نائب محافظ الإسكندرية: أسعى للوصول لمنصب المحافظ و"دا مش عيب".. سعاد الخولى: زوجى سبب نجاحى وتجربة "نادية عبده" مكسب للمرأة.. الإسكندرية ليست مقبرة المحافظين.. وتؤكد: "أنا ست بيت ممتازة وبطبخ أجدع من أى طباخ"

جاء عام 2017 ليكون عاما ذهبيا للمرأة، وذلك بعد أن أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن عام 2017 هو عام المرأة، وقد حققت المرأة هذا العام مكاسب كبرى، وتقلدت مناصب عليا وقيادية بالجهاز التنفيذى للدولة إيمانا منها بدورها وقدرتها على تولى المهام الصعبة

أثناء الحوار

والتقى "اليوم السابع" بالدكتورة سعاد الخولى، نائب محافظ الإسكندرية، فى حوار حول تجربتها فى منصب تنفيذى وقيادى يتسم بالصعوبة، والتحديات التى واجهتها خلال ادارة ملفات محافظة الإسكندرية.

بداية.. متى توليت المنصب كنائب محافظ للإسكندرية ؟؟ وما هو التاريخ الوظيفى لك؟

توليت المنصب فى 7 فبراير 2015، يوم حلف اليمين أمام رئيس الجمهورية، وسبق ذلك عدة لقاءات مع المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء السابق، لمناقشة ملفات الإسكندرية وعرض بعض الحلول وأليات مواجهتها، وكنت قبل ذلك أتولى منصب مدير مديرية الزراعة بمحافظة القاهرة وكان لى نشاط كبير فى هذا المجال وإنجازات يعترف بها قيادات وزارة الزراعة فى ذلك الوقت، وقد ساهم عملى فى محافظة القاهرة فى ظهور قدراتى العملية كمسؤل تنفيذى، مما أهلنى لمنصب نائب محافظ الإسكندرية.

الخولى تستعرض ملفات الاسكندرية

أما عن التدرج الوظيفى فقد توليت منصب مدير مديرية الطب البيطرى بالبحر الأحمر لمدة 19 عاما، حيث تقلدت خلالها عدة مناصب، بدءا من مدير مجزر الغردقة وصولا إلى مدير مديرية الطب البيطرى، بالإضافة إلى تولى منصب مقرر مناوب للمجلس القومى للمرأة، حيث كان لى باع كبير فى العمل الاجتماعى والتنموى خاصة فى تنظيم قوافل تنموية إلى حلايب وشلاتين، مما أكسبنى خبرة كبيرة فى العمل التنموى خاصة للمناطق النائية.

وأنا لم أجد أى تحديات فى عملى الميدانى كإمرأة ولكنى واجهت تحديات العمل التى قد يواجهها أى مسئول سواء رجل أو امرأة، وعملى الميدانى السابق أكسبنى صلابة وجرأة على إصدار قرار والتعامل مع نوعيات مختلفة من المواطنين.

الخولى خلال حوارها لليوم السابع

 أطلق الرئيس السيسي عام 2017 عاما للمرأة.. هل ترين أن المرأة أخذت وضعها هذا العام بتولى المناصب القيادية؟

على مدار السنوات السابقة، المرأة حققت مكاسب كبرى فى مختلف المجالات من تولى منصب أول قاضية وصولا إلى منصب أول محافظ سيدة هذا العام بعد تولى المهندسة نادية عبده منصب محافظ البحيرة، بما يعد مكسب كبير للمرأة وسابقة لأول مرة فى مصر تتولى سيدة منصب يتصف بالتلاحم والاحتكاك الجماهيرى المباشر، ولابد من التكاتف والمساندة لإنجاح التجربة والتى سوف تكون سببا فى فتح الباب أمام كل من لها طموح فى هذا المجال

والمرأة فى مصر تقلدت جميع الوزارة وصولا إلى منصب وزيرة وأثبتت جدارتها فى كل المناصب، وتم تعيين 4 نواب محافظين من السيدات وإن كنت أتمنى تصعيدهن جميعا إلى منصب محافظ.

النائب تستعرض تحديات التجربة

توليتى منصب محافظا للإسكندرية بالإنابة 3 أشهر.. كيف تقبلتى تعيين محافظا جديدا بعدها؟؟

أنا توليت منصب محافظ بالانابة، فى عام 2015 لمدة 3 أشهر، فى الفترة أعقبت إستقالة هانى المسيرى محافظ الإسكندرية الاسبق، وتوليت العمل كمحافظ للإسكندرية بالانابة بتكليف من رئيس الوزراء فى وقت كانت الإسكندرية تعانى منه من أزمة، والحمدللة بمساعدة كافة القطاعات بالمحافظة من الصرف الصحى والمياه والاسكان والقوات السلحة والبحرية ومديرية الامن، تمكنا من تنفيذ الخطة العاجلة لرفع كفاءة شبكة الصرف الصحى وصرف مياه الامطار، والحمدللة مر موسم الشتاء بدون أى حوادث تذكر أو خسائر فى الارواح والملفات

و قد مارست عملى كمحافظ للإسكندرية لمدة 3 أشهر إلى أن صدر قرار بتعيين المهندس محمد عبد الظاهر، وتقبلت القرار، ولم أشعر بأى إمتعاض فى حالة تعيين محافظ أخر خلفا لسابقية، فأنا أحترم قياداتى، ونحن لا نملك الا تقبل قرارات الدولة، فنحن نؤدى التكليفات الصادرة لنا، واذا تم تكليف أخر بالمسؤلية فليتولى التكليف وسوف أظل أنا أساعدة، وهو ما حدث أيضا عقب تولى اللواء رضا فرحات منصب محافظ الإسكندرية، خلفا للمهندس محمد عبد الظاهر

أنا أرفض مصطلح الإسكندرية " مقبرة المحافظين "، فكل محافظ يتولى المنصب يعمل ويجتهد ويؤدى كافة التكليفات المنوط بها تنفيذها، ولكن هناك بعض الظروف التى تواجه المسؤل تجعل هناك إختلاف فى الرؤى، يتم على أساسها تغيير المحافظ، وهذا لا يعنى فشل المحافظ السابق، فهناك ملفات عاجلة اذا لم يتم ظهور نتيجة سريعة فى حلها يتم تغيير المحافظ وهذا لا يعنى فشلة، ولكن الظروف المحيطة بهذا الملف تلعب دور فى ذلك

ومحافظة الإسكندرية، محافظة تقع تحت الاضواء وتلك هى مشكلتها الحقيقية، خاصة وأن شعب الإسكندرية ذو طبيعة خاصة، فهو شعب نشيط ومتفاعل جدا فى كل القضايا، شعب يجبر المسؤل على العمل 24 ساعة، وأنا لم أشعر أبدا بالقلق فى تولى منصب قيادى بها، فهى محافظة واعدة تسمح بالعمل، بل وتبرز جهود كل من يعمل بها، بعكس محافظات أخرى، قد يجتهد البعض دون أن يظهر هذا الجهد

حوار نائب محافظ الاسكندرية

أما عن تحديات الإسكندرية فهى محافظة بها بعض التحديات الهامة مثل تحدى توفير الميزانية الازمة لتنفيذ مشروعات التنمية أو الاصطدام بالجهات والوزرات المعنية أو الاصطدام بالبيروقراطية والروتين

و ماذا عما تردد من وجود خلافات شابت العلاقة بينك وبين بعض المحافظين السابقين بسبب الصلاحيات ؟؟

أنا أتعاون مع كل المحافظين بعكس ما يشاع ويردد أن هناك خلافات بينى وبين أى محافظ، أنا لى مسمى وظيفى واضح "نائب محافظ "، وأتعاون مع أى محافظ يتولى المسؤلية، وأقوم بالمهام التى أكلف بها كنائبا لة، وطبقا لقانون الادارة المحلية أنا أتولى منصب محافظ الإسكندرية بالانابة فى حالة غياب المحافظ، بالاضافة إلى تكليفى بملفات محددة وقد قمت بتنفيذها ونجحت فيها

سعاد الخولى

أما أى إختلاف فى وجهات النظر فهو وارد ولا يفسد للود قضية، وانا لا أكتسب صلاحيات بل يتم تكليفى بملفات محددة لتولى العمل بها، ولا يوجد خلاف بينى وبين أى محافظ تولى المنصب، فأى محافظ تولى المسؤلية كان يعلم أنى نائب محافظ كفء ونشيط وكانوا يقابلوننى بالتقدير والاحترام لمجهوداتى بالمحافظة

فور تولى " سلطان " مسؤلية محافظ الإسكندرية.. كيف تم تنظيم العمل وتولى الملفات ؟؟

أنا والدكتور محمد سلطان قد سبق لنا العمل سويا، فقد صدر له قرار تعيين محافظ البحيرة فى نفس يوم تعينى نائب محافظ للإسكندرية، وتعاونا سويا فى ملف مواجهه أزمة السيول، حيث جمعنا العمل سويا خلال تولية المسؤلية فى البحيرة وأنا فى الإسكندرية

و فور تولى الدكتور " سلطان " منصب المحافظ، إلتقينا فى إجتماع مغلق وتم مناقشة كافة ملفات الإسكندرية ووضع أولويات العمل لحل المشاكل ووضع المناطق الاكثر إحتياجا لبدء العمل فى التنمية خاصة أحياء العجمى والعامرية والمنتزة وذلك بسبب وجود قطاع ريفى كبير بهم يحتاج إلى توصيل المرافق

و الدكتور " سلطان " رجل يتعامل بكل أدب وإحترام مع كافة العاملين بالمحافظة، ولدية مدرسة رائعة فى القيادة من خلال تقسيم الصلاحيات وتوزيع التفويضات لخلق فريق عمل متكامل، وهو يقدر عمل النائبة ولة تجربة ناجحة فى البحيرة مع المهندسة نادية عبده

نائب محافظ الاسكندرية

ما هى أهم الملفات التى تم تكليفك بها طوال فترة تولى المنصب ؟؟

توليت أكثر من ملف خلال العامين الماضيين، حيث توليت ملف الحديقة الدولية حتى تركتة فى عهد اللواء رضا فرحات، بعد أن أصدر محافظ الإسكندرية السابق قرارا بنقل الملف إلى اللواء محمد البندارى سكرتير عام المحافظة، بالاضافة إلى ملف مواجهه مياه الامطار ومشروعات الصرف الصحى وكذلك متابعة جميع مشروعات الاحياء ومتابعة كافة الاعمال التنفيذية للمحافظة فى الشارع مع الاحياء والمديريات

هناك بلبلة كبيرة حول ملف الحديقة الدولية مؤخرا.. ما تطورات العمل فى هذا الملف ؟؟

فى فترة تولى الملف، بقرار من محافظ الإسكندرية الاسبق المهندس محمد عبد الظاهر، قام جهاز الخدمات الحكومية بتسعير حكومى للاراضى وتثمين الاراضى وتم ارسال مطالبات لمستحقات المحافظة من مستثمرى الحديقة الدولية، ووسط اعتراضات المستثمرين بسداد تلك المستحقات بالقيمة التى وضعها جهاز الخدمات الحكومية، قاموا برفع الملف إلى لجنة فض المنازعات بوزارة الاستثمار وقمت بمتابعة الملف بالاضافة إلى ملف " أرض كارفور " المتنازع عليها فى الامانة الفنية التابعة للجنة فض المنازاعات وقامت الحافظة بتقديم الاوراق الرسمية الخاصة بالمحافظة وحثييات طلباتها فى سداد المستحقات المالية، إلى أن صدر قرار " رضا فرحات" بنقل الملف إلى سكرتير عام المحافظة، ولم أعرف تطوراتة بعد ذلك

وماذا عن ملف الصرف الصحى ومتابعة المشروعات التنفيذية بالاحياء ؟؟

منذ واقعة الغرق الاولى فى أكتوبر 2015 تم وضع خطة عاجلة لمواجهه مياه الامطار، وهو ما قمنا بتنفيذه حتى الان، وتتمثل الخطة العاجلة فى فتح مصبات الكورنيش وتوسعة للمصارف وتعلية الاراضى المنخفضة ومد طرمبات صرف شفط المياه خاصة غرب الإسكندرية، وتمكنا من الانتهاء من 90% من تلك الخطة ولم تواجهه الإسكندرية أى مشكلة فى شتاء 2016، حيث تم السيطرة على المناطق والبؤر الساخنة فى مناطق " داير المطار" و" نجع العرب " وقرى الجزائر وفلسطين بحى العامرية، بالاضافة إلى السيطرة على بعض مناطق حى العجمى

و كان السبب الاساسى فى نجاح الخطة العاجلة هو مشاركة القوات المسلحة بمعداتها، فالقوات المسلحة تلعب دور عظيم فى تاريخ مصر حاليا، ولولا الدور الذى لعبتة القوات المسلحة لما كان لمصر مكان على الخريطة حاليا، هذا بالاضافة إلى مواصلة تنفيذ مشروعات الصرف الصحى بالمحافظة وتنفيذ خطة الاحلال والتجديد لرفع كفاءة الشبكة

أما فيما يتعلق بمتابعة العمل الميدانى بالاحياء، فأنا أقوم يوميا بالمرور على حى من الاحياء لمتابعة تنفيذ المشروعات التنفيذية به وفق الخطة الاستثمارية، وفى حالة وجود مشكلة أقوم بالتواصل فورا مع رئيس الحى عن طريق جهاز الاتصال الاسلكى الذى يلازمنى 24 ساعة للتواصل وانهاء المشكلة فورا، وكذلك الامر فى التعاون مع مديرى المديريات فأنا أقوم بإدارة ملفات المحافظة المنوطة بإسلوب فريق العمل المتكامل

جانب من الحوار

و ماذا عن ملفات الابنية التعليمية وتوفير السلع الغذائية للمواطنين ؟؟

 ملف الابنية التعليمية لة إهتمام كبير وقمت بالمرور على المدارس لمتابعة أعمال الصيانة بالمدارس المختلفة، ووجدت بعض التقصير وتم إحالة التقصير فى 6 مدارس إلى النيابة الادارية، ومازالت لجان التفتيش مستمرة فى عملها على المدارس

أما بشأن توفير السلع الغذائية للمواطنين خاصة مع إقتراب شهر رمضان المبارك، فقد تم عقد اجتماع مع مديرى المديريات المعنية ورؤساء الاحياء حيث سيتم تنظيم معارض ثابتة توفر جميع السلع الغذائية بأسعار مخفضة، بالاضافة إلى توفير منافذ بيع السلع المتنقلة من اللحوم والدواجن بالتنسيق مع شركة المجمعات الاستهلاكية وسيارات القوات المسلحة كمنافذ للبيع، وسيارات توزيع وبيع الاسماك بأسعار مخفضة بالتنسيق مع هيئة الثروة السمكية

و تلك الملفات تمثل إهتمامى فى الفترة القادمة وذلك بعد العرض وتصديق الدكتور محمد سلطان محافظ الإسكندرية لتوفير السلع الغذائية للاماكن الاكثر احتياجا

هل هناك تنسيق مع نواب البرلمان.. وما نوعية الطلبات المقدمة منهم ؟؟

بالطبع هناك تنسيق مع نواب البرلمان، وعلاقتى بهم طيبة جدا، هناك تقدير وإحترام متبادل، وكل منهم يلجأ إلى المحافظة بطلبات تهم المواطن السكندرى، ولم يتقدم لى أى نائب بطلب شخصى أو غير قانونى، فكل طلبات أعضاء البرلمان هى طلبات تخص المواطنين فى دوائرهم وتقوم المحافظة بإستلامها وفحصها من النواحى القانونية ويتم تلبيتها وفق الامكانيات المتاحة

أخيرا.. كيف تمكنتى من الوفاء بمسؤليات الوظيفية دون التقصير فى دورك كزوجة وأم.. وماهى طموحاتك المرحلة القادمة.؟؟

أنا تعلمت التنسيق فى المجهود والوقت منذ بداية تدرجى الوظيفى، وهو أمر إكتسبتة منذ كنت أعمل طبيبة بيطرية على الدرجة الاولى، حيث توليت رئاسة عدد من المجازر فى عدة محافظات منها القاهرة والسويس والبحر الاحمر والشرقية، وطبيعة عملى كانت تفرض على الغمل فى توقيتات صعبة وكان على تنظيم الوقت والمجهود ولم أكن أقصر أبدا فى واجباتى المنزلية، فأنا أجيد الطبخ " ولا أجدع طباخ "

هذا بالاضافة إلى أن ربنا أنعم على بزوج – رحمة اللة علية – سبب نجاحى فى عملى بسبب دعمة المستمر لى داخل المنزل وخارجة، وتعلمت منه القوة والصرامة حيث كان يعمل لواء شرطة، وأن كان لى الفضل فى تولى منصب نائب محافظ للإسكندرية فالفضل يعود له هذا الزوج والاب الذى كان يفرط فى الحنان على وعلى أولادة، وأنا لدى 3 أبناء ريهام إبنتى الكبرى وهى متزوجة من طبيب جراح وأحمد ومحمد ضباط شرطة برتبة نقيب، ولدى 3 أحفاد من ريهام ابنتى الكبرى لوجين وملك ومازن وهم " قرة عينى" والمسكن الوحيد لكل ألامى

أما عن طموحاتى، فلدى طموحى أن أنجح فى أداء مهام وظيفتى كنائب محافظ والتصعيد إلى منصب محافظ، فالطموح للوصول إلى منصب محافظ " مش عيب" ولا يحسب صراع مع أيا من يتولى منصب محافظ، والطموح أمر جيد وحافز للعمل ومواصلة النجاح والانجاز وأتمنى أن أكون عند حسن ظن القيادة السياسية والمواطن السكندرى.