قبل يومين من بدء فعاليات القمة العربية فى الأردن، أعلن مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكى، أن «دونالد ترامب» يدرس بجدية احتمالات نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، وقال فى كلمة له أمام لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية «إيباك»: «بعد عقود من الاكتفاء بالحديث عن نقل السفارة، يدرس الرئيس بجدية نقلها من تل أبيب إلى القدس».
كلام نائب الرئيس الأمريكى موصول بتحركات أمريكية تصب فى نفس الاتجاه، وذلك تنفيذا للوعود التى أعطاها ترامب أثناء حملته الانتخابية، وبلغت هذه التحركات ذروتها فى مطلع الشهر الجارى «مارس» بوصول وفد من الكونجرس إلى إسرائيل لبحث نقل السفارة، وذكرت الصحف الإسرائيلية وقتها، أن وفد الكونجرس أجرى فحوصات دقيقة ميدانية وسياسية لعملية النقل،وأجرى مفاوضات مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتينياهو ومسؤولين إسرائيليين معنيين بهذا الملف.
الوضع على هذا النحو يؤكد أن الإدارة الأمريكية الحالية تأخذ اتجاها مغايرا لاتجاهات الإدارات الأمريكية السابقة فى التعامل مع هذا الملف، والمعروف أن هذه الإدارات كانت تتحسب لحالة الغضب العربى المتوقع حدوثه على الصعيد الشعبى إن أقدمت على حماقة «نقل السفارة»، ولأن هذا الغضب لم يعد ساطعا كما كان من قبل، تتم هذه التحركات الحالية بيقين أنه لا قيمة لأى رد فعل عربى، ويعنى ذلك أننا نعيش فى ظل مأساة عربية تتخطى حدود اللامعقول فى التعامل مع القضية الفلسطينية، كما يعنى أنه لا يفصلنا كثيرا من الوقت أمام خطوة تتويج هذه المأساة بنقل السفارة.
نحن الآن تجاوزنا مرحلة «صمت الأنظمة العربية أمام جرائم إسرائيل»، ودخلنا مرحلة «جهر الأنظمة العربية بفرحها من قوة وعربدة إسرائيل»، وهذا الصمت العربى المريب أمام هذه التحركات الأمريكية شاهد على ذلك، فمجمل التصرفات الرسمية نحوه يؤكد أن الأمر لا يعنيها من قريب أو بعيد.
فى هذه الأجواء يأتى انعقاد القمة العربية اليوم دون اهتمام لائق بالقضية الفلسطينية، ودون رد فعل لائق ومدروس على الخطوة الأمريكية فى حال الإقدام على تنفيذها، صحيح أن هناك مآسى عربية حالية فى سوريا وليبيا واليمن، لكنها لا تنفصل بأى حال من الأحوال عن «فلسطين» فهى أم القضايا العربية مهما تفجرت بؤر صراع فى أى بقعة عربية أخرى.
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
الطرفان
هناك صدام حقيقى بين القمه العربيه ونقل السفاره الامريكيه.. أي الطرفين سوف يتنازل