أكد الدكتور شوقى علام – مفتى الجمهورية – أن التجربة المصرية حافظت على وحدة الشعب المصرى وسلامة أراضيه، على الرغم من كثرة المخططات الإرهابية الفاشلة التى حاولت النيل من سلامة مصرعبر التاريخ.
جاء ذلك خلال كلمة أمام مؤتمر "دور المؤسسات الدينية فى بناء السلام الداخلى ورأب الصدع" الذى يُعقد حاليًّا فى دولة لبنان الشقيقة.
وأضاف فى كلمته أن الخطر الداهم الذى يتمثل فى انتشارالتنظيمات الإرهابية المتطرفة، وإشعال فتيل الأزمات الطائفية بين أبناءالوطن الواحد، والتمهيد للحروب الأهلية المستعرة التى لا تبقى ولا تذروتعمل على شرذمة الشعوب وتفتيت الأوطان، لَيدعونا جميعا أن تتكاتف جهودُنا وتستنفد طاقاتُنا فى وأد هذه الفتن وإخماد تلك النيران التى تهدد سلامة الأوطان، (إن الله يحب الذين يقاتلون فى سبيله صفا كأنهم بنيانمرصوص) وإذا لم يقم علماء الأمة الإسلامية بهذا الجهاد العظيم فمن ذاالذى ينافح عن أمتنا ويزود؟
وتابع مفتى الجمهورية أنه لا شك أن تهديد الوحدة الوطنية، تهديد للأمن والاستقرار الذى تنعم به شعوبنا العربية والإسلامية، وإن إلقاء نظرةعابرة على العالم من حولنا لكفيلة بأن توضح لنا تمامًا ما تفعله الطائفية الدينية أو العرقية بالشعوب، وكيف استهان البعض بقضية الحفاظ على وحدته الوطنية حتى خاض فى غمار فتنة الطائفية فتمزقت الأوطان وهددت الأديان وشردت الشعوب وفُرض العنفُ والتشددُ ووجدت جماعات الإرهاب فسحة من الوقت لتنشر ما تريد من دمار وخراب.
وبيَّن مفتى الجمهورية أنه لهذه الأسباب لا بد أن نعيد النظر فيثقافتنا وفى موروثاتنا وفى مناهجنا وتراثنا، وأن نعيد صياغة ما يعكرصفو وحدتنا الوطنية على نحو صحيح وأن نستخرج من هذا المخزون الفكرى ما يدعم وحدتنا الوطنية ويؤدى إلى متانة العلاقات القلبية والروحية بين كل مكونات الأمة بمسلميها ومسيحييها.
وحول نجاح التجربة المصرية للتصدى لأى لبذور الطائفية أكد مفتى الجمهورية أن وجدان الشخصية المصرية وسماتها لا يعرف أى مظهر من مظاهر التباين الطائفى والجنوح إلى العنف والعدوان، لأنها شخصية تتميزبالسماحة واحترام الخصوصيات الثقافية والحضارية عبر التاريخ، ولذا كانت مصر صاحبة أعمق تجربة تاريخية ناجحة فى التعايش والمشاركة فى الوطن الواحد بين أصحاب الأديان المختلفة.
واختتم كلمته بقوله إن سمات الشخصية المصرية سمات نبيلة وأخلاق راقية تنطلق من أن اختلاف الناس فى ألوانهم وأجناسهم ولغاتهم وعقائدهم ما هو إلا آية من آيات باهرة للخالق سبحانه ودلالة على اتساع مجال العمران فى هذه الحياة.