يوسف أيوب

تميم المغلوب على أمره أداة يحركها الأتراك والموساد و«موزة»

الأحد، 23 أبريل 2017 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يخطئ من يظن أن تميم بن حمد، أمير قطر يملك من أمره شىء، فهو دائماً مغلوب على أمره ممن حوله، وممن يتولون توفير الحماية له، فمن الصعب أن نحمله المسؤولية الكاملة عما يحدث فى المنطقة من إرهاب وانتشار للميليشيات المسلحة الإرهابية، وألا نكون كمن نبحث فى الطريق الخطأ، ونترك الفاعل الحقيقى.
 
تميم ما هو إلا أداة فى يد آخرين يحركونه كيفما شاؤوا، لأنه فى النهاية لا يملك أى فكر أو استراتيجية يسعى لتطبيقها، ودوره الأساسى أنه منفذ فقط لكل ما يطلب منه، وقد روى لى أحد الدبلوماسيين العرب حواراً دار فى الرياض بين العاهل السعودى الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز وتميم، فى حضور قادة دول الخليج، حيث حاول تميم وقتها إثناء السعودية والإمارات والبحرين عن قرارهم بسحب سفرائهم من الدوحة، ووقتها حدد العاهل السعودى الراحل لتميم مطالبه بأنه يكف عن دعم جماعة الأخوان الإرهابية، وأن تغير قناة الجزيرة منهجها المعادى للدول العربية وخاصة دول الخليج، وأن تكف الدوحة عن تمويل الجماعات التى تثير القلاقل فى دول الخليج، وقتها نظر تميم للملك عبدالله وطلب منه وقتاً للرد، فسأله الملك عبدالله ولماذا تحتاج الوقت، فقال لكى أعود إلى الدوحة وأتشاور مع الإخوة هناك، فكان رد العاهل السعودى عليه «أنت الأمير والقرار قراراك، إلا إذا كنت لا ترى فى نفسك صاحب القرار»، وقتها شعر تميم بحرج شديد، فأعلن على مضض موافقته على شروط الملك عبدالله، الذى تأكد وقتها أن تميم لا يملك القرار، وأن الأمر بيد آخرين من بينهم شخصيات قطرية، وأكثرهم من خارج قطر.
 
هذه الواقعة تكشف بجلاء تمام أن تميم ليس إلا أداة يحركها آخرون، بعضهم كما قلت فى الداخل وأكثرهم فى الخارج، أما من فى الداخل فيتركزون فى شخصيات محددة على رأسهم والدته موزة، وأحمد بن ناصر بن جاسم آل ثانى، مدير المخابرات القطرية، الرجل القوى فى قطر.
 
وما أكثر من يتحكمون فى تميم من خارج قطر، وعلى رأسهم بطبيعة الحال الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، ومعه المخابرات الإسرائيلية «الموساد»، والمخابرات الأمريكية التى تتولى حماية تميم من خلال قاعدتى العيديد والسيلية الموجودتين على الأراضى القطرية، فهذا الثلاثى يتعامل مع تميم بمنطق أنه الخزينة التى ينفقون منها على كل التنظيمات والميليشيات المسلحة فى المنطقة وعلى رأسهم جماعة الإخوان الإرهابية، فالواضح للجميع أن قطر لا تمثل بالنسبة لهذا الثلاثى إلا المال الوفير، وكذلك نقطة الانطلاق التى يتم على أراضيها استضافة قيادات التنظيمات الإرهابية وتوفير الدعم المالى والإعلامى لهم عبر قناة الجزيرة التى أنشئت بتنسيق قطرى أمريكى إسرائيلى لتنفيذ الغرض الذى تقوم بالتخديم عليه الآن، وهو إظهار إسرائيل بالصورة المثالية، وأيضاً توفير منصة إعلامية للإرهابيين لكى يخترقوا من خلالها كل البيوت العربية، ولا عجب أن كل الفيديوهات والرسائل الخاصة بتنظيم القاعدة كانت تظهر بداية على قناة الجزيرة.
 
تميم ليس إلا أداة فى يد آخرين يحركونه كما يريدون، وهو لا يملك حق الاعتراض، أو يقول لهم لا، وإلا كان مصيره مثل بقية أعضاء العائلة وآخرهم والدهم حمد بن خليفة الذى اضطر لإعلان تخليه «طواعية» عن حكم الإمارة بدلاً من أن يعلن نجله «تميم» الانقلاب عليه، فتاريخ عائلة «آل ثان» مع الانقلابات ملىء بالقصص الدرامية، الابن دائماً ما ينقلب على حكم أبيه، ويطيح به من على كرسى الأمارة ليستولى هو على الحكم، فعلها حمد مع والده، ثم ذاق حمد مرارة الانقلاب من نجله تميم، ومن قبل الاثنين شهدت الأسرة أكثر من انقلاب، والشىء المشترك فى هذه الانقلابات أنها كانت تتم بدعم خارجى، وهو ما يخشاه تميم حالياً، خاصة بعدما كثرت القصص والأقاويل عن رغبة أخيه، عبدالله بن حمد بن خليفة، نائب أمير قطر فى أن يستولى هو على الحكم، لتصحيح الأخطاء التى تسبب فيها تميم، خاصة الكوارث المالية، بعدما تسبب فى ضياع أكثر من 200 مليار دولار طيلة الأعوام الثلاثة الماضية فى الإنفاق على الإرهاب والميليشيات المسلحة فى سوريا والعراق وليبيا واليمن، وكذلك الإنفاق على جماعة الإخوان الإرهابية.
 
لكل ذلك فإننى على يقين بأن تميم هو الشخص الخطأ، فهو مجرد أداة، وإذا كنا نريد البحث عن الفاعل الحقيقى فى دعم الإرهاب فعلينا أن نبحث عمن يحرك تميم، وفى نفس الوقت نحاول توضيح الحقائق بشكل كامل أمام الشعب القطرى، الذى عليه أن يفطن للمأساة التى يعيشها حالياً، فحتى أن كان القطريون يعيشون فى حياة رغدة، لكن لا يعنى ذلك مطلقاً أن يتركوا أموالها ينفقها تميم ومن يحركها على الإرهاب والإرهابيين، وأن يحصل أردوغان على أموال القطريين للإنفاق منها على مشروعاته فى تركيا، وفى نفس الوقت يرغم تميم على القبول بقاعدة عسكرية تركية على الأراضى القطرية.
 
على القطريين أن يدركوا حقيقة ما يحدث لهم وعلى أراضيهم، فبسبب ضعف تميم وتحكم الأتراك والإسرائيليين فيه فإنهم تحولوا إلى شخصيات غير مرغوب فيهم فى المنطقة كلها، حيث ينظر لهم بأنهم السبب الحقيقى فيما يحدث حالياً، لأنهم رأوا بأعينهم وسمعوا بآذانهم فضائح تميم ومن يحركه دون أن يفعلوا شيئاً.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة