%75 من المسيطرين على قطاع المال والبيزنس بمصر لا حديث لهم سوى عن تغيير طارق عامر
أكثر من %75 من المسيطرين على قطاع المال والبيزنس فى مصر، لا حديث لهم سوى عن مرض طارق عامر، محافظ البنك المركزى، وسفره المفاجئ لإجراء جراحة دقيقة فى ألمانيا، هؤلاء المغروسون فى دوائر صنع قرار المال والبيزنس، ذهبوا إلى ما هو أبعد من تشخيص مرض طارق عامر الذى يتحكم فى خزائن البنك المركزى، وهو المنصب الخطير الذى يمكن أن يهبط بدول للقاع بتصريح مقتضب، أو يدفع بدول لقمة الرخاء والاستقرار بتصريح مقتضب أيضا.
ذهبوا إلى أن مرض محافظ البنك المركزى «سياسى» أقرب منه «جسدى» بزرع ثلاثة مسامير فى عظام الحوض والفخذ، وذلك للخروج الآمن من منصبه، متذرعا بمرضه الذى سيطيل بقاءه فى فراش المرض، إذا وضعنا فى الاعتبار أن أمراض العظام، تحتاج لوقت طويل للالتئام، ومرحلة أطول للتأهيل، والعلاج الطبيعى تستغرق أسابيع وربما شهورا.
وهذا ما أكدته المصادر الطبية فى ألمانيا، بأن الدكتور طارق عامر يحتاج فترة نقاهة عقب إجراء العملية لا تقل عن ثلاثة أسابيع، تعقبها فترة تأهيل وعلاج طبيعى تستغرق أسابيع أخرى، لذلك أغلبية رجال المال والبيزنس، يتحدثون عن تغيير قادم فى منصب محافظ البنك المركزى لا محالة، بل البعض منهم، اتخذ خطوة متقدمة، بالحديث عن أن هناك بالفعل اتصالات مكثفة بالمصرفى الكبير هشام عز العرب، الذى يقود أحد البنوك الاستثمارية الشهيرة فى مصر، لإقناعه بتولى المسؤولية خلفا لطارق عامر، وزعموا أن هشام عز العرب أبدى موافقته.
التكهنات، والأحاديث الجانبية فى المطبخ المصرفى، والمؤسسات المالية، تزعم أن مرض طارق عامر يصب فى مسار الخروج الآمن من البنك المركزى، وأن المرحلة المقبلة تحتاج إلى تجديد الدماء فى شرايين الاقتصاد المصرى الرسمى، من خلال عقلية حققت نجاحا كبيرا فى القطاع المصرفى الاستثمارى الخاص، ولديها قدرات كبيرة على توظيف أنصاف الفرص، والاستغلال الأمثل لكل ما هو متاح، وإغلاق حنفية التصريحات المثيرة للجدل. ترك طارق عامر لمنصبه بالبنك المركزى، وتجهيز هشام عز العرب خليفة له، ما هو إلا تكهنات، وإن كانت تكتسب أهمية بمكان أن الذين يقودون هذه التكهنات من داخل مطبخ المال والبيزنس، لم يقابلها أى معلومات رسمية من مطبخ دوائر صنع القرار.
إذن نحن أمام أحاديث تسيطر على أغلبية العاملين فى قطاع المال والبيزنس، من أن مرض طارق عامر والذى سيستغرق فترة زمنية كبيرة، سيبتعد فيها عن مقعده بالبنك المركزى، ربما تكون فرصة كبيرة للخروج الآمن وبشكل «شيك» خاصة أن هناك عدم رضا كبير على أداء الرجل طوال الفترة الماضية، يقابلها قلة مؤثرة ترى أن مفاتيح الإنقاذ فى يد هشام عز العرب، ولابد من استغلال الفرصة لإجراء «عملية» الإحلال والتجديد، التى تتطلبها المرحلة المقبلة بكل قوة.
بينما يقف على ضفة النهر المقابلة، من بيدهم مفاتيح قرار التغيير، والذين لم تخرج من خزائن أسرار خططهم وقراراتهم الإدارية أى معلومة تدعم هذه التكهنات، سواء كانت تصريحات رسمية أو على لسان مصادر مجهولة أو تسريبات، ولذلك لا يمكن التعاطى مع التكهنات والشائعات على أنها أمر مسلم به، خاصة أن من بيدهم سلطة اتخاذ القرار لم يبدوا من قبل أى تذمر رسمى عنيف من طارق عامر، وأن كل ما كان يحدث فقط عبارة عن لفت نظر وتصحيح مسار من خلال المناقشة والحوار، ومحاولة فض الاشتباك مع جهات رسمية من ناحية والبنك المركزى من ناحية أخرى.
لكن التذمر الخشن والعنيف يخرج من أغلبية دوائر المال والبيزنس ضد طريقة إدارة وتصريحات طارق عامر، وتأثيراتها السلبية من وجهة نظرهم على الأوضاع الاقتصادية، لذلك يَرَون مرض طارق عامر وابتعاده عن منصبه فترة طويلة، فرصة ذهبية للتغيير، وتولى البنك المركزى قيادة جديدة قادرة على إحداث طفرة، واستغلال المؤشرات الاقتصادية الإيجابية من استثمارات، وقرارات ثورية تعالج الاقتصاد المصرى من أمراضه المزمنة بشكل فعال وقوى. طارق عامر يعانى من آلام ومشاكل فى عظام الحوض والفخذ، تطلب معها تدخلا جراحيا فى أحد مستشفيات مدينة فرانكفورت بألمانيا وتركيب ثلاثة مسامير، ويحتاج مزيدا من الوقت للتأهيل والعلاج الطبيعى، والسؤال: هل تصدق تكهنات غالبية دوائر المال والبيزنس بخروج الرجل من منصبه، على أن يخلفه هشام عز العرب؟!
إن غدا لناظره قريب، وسنرى هل تكهنات دوائر المال والبيزنس صحيحة من عدمه!