قرأت لك.. "الجينات والتعليم".. مقولة "الأطفال يولدون صفحة بيضاء" خاطئة

الثلاثاء، 28 مارس 2017 07:00 ص
قرأت لك.. "الجينات والتعليم".. مقولة "الأطفال يولدون صفحة بيضاء" خاطئة غلاف كتاب "الجينات والتعليم
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"لن يرى الكون شخصًا مثلك مرةً أخرى فى تاريخ الخلق بأسره" بتلك الكلمات لفارتان جريجوريان رئيس مؤسسة كارنيجى فى نيويورك، يبدأ كتاب "الجينات والتعليم: تأثير الجينات على التعليم والتحصيل الدراسى" من تأليف كاثرين آسبرى وروبرت بلومين، ومن ترجمة ضياء ورَّاد، وهو من إصدارات مؤسسة هنداوى للتعليم والثقافة، والذى يحاول كشف جانب مهم عن علاقة الجينات الوراثية بالتعلم، ويقدِّم المؤلفان كتابَهما بأسلوبٍ جذَّاب يُيسِّر فَهْم العلومِ المعقدة من أجل الوصول إلى جمهورٍ عريض، إذ يعتمدان على ثروةٍ من أبحاث عِلْم الجينات السلوكى لتوضيح أنَّ التأثيرَ الجينى ليس كالحتمية الجينية، وكيف أن الجينات تعمل فى تناغُمٍ مع بيئة الطفل.

 ويرى الكتاب أن نظرية أن الأطفال بمجرد ولادتهم هم "صفحة بيضاء" هى نظرية خاطئة بحسب علم الوراثة السلوكى، حيث تمثل تفيد بأن الأطفال جميعًا يُولَدون سواسيةً، بالإمكانات نفسها تقريبًا، ويعتقد الكثيرون أنه إذا أحسَنَ أطفالُهم التصرُّفَ، فهذا مردُّه إلى تنشئتهم تنشئةً سليمة؛ وأنه إذا أحرزوا نجاحًا فى المدرسة، فهذا مردُّه إلى تمتُّعِهم بمدرسين أَكْفاء وآباء داعمين، على الرغم إذا سألتَ أى والدٍ لأكثر من طفل عمَّا إنْ كان أطفالُه صفحةً بيضاء وقتَ ولادتهم، أم أن كلَّ طفل قَدِمَ بمجموعة السمات الواضحة الخاصة به، لا سيما حالتهم المزاجية وشهيتهم واحتياجاتهم وتفضيلاتهم؛ فستسمع الردَّ ذاته: إنهم أفرادٌ متميِّزون منذ لحظة ولادتهم.

الكتاب يأخذنا فى أيضا حول علاقة المهارات الأساسية وخاصة القراءة بالجينيات، وهى حسبما يؤكد المؤلف هى "ارتقاء حديث فى تاريخنا التطورى، ما يجعلها غير فطرية"، لكنه فى الوقت ذاته أشار إلى "قدسية" تلك القدرة عند أغلب الثقافات، قائلا"إذا اضطُرَّ البالغون إلى الاعتراف بأنهم لم يكونوا ماهرين فى الرياضيات، فإنهم يشعرون بنفس درجة الإحراج التى قد تصاحِب الاعترافَ بضَعْف مهارات القراءة، ويوضح الكتاب أيضا قدرة الإنسان على القراءة بحسب الجينات والتى مثلها على هيئة "جرس تقليدى"، بحيث تتأثَّر قدرتنا على القراءة تأثُّرًا كبيرًا بجيناتنا، وعادة ما تتراوح تقديرات قابلية التوريث بين ٦٠ ٪ و ٨٠٪، مما يعنى أن نسبةً كبيرةً من الاختلافات بين الأفراد فى مستوى القدرة على القراءة يمكن تفسيرها بالتأثير الجيني، بينما تُفسِّر البيئة نسبةً قليلة لا تتجاوز العشرين فى المائة.

وحول تغير معدل الذكاء، وتأثره بالجينات أو بالييئة، يرى الكتاب أن معدل اختبار الذكاء يتأثر أكثر وبشكل بالغ القوة بالبيئة المحيطة، وأن الجينات لا تحدد شيئا تقريبا، خاصة النتائج المرتبطة بـ" المرتبطة بالذكاء أو العِرْق أو الجريمة أو الجنس"، بحسب تأكيده، موضحا الجينات مسئولةً فقط عن ٤٠٪ من الاختلافات بين الأطفال من حيث تحصيلهم الدراسي، وثمة جينات مختلفة عن الجينات المؤثرة على درجات القدرة المعرفية العامة.

كما يشير إلى أن الأبحاثُ تؤكد على أن أهداف التعليم المُخصَّص يمكن توجيهها من أجل تحقيق نتائج مثل القدرة المعرفية والثقة بالنفس لجَنْى المنافع، مثلما تُوجَّه إلى الجوانب الأكثر تقليديةً من التحصيل الدراسى كالقراءة والكتابة والرياضيات والرياضة والعلوم.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة