مرت 4 أشهر على صدور تقرير لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان المصرى، الذى فضح الممارسات الإرهابية لجماعة الإخوان، ووقتها فضح التقرير ما أسماه «الشفافية المحتملة للجماعة الكتومة التى تبطن غير ما تظهر» والتاريخ يقول لنا، إنه لم تحدث أى سابقة تاريخية تنبئ عن نزوع الإخوان للتخلى عن العمل السرى أو الكتائب المسلحة التى يتم تدريبها فى الخفاء، ولا عن عمليات تهريب السلاح التى تورطت فيها بالتحقيقات والشهود الأحياء وبالعمليات الدموية التى راح ضحيتها أبرياء، ومن أخطرها ما حدث فى 11 سبتمبر عندما قامت عناصر تم تدريبها على أيدى قيادات إخوانية قديمة بأكبر عملية تدمير وتهديد للحضارة الغربية فى قلب نيويورك. إن أوهام التأثير على مسارات جماعة الإخوان فكرياً وإقناعهم بالشفافية والإفصاح هى نوع من الخداع الذى جربه المصريون فى تعاملهم مع الجماعة وممارساتها.
وكتبت وقتها تحت عنوان «أكاذيب بريطانية عن ديمقراطية جماعة الإخوان الإرهابية»، ووقتها قلت، إن المصريين ينتظرون بعد كل هذا التاريخ من الأكاذيب التى روجت لها الجماعة حول سلميتها، التى تمكنت بها، للأسف، من دفع البعض فى الدول الغربية للاقتناع بميولها ونواياها الديمقراطية الزائفة، ينتظرون أن يراجع هؤلاء مواقفهم عن خطاب الإخوان الخارجى، وينتظرون تحديداً أن تعيد لجنة الشؤون الخارجية بمجلس العموم البريطانى النظر فى تقريرها الذى بنى على معلومات مغلوطة وناقصة ومشوهة ومخالفة للواقع.
وقد شمل تقرير البرلمان المصرى ملحقين أولهما بعنوان: «التمكين والسيطرة على مفاصل الدولة»، موضحا: يعتبر مصطلح «التمكين» أحد أركان العقيدة السياسية للإخوان وركيزة نشاطهم الميدانى على الأرض، وهو مصطلح مستمد من إيمانهم الأصولى بالشريعة الإسلامية حرفياً، وتحدث عن التفسير فى اعتقادهم، مؤكداً أن الجماعة قد شكلت بالفعل مع بعض الجماعات الدينية المرتبطة بالإخوان خلال فترة حكمهم فرقاً لتطبيق الشريعة لاحقت الناس فى الشوارع، وأعدمت فتاة كانت بصحبة شاب بإحدى مدن السويس، وشنقت رجلاً فوق عمود بمدينة المحلة، وقتلت سحلاً قيادياً مصرياً ينتمى لمذهب الشيعة بالقاهرة بعد أن عذبوه وقطعوا جسده. وأعلنت لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان المصرى استعدادها لوضع كل الوثائق والحقائق والملفات المصرية حول فترة حكم الإخوان فى مصر أمام نظيرتها بمجلس العموم البريطانى، وطالبت بتشكيل لجنة خاصة لتقصى تاريخ وممارسات الجماعة فى مصر والمنطقة.
تقرير اللجنة المصرية مازال يناقش من بعض الدوائر البريطانية التى مازالت تعاند شعب مصر وترفض إصدار تقرير يدين الإخوان ويتهمها بالإرهاب، فهل سترفض لندن التقارير المصرية وبعدها ستندم بريطانيا ولكن لن ينفع الندم، لأن الإرهاب سيكون فى شوارع لندن بعناصر إخوانية الأصل داعشية الولاء.