أكرم القصاص

طاهر البرنبالى نشيد الحياة الطالع

الإثنين، 06 مارس 2017 07:05 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طاهر البرنبالى صديقنا ورفيق سنوات الجامعة وشوارع القاهرة لأكثر من 30 سنة، له مع كل منا حكايات، منذ أوائل الثمانينيات كانت البلد تزدحم سياسة وندوات ومهرجانات، طاهر مع شعراء ومبدعين يطوفون الأقاليم، من قصور الثقافة والأحزاب والجامعات تحتضن ندوات وأشعارا وقصصا، حركة طلابية ساخنة ونشيطة، يتجول الشعراء بين الأقاليم فى الغربية والشرقية والصعيد وبحرى والقناة، نسهر لنعود فى الليل سعداء مبسوطين.
 
انتهت أيام الجامعة، ولم تنقطع صلاتنا، كنت أداعبه «يا طاهر أنت من أصحاب الخطوة» كان يمكن أن أقابله مرتين فى مكانين مختلفين بالقاهرة، مرات التقينا فى الصباح على محطة أتوبيس أول الهرم، كان مبتسما، يمارس عادته فى حل الكلمات المتقاطعة التى يجمعها ندردش ونقضى وقتا، ونفترق على موعد لقاء.
 
طاهر أصدر دواوينه «طالعين لوش النشيد، طفلة بتحبى تحت سقف الروح، طريق مفتوح فى ليل أعمى، طلعت ربيع دار الفؤاد»، وتترات مسلسلات، وأغانى ودواوين للأطفال «مريم وطيور الفرحة، الشمس وردة، بحر ومركب، ورد المحبة، زغاليلو، مراجيح» وغيرها.. وظل يعمل فى الطب البيطرى، واجه أزمة صحية بسبب فيروس الكبد، أنقذه الله منها بتبرع كريم من زوجته، منحته فصا من كبدها.
 
وبالرغم من مرضه عندما توفى الدكتور فؤاد ثاقب أستاذ الكبد الشهير الذى توفى فى حادث مأساوى 2005، تعطل مصعد عمارة فى المعادى، ساعد الدكتور فؤاد سيدات على الخروج وزلت قدمه وسقط فى بئر المصعد، كانت وفاة الرجل مثل حياته، كتبت عن الراحل مقالا «فؤاد ثاقب.. الحكيم»، وكيف كان إنسانا، لم يحول الطب لتجارة، بعد شهور هاتفنى طاهر البرنبالى، وحكى لى كيف كان ثاقب يخدم المرضى الفقراء بلا مقابل ويخصص جهده لهم.
 
قال طاهر إنه قرأ ما كتبته وأنه يريد أن يرد جميلا للرجل الذى كان أحد عوامل إنقاذه فى مرضه، وقال إن أسرة الراحل تريد عمل كتاب تذكارى. وتطوعنا شهورا لتجميع مواد من أسرته وتلاميذه فى مصر وخارجها وصدر الكتاب الذى اخترت له عنوان «الحكيم»، وبالرغم من مرضه كان طاهر يتابع وينسق، وأعطانا قصيدة تصدرت الكتاب، وكانت فرحة طاهر بصدور كتاب عن فؤاد ثاقب مثل فرحة أسرة العالم الراحل.
 
طاهر يعيش بقلبه وأشعاره وأغانيه، لم يفرض نفسه على أحد، لم يطلب شيئا، واجه المرض بصمود وابتسامة. ولم يكف حتى فى شدة المرض عن خدمة غيره، مبدعا يقدم قلبه وما يستطيعه شهامة وحبا، طبت، وبقيت روحك بيننا أيها الصديق الرائع طاهر البرنبالى، نشيد الحياة الطالع. 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة