أحمد إبراهيم الشريف

«واعى ضد الإباحية».. مبادرة عربية مهمة

الأربعاء، 12 أبريل 2017 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المتأمل فى الجرائم الغربية وغير المتوقعة التى صرنا نراها ونسمع عنها كل صباح فى مجتمعنا، سيدرك بطريقة ما أن الانفتاح العالمى فى المعلومات والمعرفة والرؤية البصرية والدراما لها تأثيرات واضحة ومباشرة فى صناعة كل ذلك، وأن الإنترنت ومواقعه المختلفة له دور معروف فى تشكيل الوعى، لأنه يعمل على صناعة تصورات جديدة، ربما لم يكن الإنسان يتخيلها من قبل، وعلى رأس ذلك يأتى المحتوى الإباحى.
 
أقول ذلك بسبب انطلاق مبادرة الأسبوع العربى لعلاج إدمان الإباحية، بمشاركة عدد من الشخصيات العامة والمنظمات المجتمعية، تحت عنوان «الأسبوع العربى للتوعية بمخاطر الإباحية»، بشعار «واعى ضد الإباحية»، وذلك فى الفترة من 11 إلى 17 إبريل 2017.
 
ويقول القائمون على الأسبوع إن الهدف من المبادرة توعية المجتمع من خطر الإباحية على الدماغ والعلاقات والمجتمع، وإن هذا الأسبوع بداية انطلاقة للإسهام بشكل جدّى وحقيقى فى التوعية، وحماية مجتمعنا العربى من هذا الإدمان السلوكى الخطير، الذى لا يقل خطره عن إدمان المخدرات، حيث يسمى الكوكايين البصرى «visual cocaine».
 
كما أن المبادرة تهدف إلى تقديم النصيحة والدعم لكل من يعانى من إدمان الإباحية، وكشف زيفها وأسرارها الخادعة، وتوضيح مخاطرها على الدماغ والأسرة والمجتمع، حيث ستتم دعوة شخصيات مهمة لعرض المشكلة عليهم بصورة واقعية وعلمية للوقوف على حجمها وخطورتها، وطرح سبل التعاون بيننا وبينهم لنشر الوعى بمخاطر الإباحية فى العالم العربى.
 
كما يقول القائمون على المؤتمر إنه ستعقبه فى الأسبوع نفسه فعاليات عدة للتوعية بمخاطر الإباحية، تحت اسم «واعى» بعدة محافظات مصرية، سيكون الحضور فيها للجمهور.
 
هذه المبادرة وغيرها من المبادرات التى ترصد التغيرات المجتمعية التى أصبحت تشكل حياة المواطن العربى تنبه لأخطار كثيرة، خاصة أن المجتمع العربى بوجه عام يعانى كثيرًا من الكبت، لأن ثقافته فى مجملها ثقافة محافظة، تقوم على أسس دينية ومجتمعية وعادات وتقاليد لا تقبل بالانفتاح فيما يتعلق بالمرأة والعلاقات الحميمة، وعلى هذا الأساس فإن انتشار المواقع الإباحية، والتعود عليها سيصنع نوعًا من الازدواجية داخل الإنسان العربى، الذى سيفكر فى انحرافات كثيرة، فى محاولة للتعبير عن الأفكار التى حتمًا ستنتج عقب هذه المشاهدات.
 
وأعتقد أن هذه القضايا «الإباحية، وتعاطى المخدرات» وغيرها تزعج الكثير من علماء النفس والاجتماع العرب، أو المهتمين بالشأن العربى، وأنهم يحاولون طوال الوقت تفسير القضايا الناتجة وراء هذا الإدمان، ويبحثون عن الحلول العامة والخاصة لها، ويرجون مساعدة الدولة فى ذلك، ونتمنى أن تساعدهم الدولة فى ذلك.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة