نادت المرأة كثيرا بأن يكون لها نصيب فى منصب المحافظ فجاء عام 2017 محققاً لهذه الأمنية
بخلاف الاحتفالات الكثيرة التى أقامتها مؤسسة الرئاسة، تبقى احتفالية المرأة المصرية، أمس الأول، مميزة فى جانب مهم، أنها كانت كاشفة لمجهودات سابقة وليست منشئة لها، فالمرأة لم تكن أبداً خارج تفكير الدولة المصرية، بل كانت فى قلب كل قرار أو طريق تسير فيه الدولة.
نعم الاحتفالية ختمها الرئيس عبدالفتاح السيسى بتكليفات أربعة مهمة، تؤكد أن الاهتمام بالمرأة المصرية لم يعد مقتصراً على التمكين السياسى فقط، وإنما الأهم هو التمكين الاقتصادى، لذلك جاءت تكليفات الرئيس كلها تصب فى هذا الاتجاه، وهو ما يظهر حينما كلف الرئيس الحكومة وكل أجهزة الدولة والمجلس القومى للمرأة، باعتبار استراتيجية تمكين المرأة 2030 هى وثيقة العمل للأعوام المقبلة لتفعيل الخطط والبرامج والمشروعات المتضمنة فـى هذه الاستراتيجية، وتكليف وزارة التضامن الاجتماعى بإطلاق مبادرة قومية للمشروعات متناهية الصغر، تمول من صندوق «تحيا مصر»، ومن خلال بنك ناصر الاجتماعى لتحقق تمكينا اقتصاديا للمرأة المعيلة والفئات الأكثر احتياجا، على أن يتم تخصيص مبلغ «250 مليون جنيه» لصالح هذه المبادرة، وكذلك تكليف الوزارة بدعم أسر المرأة المعيلة والأسر الأكثر احتياجاً، من خلال برامج دعم ميسرة، يقدمها بنك ناصر الاجتماعى، بقيمة «50 مليون جنيه»، وتكليف الحكومة بإتاحة مبلغ 250 مليون جنيه لتقوم وزارة التضامن الاجتماعى بتوفير خدمات الطفولة المبكرة، بما يسمح للأم المصرية بالخروج للعمل والمساهمة فى بناء الدولة مع الاستمرار فى التوسع فى برامج التغذية المدرسية.
لكن إحقاقا للحق، فإننى أعتبر هذه الاحتفالية كما سبق وقلت كاشفة لتحركات رئاسية امتدت لما يقارب العامين، وكان شعارها نصرة المرأة المصرية، وتقديراً لما تقوم به، فعلى مدار سنوات طويلة ظلت المرأة المصرية تنادى بأن يكون لها نصيب فى منصب المحافظ، فجاء عام 2017 محققاً لهذه الأمنية، بقرار تعيين نادية عبده محافظة لواحدة من أكبر محافظات الجمهورية، وهى البحيرة، وسبق ذلك تكريم الرئيس عبدالفتاح السيسى، المرأة المصرية فى شخص «صيصة»، السيدة التى تخفت فى زى رجل لتتغلب على مآسى الحياة، ومنى فتاة العربة، التى اعتبرت أيقونة للتحدى والعمل، وأيضاً زيارته للفتاة ضحية التحرش فى ميدان التحرير، التى قدم لها الرئيس اعتذارًا عما حدث، وخاطبها بقوله: «حقك علينا، لا تغضبى حمدا لله على السلامة، وأنا تحت أمرك».
ما سبق الاحتفالية هو الأهم بالنسبة لى، لأنه يحمل منهج عمل تسير عليه الدولة، التى تؤمن بأن للمرأة حقا علينا جميعاً، فهى كما قال الرئيس: «صوت ضمير الأمة والحارس على وجدان الوطن»، و«أن المرأة المصرية كانت ولا تزال حالة فريدة تحمل طباعا خاصة، وتحمل بين طياتها البسيطة تفاصيل عظيمة، فذلك الحنان المتدفق الذى يحمل الدفء والأمان، تخالطه قوة إرادة وإصرار، جعلت منها أيقونة متفردة فى مسيرة العمل الوطنى والإنسانى».
اهتمام مطلوب توج أيضاً باختيار 2017 عاما للمرأة المصرية، الذى يعد تأكيدا على أن الدولة تعطى الحق لأصحابه، للمرأة المصرية التى يشهد التاريخ بأنها كانت شريكة فى صنع المجد للدولة، ولا ننسى جميعاً الدور الذى لعبته المرأة خلال السنوات الماضية، حينما انضمت بل وتصدرت الصفوف فى مواجهة جماعة الإرهاب، التى حاولت أن تفرض إرادتها وأيديولوجيتها الفاسدة على المصريين رغماً عنهم، فوقفت موقف البطولة المتوقع منها، ولم تتأخر فى أن تقدم أبناءها وأشقاءها وزوجها فداء للوطن، لذلك كان واجباً علينا جميعاً أن ننحنى لها عرفاناً بالجميل وتقديراً لما قدمته وتقدمه المرأة المصرية.