إذا أرادت الأوطان التقدم والنهضة فعليها أن تؤسس للمستقبل، ولأن أطفال اليوم هم شباب الغد، فإن ضمان المستقبل يأتى بإعداد هؤلاء الأطفال جيدا لما سيأتى غدا، وهذا ما تفعله سنغافورة التى زرتها للمشاركة فى فعاليات مهرجان «اصنع المستقبل» بدعوة من شركة «شل مصر»، وصناعة المستقبل التى عنى المهرجان بها هى كيفية توفير الطاقة، وكان ربط أطفال سنغافورة بهذه القضية أثناء فعاليات المهرجان مثيرا ولافتا ومؤكدا لنا، أن البلد الذى يدرب أطفاله عمليا على توفير الطاقة لابد أن تثق فى مستقبله.
استمر المهرجان أربعة أيام وطوال ساعات النهار كانت الرحلات المدرسية لمراحل التعليم الأولى إليه لا تنقطع، وزاد عدد المترددين عن الـ30 ألف تلميذ، وجمعت الرحلات بين الترفيه والجدية فى آن واحد، فأرض المعارض التى أقام المهرجان فعالياته عليها تم تخصيص جزء كبير منها لعشرات الألعاب التى تعلم ممارستها توفير الطاقة.
كان الأطفال يلهون بالألعاب فى الوقت الذى تتوالى فيه عمليات التوضيح والشرح، وكل الألعاب تخدم هدفا واحدا هو توفير الطاقة، أو استخراجها من وسائل غير تقليدية كلعب كرة القدم، أو القفز، أو تشغيل طائرة هوائية، أو الدخول فى بالونة كبيرة وتدويرها بطريقة معينة، أو تركيب عربة صغيرة جدا وتشغيلها بالملح، وتشغيل دراجة بالهيدروجين.
كان هناك عشرات من الألعاب والإبداعات الأخرى التى ينكب الأطفال عليها باهتمام يجمع بين الجدية واللهو المعبر عن طفولتهم، وعلى الأرض كان يفترشون الكراسات بقصاصات اللزق يرسموا عليها ما يأتى بهم خيالهم مترجما هدف المهرجان وهو «اصنع المستقبل»، وهكذا قدم المهرجان نموذجا لكيفية إعداد سنغافورة لأطفالها.
على نفس النهج أخبرنا معتز الشربينى نائب رئيس شركة «شل مصر» بأنه قادم من زيارة مركز خاص بتعليم الأطفال لقواعد المرور، وذلك بواسطة التدريب على سيارات صغيرة عبارة عن لعبة، مشيرا إلى أن الذهاب لهذا المركز كان إجباريا على أطفال المدارس، وأصبح اختياريا فى ظل توفر وسائل أخرى تحقق نفس أهدافه، ومع الانضباط الحديدى فى احترام قواعد المرور فى شوارع سنغافورة وطرقها، سنعرف أن السبب ليس فقط فى تطبيق القانون، وإنما فى ممارسة السلوك الذى يتم تدريب المواطن السنغافورى عليه من صغره، مما أهل هذا البلد الصغير للتقدم، وتتطلع مصر إلى التعاون معه، وكان هذا محور نقاشنا مع سفير مصر النشيط محمد أبوالخير فى منزله؟ ونتابع غدا.