أكدت الدكتورة هبة يوسف، أستاذ ورئيس قسم الطب الشرعى والسموم الإكلينيكية بكلية الطب جامعة بورسعيد، أن تناول الوجبات مثل الأسماك المملحة، وعلى رأسها الفسيخ قد تهدد حياة الإنسان حيث تكمن خطورة التسمم بالفسيخ أنه يتسبب فى الإصابة بميكروب بكتيرى لا هوائى يعيش فى التربة، والرواسب البحرية وعلى الأسطح غير النظيفة ويسمى "الكلوستريديم بوتيوليزيم".
وقالت د. هبة: "يتميز هذا الميكروب بتكوين حويصلات فى الظروف غير المناسبة مثل الحرارة والحموضة الشديدة، وعدم وجود الأوكسجين، وأثناء وجود الميكروب داخل الحويصلات تقوم بالتكاثر، وإنتاج مادة شديدة السمية، حيث إنها من أخطر وأقوى المواد السامة التى تبعث بإشارات تصل بين العصب والعضلة".
الليمون
وأضافت د. هبة أن هذه الإشارات تتحد مع الاستيل كولين قبل وصوله إلى هدفه، وتمنع إفرازه مما يؤدى الى أعراض عصبية شديدة عبارة عن قىء، وإمساك شديد ثم يحدث شلل تنازلى تدرجى يبدأ بالعضلات اللاإرادية بالجفون مصحوبا بتدلى الجفون، وزغللة بالعين بسبب اتساع حدقة العين وإصابتها بالضعف وشلل عضلات الوجه ويحدث فقدان فى تعبير الوجه ثم العضلات المسئولة عن المضغ والبلع، بالإضافة إلى صعوبة فى الكلام ثم يمتد الضعف والهزال إلى ارتخاء فى عضلات الرقبة، ثم عضلات الأطراف العلوية، بداية من الكتفين حتى الساعدين ثم الأطراف السفلية بداية من الفخذين وحتى القدمين وصولا فى حالات التسمم الخطيرة إلى عضلات التنفس، مما يؤدى إلى صعوبة التنفس وزيادة غاز ثانى أكسيد الكربون، ونقص غاز الأوكسجين وزرقة بالوجه والشفتين، لذا يجب أن يتم إسعاف المريض سريعا، وإعطاؤه المصل المضاد للميكروب.
البصل
وقالت د. هبة إن التشخيص الخاطئ قد يؤدى الى الوفاة، موضحة أن الأعراض تتشابه مع الأمراض العصبية، والارتفاع الشديد فى ضغط الدم، والجلطات، وللأسف يظل يعانى المريض من الأعراض حتى يتم تشخيصه جيدا.
االرنجة
وأشارت د. هبة إلى أن الوقاية خير من العلاج، حيث إن الوقاية هى الأفضل وذلك باتباع الآتى:
أولا: استبدال الفسيخ بالرنجة، حيث يتم حفظها بالتدخين، وليس بالتمليح، وتنصح بإضافة الليمون، حيث إنه يمنع تأثر البكتيريا الخطيرة.
ثانيا: الإكثار من تناول المأكولات الطازجة مثل الخضرلوات الورقية، كالخص، والخيار، والجرجير والجزر، والموالح مثل البرتقال، والليمون، والإكثار من شرب المياه للتخلص من الأملاح الزائدة.
ثالثا: تناول المشروبات والعصائر الطازجة والمحتوية على فيتامين سى مثل الجوافة وعصير البرتقال، لاحتوائهما على مضادات للأكسدة، ويساعدان على هضم البروتينات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة