«اللى على راسه بطحة يحسس عليها»، هو مثل عربى اعتدنا أن نقوله على الشخص الذى يقوم بأعمال خاطئة أو بإيذاء الناس، ويظن أن أى حديث يقال حوله موجها له، فهو فى موضع الشك والريبة دائماً، والسبب أنه يدرك جيداً المنزلقات التى وقع فيها، والأخطاء التى ارتكبها، فلا يحتاج أن تقول اسمه، بل تكتفى بالإشارة ولو من بعيد.
هذا ما حدث بالظبط مع إعلاميين مصريين وقطريين وآخرين، تحسسوا الجرح الغائر فى رؤوسهم، عندما تحدثت عن مرتزقة الإعلام المستخدمين من جانب الحكومة القطرية للهجوم على مصر، واختلاق القصص والأكاذيب، فما أن كتبت عن هؤلاء حتى دون أن أذكر أسماءهم جميعاً، مكتفياً بذكر اسمين أو ثلاثة منهم، حتى تحسس الجميع رأسه، وانفلتت مشاعر الكثيرين منهم، وزادوا فى اختلاق القصص الكاذبة، التى لا تنطلى على أحد، بل منهم من لجأ إلى اللجان الإلكترونية التى ترعاها جماعة الإخوان الإرهابية على وسائل التواصل الاجتماعى لتسويق أكاذيبهم وقصصهم الملفقة.
حدث ذلك كثيراً مع إعلاميين، كنا نعتبرهم، حتى وقت قريب، أنهم فى خانة «المحترمين»، لكن فى أول كشف لحقيقتهم زالت عن وجوههم الأقنعة الزائفة، ومن هؤلاء يسرى فودة، الذى لم يتمالك أعصابه أمام الحقائق الموثقة والمؤكدة التى كتبها الزميل «حازم حسين» على صفحات «اليوم السابع» الأسبوع الماضى، عن مؤسسة دويتش فيله الإعلامية الألمانية، والدور المخابراتى التى تقوم به ضد مصر بمساعدة فودة وغيره من الإعلاميين، الذين ارتضوا بيع بلدهم مقابل رضاء الغرب عنهم، فما أن تناول زميلى «حازم حسين» هذه الحقائق، حتى انكشف القناع الزائف الذى كان يرتديه يسرى فودة، فظهرت حقيقته، حينما استخدم ألفاظاً أقل ما يقال عنها أنها «سوقية» فى تعليقاته على ما كتب.
يسرى فودة لم ولن يكون الوحيد الذى أصيب باضطرابات عقلية وجسدية بعدما عرتهم الحقائق، فكل مرتزقة الإعلام باتوا الآن عراة، لا يسترهم سوى ما يحصلون عليه من أموال من الأجهزة التى تقوم بتشغيلهم ضد مصر والدولة المصرية، وهم يدركون جيداً أن الأموال لا تستر عارياً بقدر ما تضفى عليه طبقة شفافة تزيلها أول عاصفة رياح.
يخطئ مرتزقة الإعلام إذا ظنوا أن لجانهم الإلكترونية أو بعض وسائل الإعلام الممولة، سواء فى الدوحة أو أنقرة أو لندن، قادرة على أن تخفى الحقائق أو تشغل الرأى العام عنها، لأن القضية بالنسبة لنا لا تتعلق بأشخاص، وإنما بعقيدة نؤمن بها، ولا يمكن أن نتنازل عنها مطلقاً، مهما حدث، وعقيدتنا أن الدولة المصرية أكبر من أن تهاب مجموعة من المرتزقة أو تخضع لابتزازهم، حتى وإن كان هؤلاء المرتزقة تحركهم أجهزة مخابرات دولية، تحاول العبث فى الأمن المصرى من خلال مخططات قذرة يقوم على تنفيذها مرتزقة.
يخطئ أيضاً حكام إمارة قطر، تميم وحاشيته إذا ظنوا أنهم قادرون على إخضاع مصر، حتى وإن كانوا يملكون ثروة تمكنهم من شراء ذمم وضمائر من لا ضمير لهم، فمصر أقوى من كل هؤلاء، كما أن مصر تدرك جيداً أن هذه المخططات القذرة لا تعبر عن الشعب القطرى الشقيق، الذى سيأتى اليوم وينتفض فيه على هذه الفئة الضالة.