شاركت الدكتورة رانيا المشاط، مستشار كبير اقتصاديى صندوق النقد الدولى، فى الحوار الاقتصادى بين الدول المتقدمة ودول الاقتصاديات الناشئة الذى نظمته مؤسسة "بروجل" الاقتصادية فى العاصمة البلجيكية، بروكسل.
وقالت الدكتورة رانيا المشاط، لـ"اليوم السابع"، إن الحوار الاقتصادى ركز على 3 محاور تشمل كيفية خلق سلاسل إنتاجية دولية "global value chains"، وأثر اتفاق باريس المناخى على اقتصاديات الدول المنتجة والمصدرة للبترول فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والوضع الأمنى فى المنطقة وأثره على النمو الاقتصادى والهجرة من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى أوروبا.
وأكدت "المشاط"، على أهمية سلاسل الإنتاج الدولية كداعم للإنتاجية المحلية وزيادة النمو الاقتصادى، ولكى تصل الدولة إلى الاستفادة من هذا النموذج من الإنتاج، عليها صياغة إطار واضح للسياسة الاقتصادية بما فيها من تحديد الميزة التنافسية فى الانتاج من حيث القوة العاملة والبنية التحتية بالاضافة إلى تكلفة الإنتاج وبالأخص ضرورة الحفاظ على معدلات مستقرة ومنخفضة للتضخم، مؤكدة على أهمية رسم الخطة الاستثمارية وصياغة السياسة الاستثمارية بما يشجع التصنيع والصناعات التحويلية التى تعتبر الأساس فى سلاسل الإنتاج الدولى، ويجب تسليط الضوء على تجمعات إنتاج الصناعات الصغيرة والمتوسطة وتشجيعها هى والقطاع الخاص بما يخدم خلق وتعظيم سلاسل الإنتاج الدولى، بالإضافة إلى تغيير القوانين والتشريعات بما يتسق مع تطبيق المعايير الدولية وحقوق الإنتاج، لافتة إلى أهمية التنسيق بين الحكومات المختلقة لتمهيد الفرص وخلق سلاسل الإنتاج، وتسهيل عمليات التجارة خاصة اللوجستية منها والتركيز على التأهيل المهنى لزيادة الإنتاجية والميزة التنافسية، وقائلة "من النماذج الناجحة صناعة السيارات وقطع إنتاج الطائرات فى المغرب، حيث تقدمت فى خلال 7 سنوات من المركز الثالث بإنتاج 3٪ من سيارات القارة الإفريقية إلى المركز الثانى بإنتاج 45% من إنتاج القارة".
وأكدت "المشاط"، أن المناقشات تطرقت إلى أهمية صياغة سياسات اقتصادية تدعم التحول إلى اقتصاد متنوع لتقليل الاعتماد على العوائد النفطية بعد اتفاق باريس المناخى والذى يحد من انبعاث العوادم الكربونية، فبالرغم من احتمال انتاج وتصدير نفس الكميات من النفط إلا أن بدائل مصادر الطاقة بما فيها الطاقة الشمسية والطاقة المنتجة من الرياح قد تؤدى إلى انخفاض أسعار النفط وبالتالى الإيرادات النفطية، حيث يصبح من الضرورى تبنى إصلاحات هيكلية تشجع القطاع الخاص وتؤدى إلى تنوع الاقتصاد، ويأتى هنا أهمية السياسة الاستثمارية لصناديق الثروة السيادية التى ركزت بشكل أساسى على القطاع العقارى والمضاربات المالية وبالتالى شجعت على خلق اقتصاد ريعى منخفض الإنتاجية، حيث يجب أن يكون من الأولويات الاقتصادية التركيز على التحول الهيكلى لخلق اقتصاد متنوع.
ولفت "المشاط"، إلى أن الحوار الاقتصادى، ركز على سياسات التنمية والهجرة حيث عرضت بعض المقترحات ومنها التطرق إلى الوضع الأمنى، الحوكمة وتقوية المؤسسات الاقتصادية لدعم ريادة القطاع الخاص، وتطوير التعليم وزيادة فرص العمل والتنسيق بين الحكومات لتنظيم عمليات الهجرة.
واختارت كريستين لاجارد، المدير التنفيذى لصندوق النقد الدولى، أن ترفع الستار عن التقرير السنوى لآفاق الاقتصاد العالمى الذى يعده قسم الأبحاث الاقتصادية فى صندوق النقد الدولى فى "بروكسل" تحت رعاية مؤسسة "بروجل".
وفى كلمتها شددت "لاجارد" على أهمية أن تكون السياسات الاقتصادية المحلية قائمة على التنسيق بين السياسات المالية والنقدية والهيكلية فى كل دولة طبقًا لوضعها الاقتصادى.
وحضر الحوار، شخصيات اقتصادية متميزة وصناع للقرار الاقتصادى فى الاتحاد الأوروبى ومنظمة التجارة العالمية ومحافظين لبنوك مركزية وخبراء وممارسين للسياسات المالية والنقدية فى العالم، وخبراء دوليين فى الطاقة والأمن وشوؤن الهجرة.
جدير بالذكر أن مؤسسة "بروجل" "Bruegel"، تعد أحد أهم مراكز الدراسات الفكرية الاقتصادية فى أوروبا، ويرأس مجلس إدارتها، جون كلود تريشية رئيس البنك المركزى الأوروبى الأسبق.
رانيا المشاط مع تريشية رئيس مجلس إدارة مؤسسة بروجل الأوروبية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة