العملية النوعية التى نفذتها قوات الجيش لملاحقة أوكار الإرهابيين فى منطقة جبل الحلال، كشفت عن كثير من الأسرار والخفايا فى الحرب العالمية التى تخوضها مصر ضد الإرهاب وداعميه فى الداخل والخارج، ولذا لا نبالغ إذا قلنا إنها حرب عالمية تخوضها مصر لإجهاض مخططات دولية تستهدف أمنها القومى، ويقوم على تنفيذها شراذم من المطاريد المجرمين والمجرمين الإرهابيين والمهربين أصحاب المصلحة فى تراجع القبضة الأمنية المصرية على تلك المنطقة الحدودية فى شمال سيناء مع غزة والأراضى الإسرائيلية.
ما أعلنه النائب علاء عابد، رئيس لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، من أن رجال الشرطة والجيش عثروا على هويات خاصة بعناصر وضباط مخابرات من بعض الدول الأجنبية المجاورة وأجهزة اتصال بالأقمار الصناعية فى مغارات جبل الحلال، بالإضافة إلى مبالغ مالية ضخمة جدا تقدر بملايين الدولارات، شواهد تؤكد أن تلك الحرب التى تخوضها الأجهزة الأمنية المصرية، ليست ضد مجموعة من الشراذم المتطرفة فقط، بل تتداخل فيها دول خارجية بأعلى العناصر خبرة فى إدارة العمليات الاستخباراتية والدعم اللوجيستى، وإلا فماذا تعمل هذه العناصر الاستخباراتية الأجنبية فى مغارات جبل الحلال.
النقطة الثانية، كميات الأسلحة المضبوطة ونوعياتها، تكشف بوضوح حجم المؤامرة ضد البلد، فالألغام الإسرائيلية الحديثة وكذا بنادق القنص وصناديق الذخيرة والقنابل الانفجار التى تعود للدولة العبرية، تعنى أن العقيدة العسكرية المصرية لا ينبغى أن يطالها أى تغيير، لأن العدو سيظل هو هو على حدودنا الشرقية، كما كان منذ آلاف السنين وإن تغيرت أسماؤه أو لغته.
النقطة الثالثة التى تثير التساؤلات، هى أسباب وجود عناصر أوروبية وتركية وإيرانية وهويات تدل عليها، وسط المضبوطين من الإرهابيين والمطاريد المجرمين فى الجبل، الأمر الذى يؤكد ضلوع تلك الدول التى ينتمى إليها المقبوض عليهم فى محاولة زعزعة الأمن المصرى بمنطقة شمال سيناء.
النقطة الرابعة، إنهاء الأسطورة التى يروج لها التكفيريون والمهربون من أن جبل الحلال ومحيطه منطقة منفصلة عن الدولة المصرية، ولا تستطيع قوات الأمن اختراقها أو السيطرة عليها، فالفوضى التى أعقبت 25 يناير وجرائم مرسى والإخوان بزرع المرتزقة والمتطرفين فى تلك المنطقة لسلخها عن سيناء لصالح المخطط الإسرائيلى «غزة- العريش»، وصلت لدرجة بث إذاعة «جبل الحلال» التابعة لما يسمى بإمارة جبل الحلال التكفيرية والموجهة لأهالى سيناء، واعتقاد بعض أهالى شمال سيناء فعلا أن منطقة الجبل أصبحت تابعة لمجموعات الإرهاب.. وللحديث بقية.