الأساور الطبية للعلاج.. نصب يخدع المريض ويسبب التسمم

الأحد، 26 مارس 2017 10:00 ص
الأساور الطبية للعلاج.. نصب يخدع المريض ويسبب التسمم الأساور الطبية - أرشيفية
كتبت آلاء الفقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

انتشرت مؤخرا ظاهرة العلاج بالأساور الطبية التى تعالج الكثير من الأمراض والتى نستوردها من الصين واليابان وغيرهما، وتباع بأسعار مختلفة تتراوح ما بين 120 و300 و600 جنيه، ولم ينتبه أحد عند شراء هذه الأساور إلا لهدف واحد وهو علاج المشاكل الصحية، والحد من الألم الناتج عن مشاكل العمود الفقرى.

 

ومنها أساور التيتانيوم بحجر الجيرمانيوم الطبى التى يبلغ سعرها حوالى 120 جنيها، والأساور الطبية الإنجليزية يتراوح سعرها 432 جنيها، وأساور الطاقة ما بين 300 إلى 600 جنيه، وتكون خصائصها العلاجية كما يوضحون فى إعلاناتهم الآتى: التخلص من آلام الظهر والركبة والرقبة والكتفين والانزلاق الغضروفى والوقاية من تراكم الكولسترول، وتنقية الدم وتنشيط الدورة وخفض لزوجة الدم والتقليل من الإصابة بأمراض القلب والشرايين والسكتة الدماغية وارتفاع ضغط الدم.

 

وفى هذا السياق قال الدكتور أمين عبد الحميد عبد الهادى، استشارى أمراض المفاصل والعمود الفقرى، إن الأساور الطبية ليس لها أى دليل علمى على أنها فعالة فى علاج الأمراض أو الحد من الألم، وهى عبارة عن تجارة لكسب المال والربح واستخدامها فى علاج عدد من المشاكل الصحية والأمراض ليس لها أى دليل من الصحة لعلاج مشاكل العمود الفقرى أو غيره، لأن نسبة مشاكل العمود الفقرى فى العالم تكون 80% ناتجة عن 20 سببا، ومن الاستحالة هذه الأسورة تعالج جميع الأسباب التى تؤدى إلى الإصابة بمشاكل العمود الفقرى، مؤكدا أنها تستخدم كنوع من الإيحاء وليس لها أى دور فى علاج الأمراض أو تخفيف الألم .

 

ومن جانبه قال الدكتور محمد فريد الجندى، أستاذ ورئيس أقسام القلب بمعهد القلب القومى، إن الأساور الطبية وغيرها من الوسائل التى تروج لها الإعلانات بغرض علاج مشاكل القلب وارتفاع الكولسترول وضغط الدم وتنشيط الدورة الدموية ليس لها أى أساس علمى، وجميع المشاكل الصحية المرتبطة بالقلب معروف أسبابها وطرق علاجها والوسائل الطبيعية التى تحد منها كممارسة الرياضة واتباع نظام غذائى غنى بالعناصر الغذائية.

 

أوضح د. محمد فريد الجندى أن استخدام الأساور الطبية بغرض علاج الأمراض بالإيحاء، كما يفعل الصينيون باستخدامهم لبعض الأشياء لعلاج الأمراض والحد من الألم بالإيحاء مثل الأساور التى يتم الترويج لها من الصين، وهى نوع من أنواع النصب بغرض كسب الأموال، كما ينصح البعد عن هذه الخرافات واللجوء للأطعمة الطبيعية وممارسة الرياضة التى تساعد فى الوقاية من الـأمراض والوقاية من المشاكل الصحية.

 

وقال الدكتور شريف عزمى رزق الله، استشارى التغذية وعلاج الألم بمعهد ناصر، إن وزارة الصحة المصرية حذرت من استخدام أو شراء أى أدوية أو منتجات يتم الإعلان عنها عبر القنوات الفضائية وحددت الصحة 5 أنواع من هذه الأدوية منها علاج الدوالى و تسكين الألم والإقلاع عن التدخين وشاى للتخسيس وعلاج لتساقط الشعر، لأن تلك الأدوية غير مسجلة بوزارة الصحة، وغير معلومة المصدر ولها عديد من المخاطر الصحية.

 

وتابع الدكتور شريف عزمى أنه بخلاف جميع العلاجات التى حذرت وزارة الصحة منها إلا أن ظهرت أيضا الأساور التى تلبس فى اليد والسلاسل وما شابه من هذه الأشياء التى تعتمد فى المقام الأول على وجود نقص فى المادة المصنع منها الأسورة أو السلسلة بجسم الإنسان الذى يرتديها فتمده بهذه المادة، فإذا لم يكن هناك نقص ببعض المواد التى تم ذكرها فى جسم الشخص فلا يوجد منها أى فائدة بل على العكس من الممكن أن تؤدى إلى إصابته بتسمم من هذه المادة كالنحاس والفضة والماغنيسيوم.

 

وقال د. شريف عزمى رزق الله إنه على الرغم من تحذير وزارة الصحة من استخدام هذه العلاجات إلا أنه ما زال يتم الترويج لها من خلال الإعلانات لعلاجات تهدد صحة الإنسان دون رقيب عليها، مثل الأصلع صاحب شعر غزير والأدوية التى تعيد الشيخ إلى صباه وأخرى لعلاج الخصوبة والعقم وتأخر الحمل وغيرها من العلاجات الوهمية التى عليها إقبال من كثير البلدان العربية وليس مصر فقط ويندرج فى أذهان الناس تحت مفهوم الطب الشعبى والذى نتج عنه انتهاز البعض لوسائل الطب البديل لركوب الموجة ووهم المرضى بأن ما يقدمونه له أساس علمى.

 

وأضاف أن اتجاه المرضى إلى هذه المراكز والعلاجات نابع من أن الإنسان بطبعه يرفض الاعتراف بأنه مريض ويميل إلى البعد عن تناول الأدوية، خاصة مع ارتفاع أسعارها وعدم وجود نظام تأمينى يكفل توفيرها خاصة الأمراض المزمنة ويسعى نحو من يبعث الطمأنينة فى نفسه، وهو ما تفعله هذه الإعلانات عندما تمنحه بعض الأعشاب وتوهمه بأنها ستحقق له الشفاء، تحت ادعاء أنها إن لم تنفع فإنها لن تضر، وهذا ادعاء باطل، لأنها بالتأكيد يمكن أن تضر، فالأعشاب عبارة عن مواد كيماوية يمكن أن تتخللها ميكروبات وفطريات وسموم، كما أنها غير مستوفاة للأركان العلمية كمدة صلاحية الدواء، والعناصر الفعالة فيها والمواد الضارة والسموم وكمية الجرعة الفعالة والتى قد تؤثر على الصحة العامة للمريض أو المستهلك.

 

كما أشار استشارى التغذية وعلاج الألم إلى أنه بصفة عامة فقد صار الناس الآن معنيين أكثر من ذى قبل بالمحافظة على صحتهم وزاد وعيهم، وقد أوجد هذا الاهتمام طلبا هائلا على منتجات وخدمات تروج للصحة ربما من خلال أعمال تجارية مشروعة تستغل هذه الفرصة السانحة فى تقديم منتجات وعلاجات وخدمات لديها فوائد ثابتة علميا، ولكن فى نفس الوقت أدت هذه الموجة إلى ظهور جمهور لأدعياء الطب والدجالين باسم الصحة، تاركة الناس أكثر تعرضا للوقوع فى شراكهم.

 

وتابع أنه مع التقدم العلمى والتكنولوجى الرهيب أصبح هناك العديد من الأمراض المكتشفة حديثا التى لم يواكبها فى السرعة اكتشافات للأدوية التى تعالجها، لأن العلاج يحتاج إلى وقت لإثبات أمانه وفاعليته، مما أعطى فرصة لهؤلاء النصابين لكى يلعبوا على مشاعر المرضى ويستغلوا معاناتهم الصحية والاقتصادية، مما تزايد معه بصورة هائلة سوء استخدام هذه الوسائل العلاجية والمكملات الغذائية والدجل المحيط بها، لذا يقدم د. شريف عزمى رزق الله بعض النصائح للحد من ظاهر النصب بغرض العلاج والحد من الألم وعدم اللعب بمشاعر المرضى من خلال الآتى..

 

 1.عدم السماح لهؤلاء المدعين بعرض أى منتج إلا بعد الاطلاع على ترخيص وزارة الصحة، وليس رقم التسجيل الذى يعطى كدور لعمل الفحوصات اللازمة لصلاحية وكفاءة المنتج.

2. منع أى شخص الظهور فى أى قناة والادعاء بأنه طبيب متخصص إلا بعد التأكد من ذلك فعلا.

3. وفى النهاية الوقاية خير من العلاج بالتغذية السليمة والرياضة والبعد عن الضغوط العصبية قدر الامكان.

 

الجدير بالذكر أنه فى شهر ديسمبر عام 2013 أصدر وزير التجارة والصناعة الأسبق منير فخرى عبد النور، قرارا بإيقاف استيراد أساور الطاقة وما يماثلها من أساور أو دلايات أخرى، وجاء ذلك بناء لدراسة أصدرتها اللجنة العليا للكشف الإشعاعى طالبت فيها بمنع استيراد تلك المنتجات لوجود نسبة إشعاع عالية بها تؤثر على الصحة، إلا أن على الرغم من ذلك ما زال يتم الترويج لهذه الأساور ويتم بيعها بشارع القصر العينى.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة