لو صحت أرقام المبالغ المالية التى حصل عليها الإعلامى يسرى فودة من مؤسسة «دويتش فيله» الألمانية التى ذكرها الزميل حازم حسين فى سلسلة تحقيقاته الرائعة فإننا أمام كارثة وفضيحة جديدة للذين يتاجرون باسم الحرية حيث كشفت سلسلة التحقيقات عن الدور القذر الذى تلعبه المؤسسة الألمانية، وكيفية تجنيدها للإعلاميين المصريين لتقوم بدور الجزيرة الأوروبية، خاصة أن أغلب القضايا التى تعرض فيها ضد مصر والسبب أن أغلب من يعملون بها هم ذو هوى إخوانى، وهو ما كشفه الزميل فى تحقيقه الرائع، حيث رصد كيفية التعاقد مع سهم من الأسهم المسمومة ضد مصر وهو يسرى فودة الذى باع وطنه «بشوية دولارات» حتى ولو كانت ملايين وبداية الاتفاق الشيطانى بين يسرى فودة وأبالسة دويتش فيله ففى يونيو 2016 أعلنت «دويتش فيله» إنجاز تعاقد مع الإعلامى المصرى يسرى فودة، للظهور عبر قناتها العربية بدءا من 20 يوليو الماضى، إضافة إلى كتابته مقالا أسبوعيا عبر موقعها بدءا من 25 يونيو الماضى، ورحبت قيادات المؤسسة بالتعاقد الذى أنجزه ناصر شروف، رئيس القسم العربى فى «DW»، ألمانى من أصل فلسطينى ويرتبط بعلاقات قوية مع حركة حماس، بعد اتصالات من مدير مكتب المؤسسة بالقاهرة، عماد الدين السيد عبدالله، المحسوب على الإخوان، واستغل «شروف» وجود يسرى فى «بون» لإنجاز التعاقد، خلال حضوره فعاليات منتدى الإعلام الذى نظمته المؤسسة فى الشهر نفسه بحضور 2300 شخص منهم إعلاميون وفنانون وحقوقيون وأكاديميون مصريون.
حلقات الزميل تكشف أن البرنامج الذى تعاقد «فودة» لتقديمه نظير 250 ألف يورو سنويا، وانطلق فى الثالث من أغسطس 2016 متأخرا أسبوعين عن موعده المحدد، بسب اشتراط إدارة القناة لموضوع حلقة البداية وضيوفها، وتقاطع ظروف المواعيد والإجراءات الروتينية للضيف المصرى مع موعد البث، ليس بداية معرفة يسرى فودة بالإعلام الألمانى كما قد يتصور البعض، ولا حتى بالساحة الألمانية بشكل عام، فقد بدأت العلاقة منذ سنوات بعيدة، بتعاونه مع مؤسسة «فريدريش ناومان» الألمانية، التى تحمل اسما لاهوتيا بروتستانتيا شهيرا، وأسسها أول رئيس لألمانيا الاتحادية «تيودور هيوس»، وترتبط بإحدى القوى اليمينية الألمانية، الحزب الديمقراطى الحر، حزب «هيوس» الذى تأسست خلال رئاسته «دويتش فيله» ودائرة الاستخبارات الاتحادية «BND»، ومن خلال هذا التعاون أشرف يسرى فودة على تدريب أعداد من العاملين باتحاد الإذاعة والتليفزيون المصرى، وخلال هذه الفترة تواصل مع إدارة «دويتش فيله»، قبل أن يعود إليهم بعد سنوات طويلة اسما بارزا ووجها أساسيا ضمن كتيبة المؤسسة لتغطية منطقة الشرق الأوسط، ومصر بشكل خاص.لم يعد لدينا شك أن مدعى الوطنية من مراهقى يناير يبيعون كل شىء بحفنة من الدولارات.