ندرك جيدا أن هناك من يستغل الأزمات الكبرى لتحقيق مصالح خاصة، وآخرون يفكرون ليل نهار فى كيفية تسلق أكتاف العامة دون مراعاة لقوانين أو دساتير أو ضمير أو حتى مراعاة للإنسانية، فلدينا فى مصر، عندما يرتفع سعر الدولار "شوية" يستغل سائق "التوك التوك" –الذى نصفه بالغلبان- رفع الأجرة شويتن، ويُعطل سائق التاكسى الأبيض العداد ليضرب لك فاتورة تتوافق مع مزاجه، ووفقا لهيئتك وزحمة الطرق، والمكان الذى تتجه صوبه، والويل لك إذا كنت تريد الذهاب إلى مكان مُصنف من طبقات أولاد الذوات، وأنت لا تعرف خط السير، وقتها سيقودك السائق عديم الضمير بنظرية "ودنك منين يا جحا" للف والدوران فى المحروسة على حسابك.
كل ما سبق يجعل العامة أمثالى، يتجهون لاستقلال مترو الأنفاق ذهابا وإيابا ، ونتخذ من زحمته وسيلة لتعلم الصبر، ونعتبر الوقوف فى طابور قطع التذكرة تمارين للصباح، ونهيئ لأنفسنا التدافع أثناء الركوب فى صعود ونزول المترو كمرحلة للتلاحم مع بعضنا البعض لمواجهة المؤامرة التى تحاك ضد البلد.
لكن مؤخرا تصاعد الحديث عن زيادة تذكرة المترو، واعتبر المسئولون أنه لا مفر من زيادة سعر التذكرة حتى لا يتوقف المترو الذى يخدم يوميًا قرابة 3.5 مليون مواطن، لكن لنا أن نسأل ونأمل أن يجيب المطالبون بزيادة سعر التذكرة.
هل فكر المسئولون خارج الصندوق؟؟
هل فكر المسئولون خارج الصندوق، قبل الإقبال على رفع التذكرة الصفراء، فمثلا هل جلسوا وتشاورا وتحاورا فى تحويل جدار مترو الإنفاق إلى "سور عظيم" تكون الدعاية والإعلانات عليه بمبالغ طائلة؟ وخاصة أن جدار المترو فى أماكن حيوية.
وإذا فشلوا فى تنفيذ ذلك هل فكروا فى التعاقد مع شركات متخصصة لجلب الإعلان لزيادة العوائد المادية للمترو الذى يخسر شهريًا 25 مليون جنيه؟؟
وهل فكر أهل الحل والعقد بوزارة النقل، فى تأسيس إذاعات فى المحطات وداخل المترو، مستغلين الزحام الرهيب اليومى، وعرض الإذاعة أمام الشركات الكبرى، لجلب إعلانات ستعرض على 3.5 مليون مواطن؟؟
تحويل تذكرة المترو إلى إعلان
ولماذا لا يفكر أحد فى تحويل التذكرة الصفراء إلى إعلان صغير فى جيوب الركاب لتجلب عائدات لشركة المترو؟؟
وهل فكروا فى التخلص من العمالة الزائدة؟؟ وخصوصا مع أصحاب القمصان الرصاصية الذين عجز فكرى فى معرفة كيف تستفيد منهم شركة مترو الأنفاق، فكل ما يفعلونه يقولون لأمثالى القى تذكرتك فى "البرميل".
فإذا فكر المسئولون فى الاستثمار الإعلانى والنشاط الاقتصادى المصاحب لمترو الأنفاق وذهبوا لعدم جديته، فهل فكروا فى ترشيد المصروفات؟؟
فأنا أتفهم أن تكون فاتورة شركة المترو للكهرباء تقدر بحوالى 260 مليون جنيه لمدة تزيد عن عام وفقا لتصريحات أحمد عبد الهادى المتحدث باسم شركة المترو، ولا أتفهم أن تكون فاتورة المياه 40 مليون جنيه لنفس المدة، فهل كل راكب يحصل على "دوش" مجانى مع التذكرة؟؟
وأخيرا إذا عزمت شركة مترو الأنفاق على رفع تذكرة مترو الأنفاق، وهذا هو المتوقع وخاصة مع ترحيب نواب وكتاب بذلك، فهل فكرت الحكومة فى كيفية حمايتنا من بلطجة بعض السائقين الذى سيستغلون هذه الزيادة لتحقيق مكاسب لأنفسهم يقولون بملء الفم :"احنا أغنى من الحكومة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة