ضجيج مفاجئ يزداد صخبا كلما اقترب، نشعر به أكثر التساقا بنا مع مرور الوقت، يصل إلى ذروته فيخترق دائرتنا الصغيرة المتحلقة حول شاشة التليفزيون، نركض للخارج لنرى سبب ذلك الضجيج، أصوات دفوف نميزها من بين الهتافات قبل أن نصل إلى الشارع، من الممكن أن تكون زفة عروسين يحتفلا مع الأهل بالوصول لبيت الزوجية، دائرة ملتفة حول العروسين تحجب عنا الرؤية، نشُب على أطراف أصابعنا نحاول أن نخترق بعيوننا الحصار المفروض حول العروسين، نلمح طرف ثوب أبيض نتهلل فرحا بالتأكيد تلك هى العروس ننتظر أن يتزحزح أحد الشباب ليفتح ثغرة فى الدائرة المحكمة حول العروسين.
فجأة تنفك الدائرة عن آخرها وتعلو طرقات ضاربى الدفوف، نضحك مبهوتين فالعروس ليست إلا حمارا صغيرا دثره الشباب بغطاء أبيض دنسوا بياضه الناصع بخطين طلاء أحمر رخيص. .
اتضحت الصورة الآن.. لم يكن حفل زفاف لكنها زفة للنادى الأبيض بعد هزيمته أمام الأهلى فى مباراة انتهت منذ دقائق فى الدورى ، وقتها لم تكن كرة القدم على قائمة اهتماماتى الصغيرة ، اعتدنا بعدها مشاهدة زفة النادى المهزوم بعد كل مباراة ، فى الحى الشعبى الذى انتقلنا إليه حديثا ، وفى محاولة للابتكار ، بعدما فاز الزمالك رد أنصاره بزفة أكثر صخبا وضجيجا وحمار يُرثى له فى ثوب أحمر، يتقدم الضجيج شاب يهزم ظلام الشارع - المهدود كمدا بخسارة الأهلى- بإشعال النيران فى مبيد الحشرات فيتحول الهواء المعبأ بالمبيد إلى كتلة نيران تُضئ درب المسيرة المنتصرة الشامتة.
بعدها بسنوات كان حسام حسن ضيف فى برنامج تليفزيونى يتحدث فيه بحزن عن مشكلته مع النادى الأهلى، استمعت جيدا للقاء وعرفت باختصار أن الأهلى لا يريد حسام وإبراهيم ضمن صفوفه.
تردد كثيرا خلال اللقاء اسما ثابت البطل وصالح سليم لا أعرف البطل بالطبع لكنى أعرف أن صالح سليم هو بطل فيلم الشموع السوداء، كانت كرة القدم لى لا تعنى الأهلى أو الزمالك أو حتى المنتخب، بل هى حسام وإبراهيم حسن، والسبب فى ذلك أنهما كانا لى التجسيد الواقعى لأسطورة التوأم المتشابه ، نعم كانت بالنسبة لى أسطورة حتى شاهدتهما صدفة فى إحدى مباريات الأهلى، قبلهما كان التوأم فى الأفلام أو المسلسلات مجرد صورة باهتة مكررة للممثل، نفس الممثل يقوم بالدورين، كنت اعتبر وجود شخصين بنفس الشكل يصعب التفريق بينهما معجزة تجسدت فى حسام وإبراهيم حسن.
كيف للأهلى أن يمنع تلك الأسطورة من اللعب، يومها بدأ اهتمامى بكرة القدم مع توقيع حسام وإبراهيم لنادى الزمالك فاخترت مخالفة الجميع وتشجيع الزمالك، فتحت مدرسة الفن والهندسة أبوابها أمامى مع لمسات حازم إمام السحرية ومراوغات خالد الغندور الماكرة وأهداف العندليب عبد الحليم على الهداف التاريخى لنادى الزمالك برصيد 138 هدفا.
مع انتقال التوأم للزمالك بدأ ما عرفت بعد ذلك أنه كان عصرا ذهبيا بكل المقاييس لنادى الزمالك، لعب التوأم 4 مواسم من عام 2000 حتى عام 2004 ساهما خلالها فى لقب الدورى العام 3 مرات مواسم (2000/2001 و 2002/2003 و 2003/2004) ولقب كأس مصرعام 2002 ولقب دورى الأبطال الأفريقى عام 2002 ولقب السوبر الأفريقى عام 2003 ولقب السوبر المصرى 3 مرات ولقب السوبر المصرى ـ السعودى مرة واحدة ولقب وحيد لكأس الأندية العربية لأبطال الدورى ، بإجمالى 11 بطولة مع الفريق خلال أربعة سنوات، حتى بعد انتقال التوأم للمصرى بقي الزمالك الهوية الرياضية المعتمدة لى، مع تمنيات التوفيق لهما فى بورسعيد.
فى أول يوم للدراسة ذهبت إلى كلية الإعلام جامعة القاهرة بحماس يكفى القلعة البيضاء لإحراز الدورى عشرة مواسم قادمة لم يكن حماسا للدراسة أو أول خطوة فى تحقيق حلم العمر بالعمل فى الصحافة ، كان حماسا لرؤية دكتورة ماجى الحلوانى عميدة الكلية والدة إمام الموهوبين أيقونة نادى الزمالك حازم إمام، أذكر أول مرة وقعت عينى عليها ابتسمت فى بلاهة وكأنى اكتشفت أمر خطير، وكررت لنفسى فى همس حازم يشبهها كثيرا.
عندما يسألنى أحد فى استنكار أنت زملكاوية؟ أرد بثقة نعم زملكاوية أضغط على حروف الكلمة لأنفى عن نفسى شبهة التردد أو الوصم بتشجيع فريق آخر أقولها بفخر واعتزاز وكأننا أبطال دورى وكأس وأفريقيا والكوكب عشر مواسم متتالية، ثقة واعتزاز أحاول أن أنسى بهما غياب البطولات عن الفريق لسنوات طويلة، ثقة واعتزاز كمخالب قطة متحفزة للدفاع عن قرارها الشخصى أن تكون زملكاوية للرد على مكايدة الأهلاوية التى لا تنتهى بعد كل خسارة للزمالك أو تعادل.
أحيانا كثيرة أسال نفسى لماذا يتمسك الزملكاوى بتشجيع نادى لا يحقق بطولات، تشجيع فريق لا تضمن فوزه حتى فى أحسن حالاته لأن الزمالك فريق لا يمكن أن تثق فى فوزه حتى لو كانت مباراة ضد تليفونات بنى سويف ، فالزمالك فريق غير مضمون دائما يفاجئك بالهزيمة دون سابق إنذار أو بالتعادل فى المباريات الحرجة ، فريق يتفنن فى التنكيد عليك كثيرا وترتضى منه بطولة كل عقد من الزمان .
حاول الكاتب الساخر عمر طاهر فى كتابه زملكاوى تفسير زملكاوية الإنسان فقال: سيقولون لك اخترت تشجيع الزمالك حتى تبدو شخصا مختلفا ومتميزا، بحثك عن الاختلاف ليس عيبا وهو أمر الفخر به واجب، لأن الكون يتحرك بسحر المختلفين.
أو أنك تحب الزمالك لأنك ترى نفسك فيه الموهوب العشوائى المحب لما تفعله دون أن تشغل بالك بالنتائج أنت المشغول بجماليات المهنة أكثر مما تجنيه من المهنة نفسها.
شخصيا اعتقد أن الحب من غير أمل أسمى معانى الغباء لكن مع الزمالك كل شىء يختلف.
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
أهلي وزمالك
طيب نعمل استبيان .. مين م يحبش اهله..... سيبك من الزمالك ... مين غاوي عكننه .. مش كويس كده العرسان الأهلاوية يزعلوا
عدد الردود 0
بواسطة:
تامر
انا من عشاق نادي الزمالك
لانه نادي عريق نادي الوطنية المصرية النادي الوحيد الذي يتحدي النادي الأهلي مع العلم ان اغلب الأهلوية يشجعون الاهلي لانه يحصد البطولات حتي لو بالكوسة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
الكوسه والقرع
الكوسه والقرع عندنا من 100 سنه محتاجين سبانخ كلها حديد