قال تقرير البنك الدولى اليوم، إنه لا يتوقع أن ترتفع أسعار النفط إلى مستوى أعلى من 50 دولارا للبرميل على المدى القريب، مشيرا إلى أن السوق شهد تغيرا جوهريا حيث أصبح منتجو النفط الصخرى فى الولايات المتحدة، وليس أوبك، هم المتحكمون فى الأسعار.
وأضاف تقرير البنك الدولى، بعنوان "المرصد الاقتصادى لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" أنه تتأثر أسعار النفط بالعرض والطلب والمخزونات النفطية ، وإن كانت الأخيرة تعتمد اعتماداً مباشراً على التقلُّبات فى سوق النفط ، فارتفاع مستويات المخزون سيضع ضغوطا على أسعار النفط نحو الهبوط، وإذا لم تنخفض مخزونات النفط فإن أى ارتفاع محتمل للأسعار سيكون مقيَّداً بحدود قصوى. ومازال هذا هو الوضع فى سوق النفط منذ يونيو 2014 عندما هبطت الأسعار بواقع الثلثين من 140 دولارا للبرميل إلى أقل من 50 دولارا فى الوقت الراهن.
وأشار إلى أنه فى خطوة تهدف إلى تحقيق التوازن بين العرض والطلب، وافقت منظمة البلدان المصدِّرة للنفط "أوبك" على أول تخفيض حاد خلال 8 سنوات بخفض الإنتاج نحو 1.25 مليون برميل يومياً ليصل سقف إنتاجها إلى 32.5 مليون برميل يومياً، مع تحمُّل المملكة العربية السعودية الجزء الأكبر من هذا التخفيض، وذلك بخفض إنتاجها 680 ألف برميل يومياً.
ولقى هذا التخفيض تأييداً من جانب منتجين للنفط من خارج أوبك، أبرزهم روسيا، مما أدى إلى خفض إجمالى الإنتاج بواقع 1.8 مليون برميل يومياً اعتباراً من 1 يناير 2017 .
أوضح أنه ورغم نجاح هذه الخطوة فى رفع الأسعار لفترة قصيرة بعد الإعلان عنها، فإنها فشلت فى الحفاظ على هذا الزخم. ومنذ أواخر فبراير، تحاول الأسعار تجاوز مستوى 52 دولارا للبرميل رغم وجود امتثال شبه كامل بين أعضاء أوبك وخارجها للالتزام بحصصهم المخفَّضة.
والسبب الرئيسى فى ذلك هو مرور السوق بتغيير جوهرى حيث أصبح منتجو النفط الصخرى فى الولايات المتحدة، وليس أوبك، هم المتحكمون فى الأسعار.
فمنذ أوائل عام 2017 ، استمر نمو إنتاج النفط الصخرى فى الولايات المتحدة بوتيرة غير مسبوقة، معوِّضاً نقص إنتاج أوبك فى السوق. فارتفاع أسعار النفط أعلى من 50 دولارا للبرميل "تكلفة التعادل" يحفِّز منتجى النفط الصخرى الأمريكيين على زيادة الحفارات، وهى مؤشر بديل للنشاط النفطى، وكذلك زيادة الإنتاج. فعلى سبيل المثال، زاد إنتاج النفط من حوض بيرميان، الذى يغطى أجزاء من غرب تكساس وجنوب شرق نيومكسيكو، إلى 53 ألف برميل يومياً فى فبراير 2017 ويُتوقع أن يقفز إلى 70 ألف برميل يوميا فى مارس.
ويُتوقع أيضاً أن يرتفع إنتاج النفط الصخرى فى إيجل فورد ارتفاعاً كبيراً بواقع 14 ألف برميل فى مارس ليصل إجمالى الإنتاج إلى مليون برميل يومياً.
وامتدت تأثيرات التطورات الأخيرة فى سوق النفط إلى سوق العقود الآجلة حيث يجرى تداول عقود النفط عند أقل من 50 دولارا للبرميل -49.25 - 49.77 دولار، و 50.20 دولار للتسليم فى أبريل ومايو ويونيو على التوالى - مما يشير إلى أنه لا يُتوقع قريبا أن ترتفع أسعار النفط إلى مستوى أعلى من 50 دولارا للبرميل
وفى ظل هذه الظروف ومع غياب وقوع صدمة فى الطلب أو عدم السحب من المخزونات، ستظل السوق مدفوعةً بجانب العرض وستُقيَّد أى محاولة لرفع الأسعار على الأقل حتى نهاية هذا العقد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة