أكرم القصاص

ذئاب الإرهاب.. مفاتيح تفجيرات كنائس طنطا والإسكندرية بين سوريا وباريس وموسكو

الثلاثاء، 11 أبريل 2017 08:08 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كالعادة بعد كل عملية إرهابية تدور المناقشات والتحليلات حول الإجراءات الأمنية والخطاب الدينى، وغالبا ما يحدث استنفار وتحرك وقرارات، ومع الوقت تتراخى هذه الإجراءات وتعود الأمور لطبيعتها، يحدث اختراق وعملية إرهابية، الهدف منها نشر أكبر قدر من التخويف بين الناس، ووراء تكرار استهداف الكنائس وقتل المصلين بعد طائفى، لكن أيضا تأكيد على ارتباط بداعش وعلاقاته.
 
 ولا يمكن لأحد أن يزعم أن لدى أى دولة فى العالم كتالوج لمواجهة الإرهاب، فى ظل التطورات فى تنفيذ العمليات، وزرع من يسمون «الذئاب المنفردة» وتجهيزهم لتنفيذ عمليات تفجير فى قوات الأمن أو الكنائس، وفى أوروبا واجهت فرنسا وسويسرا وألمانيا العمليات المنفردة، بين تفجير وطعن ودهس، فرنسا التى واجهت أكبر هجوم متعدد فى باريس نوفمبر 2015، وتم فرض حالة الطوارئ فى أعقاب هجمات باريس حتى الآن، ويتوقع أن تستمر الطوارئ إلى يوليو المقبل كما أعلن الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند فى مارس الماضى.
 
ويمكن للبرلمان المقبل أن يستمر بها أو يوقفها، وفى روسيا فإن تفجير مترو بطرسبرج أيضا ارتبط بداعش سوريا.
 
حالة الطوارئ فى فرنسا تمنح الرئيس والحكومة صلاحيات واسعة استثنائية، لا يتيحها الوضع العادى، المفارقة أن من يرون الطوارئ فى فرنسا إجراءا طبيعيا بل ومطلوبا، يتململون ويقعون فى حيرة أمام نفس الأوضاع عندنا، ويضطر بعضهم لإطلاق تعليقات غامضة وإفيهات سطحية، انتقادا لإجراءات يفترض أنها فى مواجهة هجمات أكثر خطورة مما وقع فى باريس نوفمبر 2015. ويكتفى بعض الغاضبين بتعليقات تخلو من التفهم أو حتى تقدم تفسيرا لظاهرة تحمل الكثير من التطورات النوعية، فنحن أمام إرهاب عابر، حتى لو كان منفذوه مواطنين من نفس البلد، أغلبهم تم تجنيده وتجهيزه فى سوريا أو تركيا.
 
وإذا صحت المعلومات الأولية عن منفذى تفجير كنيسة مارجرجس بطنطا، ومارمرقس بالإسكندرية، نحن أمام عمليات منهجية، كلاهما سافر إلى سوريا، وتم تجنيده من داعش، المعلومات غير الرسمية تشير إلى أن منفذ تفجير الإسكندرية أبو إسحاق، من مواليد منيا القمح بالشرقية، سافر لتركيا ثم سوريا وعاد 2013 إلى سيناء، بينما منفذ تفجير كنيسة طنطا «أبو البراء» من مواليد كفر الشيخ ديسمبر 1974. دبلوم صنايع سافر إلى سوريا أغسطس 2013. 
 
وإذا أضفنا إليهما منفذ تفجير الكنيسة البطرسية، نحن أمام أفراد تم تجنيدهم وتفخيخ عقولهم فى سوريا، ومن المؤكد أن هناك أطرافا فى الداخل، وقيادات فى الخارج، فضلا عن أنظمة وأجهزة تدير كل هذا، ومع أهمية الإجراءات الاستثنائية، تبقى هناك ضرورة لوضع قاعدة معلومات عن أعداد وأنواع من سافروا إلى سوريا، لأنهم يمثلون مفاتيح، فضلا عن كونهم قنابل جاهزة للتفخيخ والتفجير، ولا نعرف إن كانت لدينا إحصائيات بأعداد من سافروا إلى سوريا للحرب هناك. ومن عاد منهم أو بقى بالخارج. خاصة أنهم يدخلون من دول أخرى.
 
من هنا تظهر أهمية التعاون المعلوماتى الأمنى إقليميا ودوليا، بشكل يبدو أكثر إلحاحا ومع أهمية الحديث عن الخطاب الدينى، ومواجهة الأفكار والفتاوى المتطرفة لسلفيين أو متعصبين، تمثل الذئاب المنفردة ومن يتم تجنيدهم فى سوريا أو تركيا، وتفخيخ عقولهم بالكراهية والطائفية، مفاتيح لعمليات التجنيد التى تحولهم إلى قنابل بشرية، وهى أخطر أشكال الإرهاب، التى يتوقع نجاح بعضها كل فترة، حتى مع أكثر الأنظمة الأمنية دقة وتركيزا، فى باريس وموسكو وغيرها. 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة