تمر اليوم الذكرى الثانية على رحيل الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى، الذى رحل فى 21 أبريل 2017، والأبنودى الذى أجاد التعبير عن النفس الإنسانية والمجتمع المصرى والعربى، كانت عينه دائما على اصطياد الشعر من الواقع الذى يعيش فيه، لذا رصد عددا من الشخصيات وقدمها فى قصائد:
أحمد سماعين
"الناس فى بلدنا يا اخوانى بتعامل الاسم/ والاسم فى وسط الرجالة بوزن/ ابقى جيفة/ لكن لازم تبقى من بيت مين/ الحرامية فى أبنود.. برائتهم أساميهم/ القرش فى أبنود يا اخوانى هو اللى خلى العمدة يقنى فى زريبته سماعين/ إذا كنت باخترف يا عويضة/ ولا أنت يا عب جواد، عندى أن القرش -إن جانى- لا ليه سكة مرسومة ولا ميعاد"
لـ عبد الرحمن الأبنودى ديوان رائع "أحمد سماعين سيرة إنسان" والبطل الحقيقى لهذا الديوان، حسبما ذكر محمد توفيق فى "اليوم السابع" أنه "محمد مصطفى" ابن عم الأبنودى، مات أبوه، وتزوجت أمه "نوارة" من عمه، فظل مع جدته يشاغبها وتدعو عليه بالطاعون، وبأن يعمى فلا يرى تحت رجليه.
يامنة
"إذا جاك الموت يا وليدى موت على طول، اللى اتخطفوا فضلوا أحباب صاحيين فى القلب كإن ماحدش غاب.. واللى ماتوا حتة حتة ونشفوا وهم حيين.. حتى سلامو عليكم مش بتعدى من بره الأعتاب".
يامنة هى عمة عبد الرجمن الأبنودى، التى روى حياته معها فى قصيدة تحمل اسمها، بدأت بعتاب العمة لابن أخيها: "والله وشبت يا عبدالرحمن، عجزت يا واد.. ميتى وكيف، أصل اللى يعجز فى بلاده غير اللى يعجز ضيف".
حراجى القط
"الجوهرة المصونة/ والدرة المكنونة/ زوجتنا فاطنة أحمد عبد الغفار/ يوصل ويسلم ليها
فى منزلنا الكاين فى جبلاية الفار/ أما بعد/ لذا كنت هاودت كسوفى ع التأخير/ سامحينى يا فاطنة فى طول الغيبة عليكم/ وأنا خجلان.. خجلان.. وأقولك يا زوجتنا أنا خجلان منكم.. من هنا للصبح".
مجموعة رسائل كتبها "الأبنودى".. والأسطى حراجى القط رجل لم يخرج من القرية إلا إلى أسوان للعمل فى السد العالى، كان راضيا بحاله ورزقه من عمله اليومى، قانعا بحب زوجته وابنة خاله فاطنة أحمد عبد الغفار.
ويقول الأبنودى عن "حراجى" إنه شخصية حقيقية بالفعل عرفه صبيًا عندما جمعتهم سويًا شوارع أبنود يلعبان فيها صغارًا، ثم فرقتهم الأيام.
الخواجة لامبو
"الخواجة لامبو مات/ الضباب كان بات ليلتها ع القزاز/ كانت القرية اللى مات فيها الخواجة لامبو نايمة ع الجليد"
الخواجة لامبو رجل إسبانى ذهب إلى قنا عام 1936 هروبا من الحرب الأهلية الإسبانية، والتى استمرت لمدة 3 سنوات فى مدريد، ليستقر فى وطن غير وطنه وبلدة غير بلدته، وهى البلدة التى شهدت مولد الشاعر الأبنودى ليخلده بقصيدة شهيرة باسمه "الخواجة لامبو" التى يكشف فيها أوجه الصراع بين الأغنياء والفقراء فى طبقات المجتمع.
"عبدالعاطى".. الاسم المشطوب
كتب عبد الرحمن الأبنودى قصيدة الاسم المشطوب إلى البطل المصرى عبد العاطى أحد أبطال 1973 والذى مات دون أن يلقى رعاية كافية من الدولة:
"نرحل سوا/ أنا وانت والوطن الحبيب/ ونسيبها للوطن الغريب/ نسيبها للوطن المريب/ لديب بيحرس الجياع/ والوهم إذا كشكش..بيزداد اتساع/ وانت العريس اللى بنيت المجد بإيديك الجمال/ وبقيت دريس طاو فى الخيال/ وكئن حربك النبيلة لعبه لعبوها العيال/ لعبوها ع الساكت/ اتمرمغت الصفحة اللى فيها اسمك".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة