نعيش أيامًا صعبة فعلًا، حروب على جبهات متعددة، ومحاولات من الدولة للنهوض والتعافى مدعومة من الأغلبية الصامتة، لكن الأقلية النخبوية تتلبسها الروح الانهزامية على طريقة اليهود لموسى، اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون.
لا أحد ينكر أو يتجاهل، سوى النخبة الانهزامية، أننا نخوض حربًا شرسة على الجماعات الإرهابية المدعومة خارجيًا، ونحقق فيها انتصارات سواء على الحدود الغربية والجنوبية أو فى شمال سيناء الموقع الجغرافى المزروع بالإرهابيين، بهدف تفريغه وضمه لغزة لتحقيق المشروع الصهيونى للدولة الفلسطينية البديلة.
ولا أحد ينكر سوى النخبة الانهزامية العدمية أننا نواجه حربًا ضروسًا لكسر الحصار الاقتصادى الغربى غير المعلن، لكن الفعال ضدنا، وكيف نبذل جهودًا خارقة لتطوير مجالات التعاون بيننا وبين مختلف الدول والتحالفات فى العالم حتى لا تكتمل دائرة الحصار والتركيع ضدنا، والمتأمل فقط فى إفساد صناعة السياحة عندنا، وفى موجات الشائعات ضد السلع الغذائية المصرية لمنع تصديرها للخارج يعرف مدى قذارة الحرب التى نخوضها.
أيضًا، النخبة الانهزامية الافتراضية وحدها تنكر أو تتعامى عن الحرب التى نخوضها لتحقيق التنمية رغم قلة الموارد والإمكانيات والحرب الحتمية لحماية الأمن القومى المصرى، واستعادة الدور الأفريقى والعربى، والحرب اليومية ضد كل أشكال الفساد الصغير والكبير، أما لماذا تصدق وتؤازر الأغلبية الساحقة الدولة فى حروبها الحتمية، بينما تلتوى النخبة وتتفرغ للردح والسخرية على مواقع التواصل، فهذا هو مربط الفرس ونقطة الضعف فى الجبهة الداخلية.
فالنخبة المصرية لضعفها وتهافتها وعدم حضورها فى الشارع، تلجأ دائمًا إلى المعارضة المتشنجة لكل القرارات أو التوجهات الرسمية دون إبداء البديل الذى يمكن اعتماده على أرض الواقع، كما أنها لا تفرق بين النظام الحاكم وبين الشعب المصرى وقضاياه الملحة والحيوية، وهو ما يؤدى إلى تقوقعها فى خندق المعارضة المتشنجة التى ترى وجودها فى التمسك بالمعارضة بما فى ذلك القضايا التى تحتاج إلى الإجماع الوطنى التلقائى، كما فى حالة العدوان الخارجى والحروب والحصار الاقتصادى.
سبب آخر لاضمحلال النخبة المصرية وتراجعها، يتمثل فى غياب الانحياز السياسى الحقيقى لغياب الاجتهاد، وتهافت التعليم فى الجامعات واختراق الأحزاب السياسية وتحولها إلى سبوبات ودكاكين مصالح وغلبة المصلحجية والأنصاف على جميع المواقع فيها، فلم يعد لدينا يسار واضح المعالم له أقطابه وكوادره المتصلة بآخر اجتهادات اليسار فى أوروبا وأمريكا اللاتينية، ولم يعد لدينا يمين بالمعنى العميق للكلمة يدرس التاتشرية والريجانية وما بعدهما، كما يبرز موقفه من غلبة التيارات العنصرية على أجنحة اليمين فى العالم، كما أننا نفتقد إلى تلك التيارات التجديدية، مثل حركة الطريق الثالث التى ازدهرت فى بريطانيا وأوروبا الغربية، على سبيل المثال.
إجمالًا، النخبة المصرية تحتمى بوجاهة المعارضة المتشنجة كساتر يحميها من غياب الاجتهاد وغياب الوجود على الأرض، لكنه ساتر من دخان فى حقيقة الأمر، ويا لها من مأساة لدولة تحاول أن تنهض من أزماتها!
عدد الردود 0
بواسطة:
صفــوت الكاشــف
//////////// أنها حالة من الجهل المتفشى ////////////
أنه اعصار الجهل يضرب كل شىء .. لم تفلح مناهجنا فى تنمية الوجدان وطرق التفكير بطريقة سليمة .أنظر حفل الراقصات العاريات فى حفل تخرج مدرسة ما ! أن البعض قد يقرأ كتابا قديما ممزق الصفحات _ ويحسب أنه قد صار فقيها _ ثم ينقلب إلينا شاهرا سيفه مكفرا المجتمع كله . بينما الجهات المعنية لاترى بأسا _كما يفترض _ ومن ثم لاتكفر هؤلاء .. آخرة الأثافى قيام البعض ببتر يد طالب ربما يكون قد سرق ـ ومن ثم يحسبون أنهم قد أقاموا الشريعة وهم لم يقيموها أو يفهونها إطلاقا (ويالها من فتنة)