تتواصل قصص الكفاح لأهل النوبة بدايةً من التهجير القديم خلال فترة بناء السد العالى، وصولاً إلى شمال السد وخزان أسوان، وتعد المرأة النوبية وحدها قصة كفاح طويلة استطاعت أن تضع لنفسها سطورًا فى التاريخ النوبى.
"شادية صيام" امرأة نوبية بمحافظة أسوان، كغيرها من النوبيات اللاتى احترفن فن المشغولات اليدوية، تحدثت لـ"اليوم السابع"، عن المنتجات الفنية التى تصنعها وتساعدها فى كسب الرزق الحلال، وتعينها على المتطلبات المادية لحياتها وحياة أولادها.
قالت "شادية"، "أنا امرأة نوبية أبلغ من العمر 60 سنة، أعيش فى قرية غرب أسوان مع زوجى وأولادى الأربعة، ابنتى الكبرى تدرس فى معهد تمريض، ثم ابنى الحاصل على دبلوم فنى زخرفى وحاليا يقضى فترة الخدمة العسكرية، ثم ابنتى الحاصلة على دبلوم تجارة، وأخيراً الابن الأصغر بالصف الثالث الإعدادى".
وتابعت المرأة النوبية الحديث، قائلةً "توارثت مهنة صنع المشغولات اليدوية بخوص النخيل، عن أمى وجدتى، فكانت المرأة النوبية قديماً تستغل منتجات الحياة البيئية المحيطة بها لتصنع منها بعض المشغولات التى تستخدم لأغراض عدة، منها شنط السيدات وحقائب اليد الحريمى والمكانس المنزلية وسجادة الصلاة وطواقى الرأس والمعلقات المنزلية والمفروشات وغير ذلك".
وأضافت شادية صيام، "بدأت فى المهنة منذ مرحلة الطفولة من حوالى 50 سنة، حتى أصبحت مدربة للفتيات والصغار منذ أكثر من 30 عاماً، عندما التحقت بجمعية الغلالاب، والتى تقوم بتسويق المشغولات اليدوية وتشغيل وتدريب السيدات النوبيات على الحرف والمشغولات اليدوية التى تصنع بواسطة خوص النخيل".
وأوضحت المرأة النوبية، بأنها تجمع زحف النخيل وتبدأ فى طلاء كل مجموعة منه بالألوان المختلفة الزاهية التى تجذب انتباه المشترى مثل الأحمر والأزرق والأصفر وغيرهم من الألوان التى تجلبها من العطارين، عن طريق غلى الماء وخلط اللون بالخوص فى إناء واحد، وبعد فترة تقوم بنشره ليجف، وقبل بدء العمل تقوم بإعادته للماء الساخن مرة أخرى حتى يلين ويسهل تشكيله عند العمل.
وأشارت إلى أن طريقة العمل تبدأ بتشكيل ضفيرة طويلة مع اختيار الألوان المناسبة فى كل ضفيرة، وأيضاً اختيار شكل جديد للضفيرة فى كل مرة، وبعد الانتهاء من عمل الضفيرة تقوم بما يسمى بـ"الشبر" حتى يتم تجميع الضفائر وصناعة شنط ومحافظ للسيدات وغير ذلك من الاحتياجات الأخرى التى يتطلبها الزبائن.
ولفتت إلى أن العمل بالنسبة لها يبدأ من الساعة الثامنة صباحاً حتى الخامسة مساءً، وتتحصل على 30 أو 40 جنيهاً فى اليوم حسب متطلبات الزبائن، فمثلاً سعر شنطة السيدات يصل إلى 80 جنيهاً، وذلك بعد أن نجحت فى تطوير عمل الشنط بإضافة الخرز ذات الطابع النوبى الأصيل، مشيرة إلى أنه فى كل عام يتم إبداع فكرة جديدة لشغل الخوص، وهناك إقبال شديد على المشغولات اليدوية النوبية من المصريين والسائحين الأجانب لما تتميز به هذه المشغولات بالأصالة، بجانب عرض الجمعية للمشغولات التى تصنعها السيدات النوبيات فى المعارض المحلية والدولية.
واستطردت المرأة النوبية الحديث، قائلةً "أقوم بتنظيم منزلى على أساس راتب زوجى أما الالتزامات الأخرى التى يحتاجها البيت والأولاد أوفرها من عملى بالمشغولات اليدوية، وعلى مدار الأعوام السابقة أدخر من بيع المشغولات اليدوية لتأمين مستقبل أولادى وبناء مستقبل أسرتنا".
شادية صيام المرأة النوبية المشتهرة بصناعة المشغولات اليدوية
بعض المنتجات اليدوية
بعض الصناعات اليدوية فى النوبة
بعض الصناعات اليدوية فى النوبة
معرض لعرض المنتجات اليدوية
بعض الصناعات اليدوية فى النوبة
جانب من أعمال صناعة المشغولات
خوص النخيل
بعض المنتجات اليدوية من النخيل
بعض المنتجات اليدوية من خوص النخيل