وائل السمرى

الصنايعى «عمر طاهر»

الخميس، 30 مارس 2017 06:24 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لن أحدثك عن قيمة العمل التى يؤسس لها هذا الرجل بعد طول احتقار، ولن أحدثك عن التاريخ المهدر الذى يجمع «عمر طاهر» شتاته فى نبل ورشاقة، ولن أحدثك أيضا عن المتعة المترقرقة فى كتابه «صنايعية مصر» أو برنامجه الذى يحمل نفس الاسم على موجة إذاعة نغم إف إم، لكننى سأحدثك عنه باعتباره «الصنايعى» الذى يراعى شروط الصنعة، ويؤمن تمام الإيمان أن «الصنعة» موهبة، وأن الإبداع ليس حكرا على الفن والأدب والمسرح والعمارة، وغير ذلك من المجالات التى نصف العاملين فيها بصفة «المبدع» أو «الفنان» وأن الاجتهاد فى العمل شرط أساسى، وربما وحيد لحفر اسمك وسط «صنايعية مصر» الكثيرين، الذين يتمتعون بموهبة استثنائية تجعل من مسألة الانضمام إليهم أمرا شاقا.
 
فى برنامجه الذى استمعت إليه أمس الأول كان «عمر» يحدثك عادته كأروع ما يكون الحكى، وهذه موهبة أخرى أعتقد أن عمر اكتسبها بعد تعمقه فى التاريخ وهيامه بالحكايات وحبكتها، لكن ما لفت نظرى إليه هو قراءته للكثير من الأشياء العابرة التى لا ينتبه إليها أحد، ففى حديثه عن «الكابتن لطيف» قال إن للطيف ثلاث جمل تصلح لتكون نبراسا للحياة وثوابت من ثوابت التنمية البشرية، أول هذه الجمل «الكورة أجوال»، والثانية هى «الجون بييجى فى ثانية»، والثالثة «الجيات أكتر من الرايحات»، ثم مضى «أبورقية» ليحلل هذه الكلمات ببراعة ورشاقة، متأملا ما قد تحمله هذه الكلمات من معان تغيب عنا.
 
يفسر عمر طاهر كلمة «الكورة أجوال» بطريقة تضعها على قد وساق مع مقولة «الأعمال بالخواتيم»، فالهدف فى الملعب مثل الهدف فى الحياة، والعمل فحسب هو الذى يضمن لك تحقيق هدفك الذى يأتى «فى ثانية» لكنه لا يأتى اعتباطا، بل يأتى بعد دراسة وجهد وعمل، لكن ماذا إذا لم توفقك فى تحقيق هذا الهدف بعد العمل، هنا تأتى الجملة الثالثة، فـ«الجيات أكتر من الرايحات» ولا يأس مع الحياة، وما عليك إلا الوقوف بجانب حلمك لأنك الوحيد الذى تراه، والوحيد الذى يؤمن به، والوحيد القادر على تقييم نفسك واكتشاف مواطن ضعفك وأسباب قوتك، ومن هنا تأتى أهمية المحاولة، ومرة بعد مرة ونجاح بعد إخفاق ستجد نفسك وقد تسلحت بجميع الأدوات التى تمكنك من «صنعتك»، لتصبح مثل «صنايعية مصر» أو مثل «عمر طاهر»، ذلك الصنايعى الماهر الذى يمتعنا دوما بمباراته مع الرداءة التى يقهرها منذ انطلاق صافرة البداية.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة