يوماً تلو الآخر، تتزايد حدة الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة إبريل المقبل، بعد تبادل المرشحين الأوفر حظاً فى السباق الانتخابى تهم العمالة وتلقى الرشاوى والتمويل الاجنبى وغيرها، فى وقت ترجح فيه استطلاعات الرأى فوز المرشح المستقل إيمانويل ماكرون بمقعد الرئاسة متقدماً فى ذلك على 10 مرشحين آخرين أبرزهم اليمينية المتطرفة مارين لوبان، واليمينى الوسطى فرانسوا فيون.
وفى استطلاع رأى أجرته شركة "إبسوس سوبرا ستيريا"، تصدر ماكرون البالغ من العمر 39 عاماً اختيارات الناخبين ، حيث كشفت النتائج حصول المرشحة المتطرفة مارين لوبان على أكبر عدد من الأصوات فى الجولة الأولى من الانتخابات بنسبة 25% مقابل 24% لصالح ماكرون، و18 % للمرشح فرانسوا فيون، إلا أن الاستطلاع أكد أن ماكرون سيحقق فوزاً تاريخياً فى الجولة الثانية ليحصد 62% مقابل 38 % لمرشحة اليمين المتطرف.
وكشف الاستطلاع أن ماكرون سيستفيد فى الجولة الثانية من الكتلة التصويتية المؤيدة للمرشح الاشتراكى بانو هامون، مرجحاً أن تميل تلك الكتلة للتصويت لصالح المرشح الشاب فى جولة الاعادة.
وفى تقرير لها الثلاثاء، قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن وزير الاقتصاد السابق، والمرشح إيمانويل ماكرون مرشح حركة "إلى الأمام" استطاع اقتحام المنافسة بقوة والتصدر فى كل استطلاعات الرأى من أسابيع، حيث يراهن على ناخبين الأقاليم للتأكيد على انه "مرشح للجميع" وليس لشرائح أو فئات معينة، وهو ما نجح فى اثباته وظهر واضحاً فى الإقبال الجماهيرى على مؤتمراته الانتخابية.
وأمام الصعود اللافت للمرشح الشاب ، اشتعلت المنافسة ولجأ خصومه إلى حرب الاتهامات، حيث شكك فرانسوا فيون الذى يواجه تهم فساد تتعلق بزوجته وابنيه، فى وقوف "منافسيه" وراء القضية التى يواجهها أمام القضاء الفرنسى بعدما نشرت صحف فرنسية تسريبات بشأن تلقى زوجته بينيلوب فيون 900 ألف يورو رواتب نظير عملها فى وظائف لا وجود لها فى الواقع.
واتهم فيون كذلك الحكومة الفرنسية بالتنصت على مكالماته الشخصية دون اذن قضائى، وقال فى حوار اجراه مع صحيفة "لوفيجارو" : "نحن فى وضع مقلق ومن المحتمل بحكم الإجراءات القضائية، أن أكون عرضة للتنصت، وخاصة أننى علمت أن الرئيس يتوصل بنتائج التنصت القضائى فى الإليزيه".
أما عن زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان، والتى تعتبر من أكثر المرشحين حظوظا للوصول إلى الدور الثانى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية بـ 25 % من نوايا التصويت، استعملت سياسة الهجوم على خصومها وهو من شأنه تشويه صورة المرشح المنافس وخسارته أصوات تصب ايجابيا لصالحها.
وهاجمت المرشحة صاحبة الفكر المتطرف، خصومها على كل الجبهات أمام خمسة آلاف شخص حضروا تجمعها أمس الأول فى العاصمة باريس، وعلى رأس ضحاياها المرشح ماكرون الذى قالت انه يتلقى تمويل من جهات خارجية.
وفى لقاء مع إذاعة أوروبا 1 الفرنسية، أعلنت لوبان أمس الأول أنها سوف تنظم خلال 6 أشهر من توليها الرئاسية حال فوزها، استفتاء للخروج من الاتحاد الأوروبى، متعهدة أن نتيجة الاستفتاء إذ لم تكن فى صالح الانسحاب من الاتحاد، سوف تعلن تركها للحكم وتترك للفرنسيين الحرية فى اختيار أى رئيس يحل مكانها.
وأضافت لوبان: "سنتغير لأوروبا أخرى، فالفكرة الأوروبية التى تضررت بسبب الاتحاديين ستتفعل وتجدد نفسها فى شكل أوروبا الشعب والأمم سنفقد الاتحاد الأوروبى، لأن الناس لم تعد بحاجة لغطرسة الهيمنة".
وبحسب مراقبين، سوف تكون فرنسا من أبرز الدول الداعمة لروسيا حال تولى لوبان الرئاسة، وخاصة بعد لقائها بالرئيس الروسى الجمعة الماضية، إذ أكدت مارين لوبان موقفها الداعم لرفع العقوبات الاقتصادية المفروضة من قبل الاتحاد الأوروبى على روسيا بسبب دورها فى النزاع الأوكرانى.
وفى الوقت الذى نددت فيه معظم التيارات السياسية الرئيسية فى أوروبا بالدور الذى تلعبه موسكو بسبب النزاع الأوكرانى قالت لوبان إن الاتحاد الأوروبى أثار الأزمة من خلال تهديد مصالح روسيا.
وقالت لوبان إن زيارتها لروسيا لم تكن من أجل النصيحة أو اكتساب شعبية، مثلما يفعل المرشحان الآخران "المستقل ايمانويل ماكرون"، و"اليمينى فرنسوا فيون"، ولكنى توجهت للقاء الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لمناقشة الأوضاع التى تتعلق بالإرهاب، وسبل مكافحته وضرورة التعاون البلدين معاً فى تلك الخطوة التى ستعم بالإيجاب على كل الأطراف، وليس على روسيا وفرنسا فحسب.
ومن جهة اخرى قال المرشح الاشتراكى بنوا هامون الذى احتل المرتبة الرابعة فى استطلاعات الراى،انه يتعرض لـ"طعنات فى الظهر" من الحزب الاشتراكى الحاكم.
وندد المرشح الاشتراكى خلال لقاءه مع قناة فرانس 2، مطلع الاسبوع الجارى هامون بمن يلتحقون بماكرون من قيادات الاشتراكيين. وقال إن "هذا الالتحاق سيكون طعنا فى ظهرى بالسكاكين"، وجاءت تصريحات هامون، فى ظل أنباء عن التحاق رئيس الحكومة الأسبق مانويل فالس، بحركة "إلى الأمام".
وأضاف هامون: "يعتقدون أنهم يعلنون موتى الأسبوع المقبل بعد التحاق مانويل فالس بالمرشح ايمانويل ماكرون لكنهم ينسون أمرا.. أنهم ليسوا هم من وهبونى الحياة، بل التصويت الشعبى". فى إشارة إلى تمهيدات الحزب الاشتراكى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة