.
الواقعة تعود عندما «شيرت» الدكتورة سميرة عاشور، رئيس قسم اللغات الشرقية بجامعة إسكندرية، صورة على صفحتها عبارة عن «فرخة» بدون ريش وعلى وجهها صورة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، مدون عليها عبارة «اللى عرى جيشه ربنا ينتقم منه»، وهو ما أثار غضب القنصل العام التركى بالإسكندرية «سردار بالانتابه»، وتقدم بشكوى رسمية ضدها للدكتور عصام الكردى، رئيس جامعة الإسكندرية.
القنصل التركى، قال فى خطابه لرئيس الجامعة: إن انتقادات الأستاذة الجامعية تُسىء للعلاقات المصرية التركية، ونسأل القنصل التركى هل احتضان بلادك لكل الإرهابيين والمتآمرين على مصر لا يسىء لعلاقاتها مع مصر؟ وهل تحريض رئيسك المهبول ضد مصر والتدخل السافر فى شؤوننا الداخلية واعتبار ثورة 30 يونيو انقلابا عسكريا ودعمكم لجماعة الإخوان الإرهابية لا يسىء للعلاقات بين البلدين؟
وهل من حق القنصل التركى أن يراقب صفحات المصريين، ويعلن احتجاجه وينزل غضبه على من يعارض أو ينتقد المهبول أردوغان وتصرفاته؟ وما رد الحكومة المصرية على هذه التجاوزات أم أن الموضوع سيمر مرور الكرام؟
ولم يكن تجاوز قنصل تركيا ضد المصريين هو الوحيد، وإنما الإخوة السودانيين ومنذ زيارة «موزه» لبلادهم، وتستشعر أنهم قد أصابهم حالة عدم الاتزان، وبدأوا فى فتح نيرانهم ضد المصريين، وتهديدات من كل حدب وصوب، وكأن الإخوة الطيبون قد وقعوا على «رؤوسهم» إثر انزلاقهم فوق «موزة» قطر، فحدث لهم ارتجاج خفيف، نتمنى أن يتم العلاج منه سريعا، وما أدل على إصابة الأشقاء بهذا «الارتجاج» ما قاله وزير الإعلام، والمتحدث باسم الحكومة السودانية، أحمد بلال عثمان، من أن السودانيين حكموا مصر قديما، وأن فرعون موسى كان أحد الفراعنة السودانيين الذين حكموا مصر، مستشهدا بقول الله تعالى: «وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِى قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْم أَلَيْسَ لِى مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِى مِنْ تَحْتِى أَفَلَا تُبْصِرُونَ».
وزير الإعلام السودانى زاد من الشعر بيتا، بقوله: «مصر بها نهر واحد، بينما السودان بها عدة أنهار»، وهذا دليل واحد من عدة أدلة علمية وأثرية سنقدمها فى القريب العاجل، وأن عددا من أساتذة التاريخ السودانيين يعملون الآن على تنقيح الكتب التاريخية من الأخطاء التى وردت فيها، لتثبت حضارة بلاده الضاربة فى القدم، وأن بلاده ستقوم بتوضيح أن الأهرامات السودانية أقدم من المصرية قائلا: «أهرامات البجراوية أقدم من الأهرامات المصرية بألفى عام، وذلك للعالم كله». ودافع الوزير السودانى عن زيارة «موزة» قطر، مؤكدا بأن قطر تمول ما سماه مشروع «أهرامات السودان» منذ عام 2013، كخطة عمل مشتركة بين الخرطوم وبرلين لحماية الآثار السودانية، بتكلفة 135 مليون دولار.
ونتفق مع تفسير وزير الإعلام السودانى للآية الكريمة من أن بلاده بها أكثر من نهر، وليس لكون فرعون سيدنا موسى سودانيا، حكم مصر، ولكن لأن السودان كانت خاضعة للحكم المصرى منذ فجر التاريخ وحتى انفصالها فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر، وأن لقب فرعون لم يطلق على أى حاكم فى التاريخ إلا على حكام مصر القدماء. إذن، السودان مصرية تاريخيا وجغرافيا، «غصب عن عين «موزة» وطفلها المعجزة «تميم» ووزير إعلام السودان، وليس العكس.